«أبيات من أعماق الصحراء».. أمسية تعكس قدرة الأدب والإبداع على إذابة فوارق الحدود وتمايز الثقافات. تصوير: أحمد عرديتي

«طيران الإمارات للآداب» يختتم 220 فعالية.. اليوم

يسدل مهرجان «طيران الإمارات للآداب» الستار، اليوم، على دورته التاسعة، التي امتدت على مدار ثمانية أيام، متضمنة نحو 220 فعالية مختلفة، شهدت حضوراً متنوعاً، ومشاركات مختلفة، لنحو 180 كاتباً، من 33 دولة مختلفة، ليرفع شعار «نراكم في الدورة المقبلة»، التي يتمّ فيها المهرجان عقده الأول. وفي تصريح لـ«الإمارات اليوم» قال نائب رئيس مهرجان طيران الإمارات للآداب، إبراهيم خادم، إن المهرجان تمكن بالفعل مع ختام دورته الحالية، من أن يرسخ موقعه كإحدى أبرز الفعاليات الأدبية العالمية، عبر أجندة فعاليات انفتحت على مختلف الآداب العالمية، وعكست في الوقت نفسه الخصوصية الثقافية للمنطقة عموماً، والإمارات خصوصاً.

الكاتب الإنجليزي مايكل كوبرسون، قدّم نماذج من الشعر العربي الفصيح، إلى جانب روائع من الشعر الإنجليزي، مستعيناً بتمكنٍ رائع من اللغة العربية، ليجسد حقيقة أن الأدب، والشعر خصوصاً، حالة إنسانية تتجاوز الأعراق والحدود والحواجز، وصولاً إلى وجدان الإنسان.

احتفالية ممتعة وملهمة

قال المدير العام بالإنابة في هيئة دبي للثقافة والفنون، سعيد النابودة، إن «هذا الحدث يقدم كل عام احتفالية ممتعة وملهمة للضيوف، من خلال الجمع بين شعراء من مختلف أنحاء العالم، لتساعد الأمسية على تعزيز الساحة الأدبية المزدهرة في دبي». وأضاف «تتكامل فعاليات مهرجان طيران الإمارات للآداب وأنشطته المختلفة مع بانوراما الأحداث الثقافية والفنية كالمشروعات الفنية الخارجية، والمبادرات التفاعلية، وورش العمل والمعارض، التي تنظم خلال الدورة الرابعة من موسم دبي الفني، خلال شهر مارس الجاري».

وأكد خادم أنه روعي في اختيار الفعاليات التي استوعبتها الدورة، الطابع البانورامي الثقافي العالمي والمحلي، بحيث يتحول المهرجان إلى مساحة جذب لمختلف الشرائح وذوي الميول الثقافية والأدبية المختلفة، لافتاً إلى أن الشباب وطلبة المدارس والجامعات، كان لهم نصيب كبير من اهتمام المهرجان في هذه الدورة. وفي التفصيل، استضاف منتجع المها الصحراوي، مساء أول من أمس، الأمسية السنوية التي تحولت إلى أحد ثوابت ومعالم المهرجان الرئيسة، وهي أمسية «أبيات من أعماق الصحراء»، التي تقام بالتعاون مع هيئة دبي للثقافة والفنون.

وجمعت الأمسية خمسة شعراء وأدباء من خلفيات ثقافية وإبداعية مختلفة، هم عدنان العودة، زينة هاشم بيك، زينب البلوشي، مايكل كوبرسون، كي ميلر، حيث نقلت اللجنة المنظمة ضيوف المهرجان، ورواد الحدث، من مقر المهرجان الرئيس في فندق إنتركونتيننتال فيستفال سيتي، إلى مخيم الصحراء، ليلمح العابرون في طريقهم إلى الأمسية الشعرية، بعض مظاهر الحياة البرية في المكان، الذي تقع في القلب منه محمية طبيعية تزخر بنماذج متنوعة من مفردات البيئة الصحراوية في الإمارات.

وقدم الكاتب السوري المقيم في الإمارات عدنان العودة، بعض قصائده، ومنها «صباح رأس السنة»، «ضيعت الزنبق»، «تيجي نسافر»، ليضع رواد الأمسية في أجواء سورية خالصة، لكنها لا تنفصل شعورياً، عن هم إنساني يخاطب بلغة شجية، القلب، والضمير والوجدان الإنساني، في المقام الأول.الشعر النبطي كان حاضراً عبر صوت شعري إماراتي بديع، عنوانه الشاعرة زينب البلوشي، التي تمكنت في ما قبل من الوصول إلى مراحل متقدمة في برنامج «شاعر المليون»، لتختار نخبة من قصائدها التي تسود فيها بشكل خاص ملامح الشعر الاجتماعي، المنافح عن قضايا المجتمع، والمتحلي بنسقه القيمي الأصيل والمتوارث.

وتنقلت الشاعرة اللبنانية زينة هاشم بيك، بين أكثر من ديوان من دواوينها المنشورة، لتقدم مجموعة من أشعارها من مجموعتيها «أن تعيش في الخريف» الحائزة جائزة «باك ووتر» عام 2013، و«أعلى من خفق القلوب»، أما الشاعر الجامايكي، كي ميلر، الفائز بجائزة «فورورد 2014»، وتم اختياره، في العام نفسه، من بين 20 من شعراء الجيل المقبل، من قبل جمعية كتاب الشعر، في بريطانيا، فقد عضد بقصائده المختارة للأمسية، حقيقة أن الشعر لغة واحدة، وإن اختلفت الحروف، من خلال إصراره على الاحتفاء بحالة وجدانية تلامس الإنسان، بغض النظر عن انتمائه القُطري.التمازج الثقافي حضر بصورة أكبر عبر القصائد التي اختار استدعاءها الكاتب الإنجليزي مايكل كوبرسون، الذي قدم نماذج من الشعر العربي الفصيح، إلى جانب روائع من الشعر الإنجليزي، مستعيناً بتمكن رائع من اللغة العربية، ليجسد حقيقة أن الأدب، والشعر خصوصاً، حالة إنسانية تتجاوز الأعراق والحدود والحواجز، وصولاً إلى وجدان الإنسان، حسب كوبلر نفسه.

الأكثر مشاركة