نسرين الهرمودي: أعشق التفكير خارج الصندوق

تختصر نسرين الهرمودي مسيرة الفتاة الإماراتية التي تحافظ على التميز، وبناء شخصيتها القيادية، وتطوير تجربتها عبر التفكير خارج الصندوق، والاستفادة من الخبرات والفرص التي تتيحها لها دولتها الحبيبة.

تقلدت نسرين العديد من المهام والمناصب بعد دراستها الإعلام التطبيقي في كلية التقنية العليا بالشارقة، وحصولها على شهادات ودورات متخصصة من مدرسة واشنطن للبروتوكول، واستطاعت خلال سنوات تأسيس نفسها وبناء شخصيتها القيادية، والاستفادة من الفرص الوظيفية التي كرست تميزها في مختلف المجالات.

وتستذكر نسرين بداية انخراطها في العمل الوظيفي وعملها مديراً فنياً في مجال التصوير وإنتاج الدعايات التجارية، ونجحت في ترك بصمتها الواضحة في ذلك الميدان، قبل أن تنتقل للعمل في مجال التسويق المؤسسي والمعارض الخارجية ببلدية دبي، وتتولى مسؤوليات أكبر أهلّتها للعمل لاحقاً في مجموعة ماجد الفطيم التي أشرفت فيها على إدارات متعددة في الفترة الممتدة بين عامي 2004 و2007.

مشروع ملهم

بشغف تتحدث نسرين عن مشروعها الجديد الذي نشأت فكرته منذ ستة أعوام، بمساعدة ومشاركة شقيقتيها، إذ تتولى الأولى الشق الإداري وتشرف الثانية على الشؤون المالية للمشروع، في الوقت الذي تعمل فيه نسرين على موضوع التصميم الفني في انتظار أن تتبادل الشقيقات الثلاث الأدوار مستقبلاً.

• مسيرة الشابة الإماراتية لم تتوقف عند حدود العمل الإداري، إذ انحازت إلى تكريس طموح أوسع، وزيّنت سجلها بالتميز والتكريمات خلال سنوات قليلة.

• «حلمت بأن أصير سفيرة، وأشعر بأن باستطاعتي تحقيق حلمي لأكون سفيرة الأزياء والأفكار التي أحب تحويلها لمشروعات ناجحة». تصوير: أحمد عرديتي

• 6 شهادات في تاريخ الأزياء والعلامات التجارية العالمية وكيفية تصميم وإدارة المنتجات والأزياء الفاخرة حصلت عليها نسرين.

مسيرة الشابة الإماراتية لم تتوقف عند حدود العمل الإداري، إذ انحازت إلى تكريس طموح أوسع عبر بوابة مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، قبل أن تدمج هذه المؤسسة بدائرة التنمية الاقتصادية التي تولت فيها نسرين مهام مدير التسويق والاتصال المؤسسي والتشريفات، ووصفتها بالقول: «لكل مجال خصوصيته وأهميته بالنسبة إليّ، فقد تعلمت في الأماكن التي عملت بها أن أطور تجربتي، واستفدت من الخبرات والمهام التي أوكلت إلي. وربما اعتبرت مشروع (التاجر الصغير) من أهم المشاريع الرائدة التي ألهمتني، فقد ركزت على ريادة الأعمال في سن مبكرة، ووفرت وقتها مجموعة من الفرص لمختلف فئات الشباب الإماراتي، وكانت بالنسبة لي درساً في الجرأة وآليات اتخاذ القرار، والإصرار على الوصول إلى الأهداف والغايات، لهذا السبب حقق المشروع نجاحاً باهراً بدعم نحو 80 مشروعاً شبابياً في 2006، ليصل الرقم إلى أكثر من 800 مشروع في 2013».

سجل حافل

يحفل سجل الهرمودي الوظيفي بقائمة من الجوائز والتكريمات، مثل جائزة الموظف المبدع من برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز، وجائزة أفضل مشروع إداري متميز في مسابقة التاجر الصغير عام 2011، وكذلك فوزها في سباق «بناة المدينة» لمركز نموذج دبي لتطوير قطاع الخدمة المجتمعية، إضافة إلى عضويتها السابقة في لجنة الابتكار في دائرة التنمية الاقتصادية، وفي شبكة الاتصال الحكومي الاقتصادي التي تجمع كل مديري الاتصال في الدوائر الاقتصادية في مختلف إمارات الدولة، وعضويتها في الأمانة العامة للاتصال الحكومي في المجلس التنفيذي لحكومة دبي، ومشاركتها في برنامج القيادات النسائية للتبادل المعرفي الذي عقدته الإمارات مع السويد.

شهادات مهنية

طموحات نسرين ورغبتها في إثبات ذاتها تجلت بشكل واضح في إصرارها على الالتحاق بعدد من الدورات المتخصصة في مدرسة لندن للأزياء التي نالت منها ست شهادات مهنية في تاريخ الأزياء والعلامات التجارية العالمية، وكيفية تصميم وإدارة المنتجات والأزياء الفاخرة، قبل أن تعمل على مشروع علامتها التجارية العالمية التي تفرغت لها بشكل كامل بداية من مطلع العام الجاري، لتؤسس بها نسرين مفهوماً جديداً للموضة، تجمع فيه بين الحداثة وألق العادات والتقاليد المحلية. وتوضح: «أحببت التفكير خارج الصندوق من خلال التأسيس لعلامة تجارية إماراتية تختص بتصنيع الملابس والأحذية على أن تشمل في المستقبل تجربة الحقائب والإكسسوارات والمجوهرات التي تناسب احتياجات المرأة الإماراتية».

كما تطمح نسرين إلى تعميم هذه التجربة لتشمل المرأة العربية والأجنبية على حد سواء، مضيفة: «استفدت كثيراً من زياراتي المتعددة لمصانع الأقمشة في شمال إنجلترا ومنغوليا، ومصنع الخزنة للجلود في أبوظبي، إلى جانب تعاملي مع موردي الأقمشة في فرنسا ومصر واليونان، إذ تعرفت على أجود الأقمشة والمستلزمات التي تكفل إنتاج علامة تجارية ستتوافر في أكبر المتاجر المعروفة في الدولة وخارجها، بالإضافة إلى خدمة التسوق الإلكتروني التي ستقدمها العلامة».

بين لندن وباريس

خارج أجواء العمل المكتظة بالمشاغل، تجد نسرين الهرمودي حيزاً لممارسة هوايتها المفضلة التي لا تبتعد فيها كثيراً عن شغفها بالأزياء التي تقودها دوماً لباريس ولندن بغرض الترفيه، واصطياد ما تيسر من آخر صيحات الموضة والأزياء. وقالت «أميل أكثر لزيارة العاصمة البريطانية بحكم توجهي للنمط الكلاسيكي في التصميم الذي تحافظ به المرأة على خزانة أزيائها لأطول فترة ممكنة، بالإضافة إلى حرصي على الالتقاء بشكل دوري بمستشاري الإنجليزي للاطلاع على آخر المستجدات في مجال المعامل ومشاغل الأقمشة».

استشارات ومشروع جديد

تجد نسرين الهرمودي حيزاً كافياً اليوم لتقديم خبرتها في مجال استشارات الأزياء عبر تقديم أربع خدمات متكاملة تكفل للمرأة التعرف إلى الألوان التي تناسبها في مجال الأزياء، وكيفية تنسيق الملابس التي تتطابق مع شخصيتها والتسوق بطريقة عملية، وصولاً إلى خدمة تنظيم خزانة المرأة الشخصية. وقالت نسرين، إن «تلك الخدمة تعد جديدة في الإمارات، لكنها موجودة بكثرة في أوروبا وأميركا، ونلت فيها شهادات تخصص مهنية من معهد أميركي متخصص ومن مدرسة لندن للأزياء للتعرف إلى تفاصيل تقديم هذه الخدمة للنساء بالإمارات، كما أعكف الآن على التحضير مع ابنة خالي لافتتاح مقهى ومطعم جديد في دبي بطابع خاص وجديد كلياً من ناحية التصميم والديكور وروح المكان، وحتى طريقة التقديم المبتكرة خصيصى لرواده».

الأكثر مشاركة