«الرسامين الصغار».. فرح طفولي ثلاثي الأبعاد
بالأوراق الملونة المليئة بالحياة، ابتكر الأطفال أول من أمس أشكالاً عدة للقبعات التي صنعوها في ورشة العمل الفنية التي أقامها برنامج الشيخة منال للرسامين الصغار في مهرجان «دبي كانفس»، والتي أتاحت لهم تعلم كيفية صناعة الأشكال الفنية الثلاثية الأبعاد من خلال الورق.
تعليم الفنون أكدت الفنانة علياء لوتاه، أنها تعمل مع الأطفال في مركزها الخاص «ميداف»، الذي يعلم الأطفال الفن على اختلاف أنواعه، إلى جانب وجود منجرة، وكذلك ورش عمل خاصة بصناعة البرقع والتي تقدمها جدتها. وشددت على أن تعليم الفن للأطفال لا يحمل صعوبات، فالأطفال يُحبون ويتقنون التقليد لكن أسلوب تقديم الفن لهم هو الذي يصنع فرقاً. |
الفنانة علياء حسين لوتاه قادت الورشة على مدى يومين، وأسهمت من خلال الأساليب الفنية التي قدمتها في تحريك مخيلة الأطفال لابتكار ما هو جديد وغير مألوف، فاستكشف الأطفال بأناملهم البسيطة ما يمكنهم صناعته من فرح بأشكال ثلاثية الأبعاد. من جهتها، قالت مسؤولة الفعاليات في المكتب الثقافي لسمو الشيخة منال، مهرة عبدالله، إن «برنامج الشيخة منال للرسامين الصغار يقيم ورش عمل فنية في (آرت دبي) منذ سنوات، لكنها المشاركة الأولى في (دبي كانفاس)، وقد جاءت هذه المشاركة بهدف تقديم ورشة على مدى يومين ضمن ثيمة الرسم الثلاثي الأبعاد». ونوهت بأن اختيار الفنانة علياء حسين لوتاه وتفويضها بتقديم الورشة أتى بعد استلام مجموعة من المقترحات من نحو 10 فنانين معظمهم إماراتيون، ثم تم اختيار الفنانة التي ستقدم الورشة، تبعاً لما هو أنسب من بين المقترحات المقدمة.
ولفتت مهرة عبدالله إلى أن المكتب الثقافي يدعم الفنانين الإماراتيين، وكذلك المواهب الشابة، فهو منصة لتنمية المواهب الموجودة في المنطقة. وشددت على أن المشاركة في البرنامج كانت مجانية ومتاحة للأطفال الذين تراوح أعمارهم بين ست سنوات و12 سنة، من خلال التسجيل المسبق، موضحة أن الورشة تستوعب 15 طالباً، لكن في اليوم الأول تم زيادة العدد بسبب الطلب المتزايد من الأطفال، مضيفة أن «الفن الثلاثي الأبعاد يمنح الطفل القدرة على التفكير بإبداع، وأن الأطفال في هذا العصر مختلفون جداً عن أيام الطفولة التي عشناها، فهم يفكرون بطرق إبداعية ويفكرون بالأساليب السريعة». ولفتت إلى أن برنامج الشيخة منال للرسامين الصغار، ستكون له ورشة عمل قادمة في «آرت دبي»، اذ سيتم العمل مع الفنانة سوزان في هذه الورشة، مبينة أن الورشة ستتسع لعدد أكبر من الأطفال، وأنه بعد تقديمها على مدى أعوام مضت، بدأت الورشة تشهد اقبالاً شديداً.
من جهتها، قالت علياء حسين لوتاه عن الورشة التي قدمتها «اخترت الورق لأقدم للأطفال كيفية صناعة أعمال ثلاثية الأبعاد منه، عبر قص الورق الى أحجام وأشكال مختلفة، وبالتالي مزجها لتقديم قبعات ثلاثية الأبعاد مركبة من هذه الأشكال الغريبة». وأشارت الى أنها منحت الأطفال حرية التعبير، بل قدمت لهم بعض النقاط الأساسية وتركت لهم الفرصة كي يشكلوا القبعات، مؤكدة أن «الفن يمنح الأطفال فرصة التعبير عن مشاعرهم بشكل غير مباشر، وكذلك بشكل ابداعي». ولفتت لوتاه الى وجود فئة من الناس لا تمنح هذه الورش أهمية، لكن كل الدراسات تؤكد على أن الطفل الذي يتعلم الفن في الصغر يصبح أكثر ابداعاً في مجال عمله في المستقبل، وإن كان هذا المجال بعيدا عن الفن. ونوهت بأن من أساسيات العمل في مثل هذه الورش، هو أن تكون النتيجة التي سيراها الأطفال سريعة جدا، ولهذا اختارت القبعات والرسومات، وكذلك اختارت في الورشة الثانية الجهاز الذي يشبه العصا، ويتم تعليق أصباغ عليه، وحينما يتم تحويل الأصباغ للورق، تأخذ الألوان أشكالاً، ولأن أي شيء مكرر يعد ثلاثي الأبعاد اختارته للورشة الصالحة لكل الاعمار. واعتبرت ورش العمل الخاصة بالأطفال في المهرجان مهمة، كونها تقدم للأطفال إضافة جديدة، ناصحة الأهالي بأن يأخذوا أطفالهم الى ورش عمل وإن لم تكن فنية لأنها ستنعكس على أعمالهم بشكل من الأشكال.