المرأة الإماراتية «شريك في الخير والعطاء»

8 مارس وقفة تقدير للمرأة في العالم

صورة

«أقرأ عن وطني»

مساحة من المعرفة تخصصها «الإمارات اليوم» لتعريف القرّاء من مختلف الأعمار بدولة الإمارات، من خلال طرح موضوعات ترتبط بالهوية الوطنية، وتاريخ الدولة وثقافتها، وتراثها ولهجتها وإنجازاتها، وكل ما يرتبط بهوية ومكونات الدولة، والشخصية الإماراتية، وهو ما يصبّ في تحقيق أهداف نشر المعرفة والثقافة التي يستند إليها «عام القراءة».


يحتفل العالم، في الثامن من مارس من كل عام، باليوم العالمي للمرأة، الذي جاء كتحية تقدير لكفاح النساء العاملات في مختلف أنحاء العالم، ورغم أن مسيرة نضال النساء العاملات بدأ نهاية القرن التاسع عشر، ومر بالعديد من الوقفات والمحاولات، التي قامت بها النساء لنيل حقوقهن، خصوصاً في أميركا وفرنسا، إلا أن منظمة الأمم المتحدة لم توافق على تبني تلك المناسبة سوى سنة 1977، عندما أصدرت المنظمة الدولية قراراً يدعو دول العالم إلى اعتماد أي يوم من السنة تختاره للاحتفال بالمرأة، فقررت معظم الدول اختيار الثامن من مارس، وتحول بالتالي ذلك اليوم إلى رمز لنضال المرأة، تخرج فيه النساء عبر العالم في تظاهرات للمطالبة بحقوقهن ومطالبهن.

من أقوال سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات):

«إن خطوات المرأة العاملة في بلادنا سريعة وواثقة وذلك بكل المقاييس والمعايير، ومن المؤكد أنها حققت الكثير من الطموحات والآمال، ولكن ليس كل الطموحات ولا كل الآمال، فمازال أمامها مواقع كثيرة لم تطرق بابها، وما يهمني حقاً هو طموحي الأكبر أن تلبي المرأة العاملة احتياجات المجتمع من عملها».

الأمر نفسه بالنسبة للمرأة في الدول العربية، فلم تحصل على حقوقها إلا بعد سنوات طويلة من السعي والمطالبات، للحصول على حقوقها في التعليم والعمل وممارسة حقوقها السياسية، ومازالت معدلات حصول المرأة العربية على هذه الحقوق تختلف من دولة إلى أخرى، لأسباب مختلفة لعل أبرزها العادات والتقاليد، التي مازالت تسيطر على كثير من المجتمعات العربية، وتقف أمام طموح المرأة. في المقابل؛ تحظى المرأة في دول مجلس التعاون الخليجي بمكانة مميزة، وأوضاع لا تقل عن أوضاع المرأة في الدول المتقدمة في هذا المجال، ومازالت تتبنى دول المجلس المزيد من خطط تمكين المرأة في مختلف المجالات. وتشير إحصاءات إلى أن نسب مشاركة المرأة في سوق العمل بمجلس تعاون الدول الخليجية قد بلغت: 51% في قطر، و47% في الإمارات، و46% في الكويت، و40% في البحرين، و29% في سلطنة عمان، و20% في السعودية.

وفي الإمارات؛ كان الإنسان بشكل عام محل اهتمام منذ قيام الدولة، حيث آمن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بأن بناء الدولة لا يتم إلا ببناء الإنسان أولاً، كما أدرك منذ البداية أنه لا يمكن تجاهل الدور المهم الذي يمكن أن تقوم به المرأة في بناء الدولة الحديثة المتطورة، فعمد إلى إشراكها بهدوء وحكمة، حتى لا يصطدم بعادات وتقاليد المجتمع، في حركة التطور التي تشهدها الدولة، خصوصاً في مجال التعليم ثم العمل، وكان لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات) دور محوري في تحقيق رؤية الشيخ زايد وخططه لتطوير المرأة أولاً ثم تمكينها. واتخذت دولة الإمارات العديد من الخطوات والاستراتيجيات، من أجل دعم المرأة ومكانتها في المجتمع، مثل دعم سن التشريعات التي تكفل حقوقها الدستورية، وفي مقدمتها حق العمل والضمان الاجتماعي والتملك وإدارة الأعمال والأموال، والتمتع بكل خدمات التعليم والرعاية الصحية والاجتماعية والمساواة في مختلف جوانب الحياة مع الرجل، بما في ذلك الحصول على أجر متساوٍ في العمل، ومكافحة العنف ضد المرأة. كما قامت الدولة بإطلاق الاستراتيجية الوطنية لتقدم المرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة، بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة (اليونيفيم) في عام 2002، ودعم ومتابعة إصدار قانون الأحوال الشخصية في الإمارات، لدعم حقوق المرأة، والإسهام في استقرار الأسرة في عام 2005. بالإضافة إلى إطلاق برنامج المبادرات الوطنية لإدماج النوع الاجتماعي في دولة الإمارات العربية المتحدة، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في عام 2006. ثم إطلاق الاستراتيجية الوطنية، لتمكين وريادة المرأة في دولة الإمارات 2015-2021، من أجل توفير حياة كريمة للمرأة لجعلها متمكنة. وفي عام 2015؛ أعلنت دولة الإمارات عن تخصيص يوم 28 أغسطس من كل عام ليكون «يوم المرأة الإماراتية»، احتفاء بذكرى تأسيس الاتحاد النسائي العام في 28 من شهر أغسطس عام 1975، ليكون الممثل الرسمي للمرأة الإماراتية. وتم تخصيص دورته الأولى للاحتفاء بالملتحقات بصفوف القوات المسلحة والخدمة الوطنية، ولتكريم المرأة الإماراتية ودورها في بناء الوطن ومنجزاته. وفي عام 2016، أعلنت سمو الشيخة فاطمة، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، أن الاحتفال بيوم المرأة الإماراتية سيكون تحت شعار «المرأة والابتكار»، تقديراً وتكريماً لإسهامات المرأة في مجال الابتكار الذي يشكل منعطفاً مهماً في مسيرة المرأة الإماراتية الرائدة،

كان لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك دورا محوريا في تحقيق رؤية الشيخ زايد لتطوير المرأة أولا ثم تمكينها

في2015 أعلنت دولة الإمارات عن تخصيص يوم 28 أغسطس من كل عام ليكون «يوم المرأة الإماراتية»

ولتثبت لوطنها وللعالم بأكمله أنها جديرة بحمل راية الإبداع والتفوق في كل قطاع. وفي العام الجاري؛ أعلنت سموها عن اختيار شعار «المرأة شريك في الخير والعطاء» شعاراً للاحتفال بيوم المرأة الإماراتية في 2017، تعبيراً عن دور المرأة وقدرتها على التفاعل مع المبادرات المتعددة في الدولة، ومشاركتها مع جميع فئات المجتمع رجالاً ونساء، لإنجاح «عام الخير»، الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وإحياء مآثر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، التي تشهد على أن حياته وتاريخه كانا كلهما خيراً.

تويتر