«صاحبة السعادة» ترتحل بزوّارها إلى 75 دولة

بالصور.. «القرية العالمية»..سعادة على جناحي الثـقـافـة والتسوق

صورة

قد يشعر البعض بأن زيارة واحدة إلى موقع ما، خصوصاً في ما يتعلق بالمواقع الترفيهية، قد تكون كافية لعدم تكرارها، على الأقل في غضون فترة وجيزة، لكن هذا لا ينطبق على «القرية العالمية» بالنسبة لزوار قصدوها مراراً خلال الموسم الواحد الحالي، وبعضهم خصص لها أياماً بعينها خلال الأسبوع الواحد، على الرغم من امتدادها نحو نصف العام تقريباً.

«السعادة.. على جناحي الثقافة والتسوق»، هذا ما رصدته «الإمارات اليوم»، خلال معايشتها ليوميات في «القرية العالمية»، من زاوية الزائر، القاصد لمختلف وجهاتها، وأحال إليه رواد لها، رأوا أن صفقة قصدهم لهذا المعلم الفريد رابحة، وتستحق التكرار، في حين يبقى رضا الزائر بمثابة البوصلة التي تحدد معالم وأجندة القرية، ليس فقط خلال موسمها الحالي، وهو الأول بعد العقد الثاني، بل في ما يتعلق بأسس تطويرها وآفاقها المستقبلية، حسب الرئيس التنفيذي للقرية العالمية، أحمد حسين بن عيسى.

سعادة مستدامة

قال الرئيس التنفيذي للقرية العالمية، أحمد حسين بن عيسى، إن الاستبيانات الحديثة للقرية العالمية، تجاوزت مجرد البحث عن نسب تحقيق السعادة، وصولاً إلى مدى استدامة تلك السعادة، لدى روادها، رغم انقضاء مدة الزيارة. وتابع: «تعاقدنا مع شركات بحثية متخصصة، تقوم بقياس مؤشر استدامة السعادة لدى الزائر، بعد مرور نحو أسبوعين على آخر زيارة قام بها إلى (القرية العالمية)، من خلال الإخبار بأجمل اللقطات التي لايزال يحتفظ بها في مخيلته، في مؤشر يضع أيدينا على ما يجب أن نعمل على تدعيمه في الدورات المقبلة».


إبهار ثقافي

عبَّر أعضاء في رابطة الجذب السياحي ومدن الملاهي العالمية (إيابا) عن إعجابهم بحالة الإبهار الثقافي الذي تثيره وتستثمره «القرية العالمية»، عبر بانوراما ثقافية عالمية لا تعرف الإقصاء، وتحتفي بمختلف الثقافات، دون تمييز.

ووصف الأعضاء الذين قاموا بزيارة «القرية العالمية»، بصحبة أحمد حسين بن عيسى، باعتباره العضو الوحيد في مجلس إدارة هذه المنظمة العالمية، من منطقة الشرق الأوسط، ما لمسوه بـ«حالة إبهار ثقافي»، يتم توظيفها بذكاء واقتدار لخدمة أغراض الجذب السياحي.


«تسوق» رابح

وصف رجل الأعمال، إبراهيم جابر، الذي يعد أحد الشركاء الدائمين لـ«القرية العالمية»، عبر إدارته العديد من الأجنحة، سنوياً، ومنها الجناح المصري، والسعودي، والتونسي، وغيرها، حقيقة «التسوق» داخل الأجنحة المختلفة بالقرية العالمية بـ«الرابح لجميع أطرافه».

وتابع: «هناك حالة من الارتياح، التي يندر وجودها في دائرة المال والأعمال، فمديرو الأجنحة لديهم يقين بشفافية المنافسة الصعبة، من أجل ضمان حصولهم على حقوق التسويق»، مشيراً إلى أن الأسعار العادلة التي تنتهي إليها المناقصات، فضلاً عن أن الالتزام الأدبي والقانوني.

وأضاف: «هذه المعادلة الثنائية تتحول إلى ثلاثية، بمجرد دخول الطرف الأهم، وهو العميل، زائر القرية العالمية، الذي يحصل هو الآخر على قيمة مثالية من حيث السعر والجودة».


العجلة العتيقة.. وداعاً

عجلة الألعاب الرائعة والعتيقة، التي تحولت إلى أحد رموز القرية العالمية، بحجمها الكبير والاستثنائي، مرشحة لأن تودع مكانها، اعتباراً من العام المقبل.

وحسب انفراد خص به الرئيس التنفيذي للقرية العالمية، أحمد حسين بن عيسى، «الإمارات اليوم»، فإن منطقة الألعاب على موعد مع تغيير شامل، في الدورة المقبلة، حيث أنهى بن عيسى بالفعل صفقات شراء الألعاب الجديدة، من عدد من الدول الأوروبية، على أن يتم تسلم تلك الألعاب، واختبارها في مواقعها، قبل انطلاق الدورة الـ22 بوقت كافٍ.

من هنا، فإن «القرية العالمية» ستتولى ذاتياً إدارة منطقة الألعاب، مودعة سنوات كانت فيها منطقة «جزيرة الخيال» ضمن استحواذ استثماري، من قبل إحدى الشركات المتخصصة في هذا المجال.


أنا.. في «القرية العالمية»

بخفة ظل مصرية، قام زائر القرية العالمية، محمد هاشم، بنشر صور له في أجنحتها المختلفة، بشكل متتابع، طالباً من متابعيه على صفحته على «فيس بوك»، تخمين، موقعه الحالي.

وجاءت التخمينات مختلفة، ومتعددة، باختلاف اللقطات وملامح الثقافات البادية في خلفية كل صورة، لدرجة أن البعض ذهب إلى أنها ألبوم يعود إلى عدد من الزيارات لدول عدة.

تشويق هاشم لم يستمر طويلاً، بعدما علّق متابعاً له بأنها «القرية العالمية» في دبي، مشيراً إلى أنه كان هناك أيضاً قبل بضعة أسابيع، وعاد منه.

الملقبة بـ«صاحبة السعادة» منذ اختيارها «وجهة السعادة في الإمارات»، وفق تقرير صادر عن هيئة الأمم المتحدة، العام الماضي، ذهبت بعيداً في هذه الغاية عبر دورتها الحالية، وراحت ترصد خيالات زائريها، بعد مرور ما لا يقل عن أسبوعين من آخر زياراتهم لها، لتقف بشكل دقيق عند أبهى اللحظات، بغرض الاشتغال على مضاعفة الفعاليات المرتبطة بها.

وما بين «الإسعاد» و«التسوق»، وبينهما «التثقيف»، تم رسم ملامح زيارة روادها، بدءاً من التفكير في قرار قصدها، مروراً بتفاصيل الزيارة نفسها، ثم مغادرتها، ليكون فوزها بجائزة أفضل مساهمة ثقافية في الإمارات، من قبل مجلة «آرابيان بيزنس» في دورة جوائزها الأخيرة، بمثابة تأكيد لأهمية حضور «جناح» الثقافة عبر حضور 75 ثقافة دولية مختلفة، تمثل جنسيات الدول المستضافة، لتُفعّل قيمة «التسوق»، عبر 10 آلاف عارض، يقصدون أجنحتها المختلفة، يومياً، بمنتوجات مواطنهم.

قرّر.. خطًّط.. انطلق

ثلاثية السعادة والثقافة والتسوق، تربطها وشائج متينة، في محطات الوصول إلى القرية العالمية، التي أولت عناية كبيرة لمختلف الخطوات التي يمكن أن يمر عليها روادها المحتملون، قبل انطلاقها، عبر مبدأ «قرر.. فكّر.. ثم انطلق»، حيث تم توفير باقات عائلية اقتصادية، تتضمن بطاقات دخول القرية، والتمتع بمنطقة الألعاب «جزيرة الخيال»، وخدمة صف السيارات، فضلاً عن إمكانية حجز بطاقات مواقف كبار الشخصيات عبر الموقع الإلكتروني، لتكون فكرة الذهاب إلى القرية من البداية يسيرة التطبيق.

الطريق إلى القرية نفسه محاط بخيارات عدة، تجنباً للازدحام، ينتهي بمواقف سيارات شاسعة، وغير بعيدة في الوقت نفسه من بوابات الدخول، التي تتوزع على 40 منفذاً، تمثل في مجموعها تحفة فنية مستمدة من خصوصية الموروث المحلي، بملامح القباب، وإن اكتسبت فرادة عبر إثرائها بسمات المعمار الشرقي عموماً، عنوانها «بوابة العالم»، التي جاءت بمثابة عنوان جمالي للقرية العالمية.

هذه الأريحية في الوصول إلى القرية لا تقتصر على حاملي البطاقات المسبقة الدفع، حيث تتوزع منافذ بيع التذاكر بجوار نظيرتها المخصصة للدخول، وقبل أن تبدأ الرحلة، تُستأنف المتعة بالممشى الخارجي المحيط بأسوارها، أو استخدام القطار المميز، أو عجلات التنقل السريع، وغيرها للراغبين في خيارات أخرى.

عالم جديد كل يوم

هذه الرحلة التي تتكرر ملامح استهلالها، تختلف إلى حد كبير في تفاصيلها الأخرى، بمجرد الدخول عبر «بوابة العالم»، حيث تتعدد الفعاليات، متحاشية التكرار بتتالي الأيام، بحيث تكون بالفعل أمام «عالم جديد كل يوم»، وهو الشعار الذي ترفعه «القرية»، عبر قائمة طويلة من العروض، سواء تلك التي يقوم بها «فريق المبدعين» التابع لإدارتها، أو الفعاليات الترفيهية التي تتعاقد على جذبها، فضلاً عن فعاليات متنوعة تقدمها إدارات الأجنحة المختلفة، يستلهم كل منها فلكلور ثقافته وخصوصيته.

في هذه التفاصيل يتداخل الترفيهي بالتثقيفي، وتنساب المعلومة الثقافية في قلب التنزه في أرجاء القرى المختلفة، لتجد راقص التنورة المصري، يوجز لك معلومات عن ارتباط نشأتها بحقب تاريخية بعينها، فيما يقدم القائمون على نموذج المتحف المصري معلومات يعود معظمها إلى العصر الفرعوني وأشهر أسره، وهو ما نجد نظيراً له في الجناح التركي المنفرد بـ«حصان طروادة»، والإسباني الذي يمكن لقاصده معرفته من بعيد عبر ملاحظة راقصي الفلامنجو، قبل أن يستقبلك على بوابة الجناح الأميركي «راعي البقر»، في تجاور يذيب العصور مع السيارة «الفيراري» القابعة أمام الجناح الإيطالي، مروراً بقوس النصر، الفرنسي، وجميعها دلالات تصحبها المعلومات التاريخية والتوثيقية التي تقدمها إدارات القرى، سواء عبر جماعات عمل متخصصة، أو من خلال المنشورات الورقية، بصحبة العروض الفلكلورية.

السعادة لم تعد مجرد رد فعل لتساؤل على صدور موظفي القرية بصيغة «كيف يمكنني إسعادك»، بل مشاعر منثورة في مختلف أرجائها، وقد تفاجئك، دون توقع، تماماً كما يفاجئك فريق المبدعين التابع للقرية، وأنت تستمتع بأحد أطباق المطاعم التي أعدت قوائم متنوعة لنكهات تشكل في حد ذاتها بانوراما مذاقات وأطباق عالمية مختلفة، لتجعل بالفعل وكأن العالم أضحى حقيقة عند أطراف أصابعك، لتجدهم يشاركوك فرحة، كنت تتوقع أنها مقتصرة على مجموعة برفقتك.

صفقات رابحة

معيار السعادة يتخلل قيمتي التسوق والترفيه، وفق قناعة إدارة القرية، التي حرصت على أن تتضمن بنوداً تعاقدية اطلعت «الإمارات اليوم» على نسخة منها، بضمان السعر المناسب للمنتج، ما دفعها في بعض الأحيان إلى تخفيضات إيجارية، وفق قناعة بأن «الصفقة الرابحة» أيضاً إحدى مفردات الشعور بالرضا لروادها، ومن ثم إسعادهم.

المساحات الخضراء، التي حققت إقبالاً ملحوظاً من رواد القرية، زادت مساحتها بشكل ملحوظ، وتحولت إلى ساحات لـ«الفرح» العائلي، لتجمع القرية بين روح المغامرة والعصرية التي تُغلف الكثير من وسائل الترفيه التي تزخر بها، وسياق العودة إلى الطبيعة وجمالياتها، في مسعى لإرضاء جميع الأذواق.

حالة تنوع المعروض، تحت مظلة واحدة، وسهولة اقتناء العديد من المنتوجات التي يحتاج إليها المتسوق، وفق خيارات هائلة من 75 دولة، ظاهرة بارزة، لاسيما لدى الزائر غير المقيم، الذي يحرص في البداية على اقتناء هدايا تذكارية خاصة بالإمارات لإهدائها إلى أحبائه، حين العودة إلى موطنه، فإذا به يفاجأ بأنه أمام فرصة للحصول على نظائر لها، تعود إلى عدد كبير من الدول، وكأنه حقق بزيارة واحدة، بالفعل، جولة في مختلف أنحاء الكرة الأرضية.

ثقافة أهل الدار

هل يمكن أن يكون في هذا المكان المفعم بالحداثة ومعالم الدول والحضارات، المعاصرة منها وسواها، ما يمكن أن يُقرِّبك إلى هوية أهل الدار، الإمارات، لاسيما أن الزائر الذي قرأ عن المكان، حتماً عرف أن دبي مدينة تتخذ من التطور المستمر حقيقة لا تحيد عنها؟ السؤال الذهني هذا يُجاب عنه بالصيغة «نعم»، وبتأكيد قاطع، حينما تطأ قدما الزائر «القرية التراثية»، التي تستدعي نماذج حقيقية، وليست محاكية، للبيئات الإماراتية الثلاث، البادية، الحضر، الساحل، وما ارتبط بها من أساليب عيش، وأنشطة تجارية، ومهن، ومساكن، وغيرها.

تويتر