240 دقيقة من الطرب في «ليلة مختلفة»
شيرين تغنّي وتفرح وتبكي.. والمهندس يتألق بـ«هدوء» على مسرح أوبرا دبي
ليلة جديدة مختلفة في كل شيء، عاشها روّاد «أوبرا دبي»، مساء أول من أمس، عبر حفل فني، أحياه النجمان شيرين وماجد المهندس، وقدما خلاله نحو 240 دقيقة مع الطرب الأصيل.
جاء الحفل، الذي نظتمه شركة «روتانا للصوتيات»، بالتنسيق مع دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي، في إطار ليالي الطرب العربي، التي بدأت إماراتية بالفنانين حسين الجسمي ثم أحلام.
حالة خاصة سيطرت على الفنانة المصرية شيرين، لدرجة أنها لم تكف عن التواصل مع الجمهور ومداعبته، وعلى الرغم من أنها كانت حريصة في البداية على التمسك بما وصفته «أغاني الفرح»، إلا أن طلبات الجمهور استدركتها لبعض أغانيها الحزينة، التي لم تستطع معها سوى أن تستبدل ضحكاتها، بدموع وبكاء.
إلى الثالثة فجراً الظاهرة اللافتة في إطلالة ماجد المهندس على مسرح أوبرا دبي، التي استمرت الى نحو الثالثة فجراً، هي رجوعه الدائم الى أعضاء فرقته الموسيقية، والسعي للتنسيق معهم على المسرح، وهو تنسيق كان بادياً بالفعل على أغان بدت متكاملة، كما لو أنها يتم تسجيلها في استوديو صوت مجهز بكامل إمكاناته. انضباط هيمنت خصوصية الأوبرا بتقاليدها على حفل شيرين وماجد المهندس، ليكون الحضور أميل إلى الالتزام بالزي الرسمي، على خلاف سائر حفلات النجمين، قبل أن تتغلب حالة الانسجام بين الجمهور والمطربين، ويعجز المنظمون على فرض حالة الانضباط التي ميزت حفلات الأوبرا السابقة، بما في ذلك التصوير عبر الهواتف المحمولة الذي كان ظاهرة السهرة، رغم أنه كان من المحظورات في الحفلات السابقة. لكن انضباط الأوبرا كان حاضراً في ما يتعلق بموعد إطلالة شيرين، لتكون حاضرة في الموعد، وهو واقع لم يتوقعه بعض جمهورها، الذي وصل بعد بداية الحفل. |
المطربة التي عايشت دور الفراشة على المسرح، وبدأت «شقية» ورشيقة في حركتها، لجأت إلى الجلوس أرضاً، مستثمرة تصميم فستانها، الذي وزعت أطرافه بعناية ليكسو مساحة على المسرح.
وتنقلت شيرين بين «أنا مش بتاعة الكلام ده»، «على بالي»، «هو ده اللي ناقصني»، «ده مش حبيبي»، و«مشاعر»، التي غنتها شيرين مرتين، بناءً على طلب الجمهور، مشيرة إلى أنها ستحاول أن تقدمها بأسلوب مختلف في الثانية. «يا ليل»، وغيرها من الأغاني، قدمتها شيرين، التي سعت إلى التنويع بين قديمها وجديدها، لكن بعض الأغاني كان ذا وقع خاص بشكل أكبر على الحضور.
«كده يا قلبي» كانت محطة تبديل حالة المطربة المصرية، والمغنيات الأربع ضمن فرقتها، الجالسات في آخر صفوف الفرقة، فضحكات شيرين وحركتها الدؤوبة على المسرح، تبدلت ثباتاً ودموعاً، قبل أن تجهش في البكاء، ويبدو أنها استعادت أجواء الأغنية التي قدمتها في سياق درامي حزين خلال مسلسلها «طريقي»، وتحديداً في مشاهد تعلقت بوفاة شقيقها في المسلسل الذي كانت تربطها به حالة خاصة، تقيها من سطوة الأم القاسية (خلال المسلسل).
حالة البكاء جاءت بمثابة كسر لحالة أخرى من الفرح والبهجة سعت إلى التمسك بها شيرين، واحتاج الأمر بعض الوقت من التوقف، نظراً لأن شيرين لم تكن الوحيدة التي طلبت «مناديل»، بل المجموعة الغنائية المكونة من أربع مغنيات أيضاً بحثن عن «مناديل» لمداراة دموعهن.
حالة شجن
حالة البكاء خرجت منها شيرين بحالة أخرى من الشجن، عبر إحدى روائع أم كلثوم «لسة فاكر»، التي تفاعل معها الحضور بشكل واضح، قبل أن تعرج منها إلى واحدة من أغانيها التي لا تدع حفلاً إلا باستدعائها، لتخلق حالة من الانسجام الجماعي معها، وهي «مشربتش من نيلها»، ثم «مش عايزة غيرك انت»، التي طلبت بعدها إنارة المسرح بالكامل، قائلة: «عايزة أشوف الناس».
الاستجابة السريعة من القائمين على إدارة المسرح بإنارته، في غضون ثوان، عكست حرفية إدارية ويقظة، فغالباً ما يحتاج هذا الأمر على الأقل لبضع دقائق، وهو الأمر الذي تكرر في هذا الحفل عدة مرات. طلبات الجمهور كانت تشير في بعض الأحيان إلى أغان قدمتها شيرين بالفعل خلال فترة سابقة في الحفل، وهي ما جعلها تقول: «غنيتها قبل ما تيجوا»، ثم قالت بخفة ظل لشخص طلب أغنية سبق أن قدمتها: «شكلك كنت بتحلق دقنك، لما غنيتها».
واستجابت شيرين لطلب الجمهور غناء «كتر خيري»، لكنها «تدللت» بطلب شرط، قائلة: «شرطي أن تغنوا معي.. وإلا سأترك الحفلة وامشي»، فيما ردت بذات خفة الظل على معجبة بفستانها، بوعد أن تتركه لها بعد أن يُنهي مهمته في الحفل.
«أنا عزباء» عبارة رددتها شيرين باللغة الإنجليزية أكثر من مرة خلال الحفل، مداعبة الجمهور أيضاً، قبل أن تقول في النهاية «يبدو أن الكثير من الحضور.. حالهم مثل حالي».
هذا الحديث المتداخل مع الجمهور أسلمها الى حوار مع أحد الحضور قال لها أنا عريس، وهذه عروستي، فردت بعفوية بأغنية الزفاف المشهورة «مبروك عليك».
بـ«بحبكم» أيضاً بالإنجليزية، موجهة حديثها للجمهور، ختمت شيرين فقرتها، الغنائية، مختارة أن تكون «أنا لا جاية أقولك» آخر الأغنيات التي نزلت على صداها من منصة «أوبرا دبي».
فاصل
30 دقيقة كانت فاصلة بين توديع الجمهور لشيرين، واستقباله لماجد المهندس، وهي دقائق عكست إمكانات «أوبرا دبي» في جانب آخر، وهو الخدمات المصاحبة التي لا تقتصر على مجرد تقديم بعض المشروبات الخفيفة خارج القاعة، رغم ذلك اختار كثيرون الاستمتاع بالجو المثالي، ونسمات هواء ما بعد منتصف الليل، في البهو الخارجي للأوبرا، المطل على بوليفارد الشيخ محمد بن راشد.
اختلاف طبيعة شخصية ماجد المهندس، عن نظيرته المصرية شيرين، صبغت بكل تأكيد إطلالته الهادئة، إذ فضل المهندس خلافاً لشيرين، التركيز على ما يقدمه، دون محاولة نسج تواصل مقصود، بخلاف المحتوى الفني، مع الحضور، وهذه الطريقة كانت مناسبة جداً لجمهور جاء خصيصاً لمعايشة خصوصية أداء المهندس، وفرقته الموسيقية.
رغم ذلك، كان هناك إصرار شديد من قبل بعض الحضور، على توصيل رسالة بعينها، ومنح لقب «ملك»، للفنان، ربما على غرار المطرب كاظم الساهر، صاحب لقب «القيصر».
وبالفعل ظلت تلك المجموعة تهتف بصوت مسموع، رغم أنها في الجزء العلوي الأخير من القاعة: «أنت ملك يا ماجد».
وبواحدة من أحب أعماله الى جمهوره بدأ المهندس بـ«ع الميجنة»، قبل أن يصلها بـ«تحبك روحي» و«سامحت جرحك»، وغيرها من الأعمال التي زاوج فيها بين قديمه وجديده.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news