قدّمت معرضها في «لاكانتين» بأبراج الإمارات

كاميل والالا.. فن البوب بألوان إفريقية

صورة

مساحات شاسعة من الألوان تبتكرها الفنانة الفرنسية كاميل والالا، بحيث تحيل اللوحة الصغيرة الى تقاطعات من الأشكال الهندسية التي لطالما عمدت إلى تقديمها على المباني وفي الطرقات. تبتكر من خلال ألوانها عالماً خاصاً يحمل بصمة واضحة تتكرر في جميع اللوحات، لكنها بصمة تنغمس في البعد الهندسي، فتبعد لوحتها عن الإطار النمطي والكلاسيكي لتقدّم فن البوب المستوحى من فترة الثمانينات، إنما بروح معاصرة وبألوان مستمدة من الثقافة الإفريقية.

رسم على الوجوه

أقيمت على هامش المعرض، الذي يختتم اليوم، تجربة الرسم على الوجوه، بحيث حضر خبراء ماكياج من «ماك»، وقاموا بالرسم على الوجوه أو اليدين للحضور، وكانت الرسومات التي قدمت تابعة لروح اللوحات، حيث تم اختيار أجزاء من الأشكال الهندسية التي وجدت في اللوحات ونقلها إلى الوجوه، لاسيما الدوائر والمثلثات، أو حتى المساحات البيضاء المخططة بالأسود.

من الأبيض والأسود والأشكال المتعددة، ومنها الدوائر والمربعات والمثلثات التي قدمتها في معرضها الذي افتتح أخيراً في «لاكانتين دو فوبور» بأبراج الإمارات، تنقلنا الفنانة الى عالمها الخاص، وتبتكر من خلال الجداريات الكثير من البهجة، فالمساحات التي تعمل عليها تحمل الألوان المشعة التي تمنح المتلقي الإحساس بالأمل والاقبال على الحياة. تختزل من خلال الأشكال الهندسية المساحة التي تعمل عليها التي تبدو وكأنها تعيد تركيبها وترتيبها لتخلق من هذه المساحات ما يشبه الأحجية أو كلمة سر لابد من فكها.

تتعامل مع المساحات الصغيرة تماماً كتعاملها مع المساحات الشاسعة والكبيرة، فتبدو اللوحة قطعة مأخوذة من حائط أو جدارية أو من أحد الأرصفة التي رسمتها ولوّنتها. أما الحركة التي تستخدمها في الألوان ومزجها فتجعل لوحتها على صلة وثيقة بالفن الافريقي، فتبدو كما لو أنها تنسق ألوانها بعناية وباختيار، فهي تستوحي فنها من مرحلة الثمانينات، وتحديداً من فن البوب، لكنها تعيد قولبته بصياغة عصرية. الفن الذي تقدمه مليء بالمرح واللعب، فهو يجمع الكثير من الأنماط التي تكرس لدى المتلقي متعة العمل باللون بعيداً عن التعبيرية أو ما يغرق اللوحة في الهموم والقضايا الكبيرة.

تدرك والالا أنها أمام لوحة جمالية من نوع مختلف، وتجربة بصرية لا تشبه الكثير مما يقدم على الساحة الفنية، لكنها تمعن التقدم في هذه التجربة وفق منهجية لونية قد تبدو محدودة. تستخدم الأزرق على نحو كبير، وكذلك الأبيض والأسود، الى جانب الألوان المطفأة الهادئة، فتوجد في لوحتها موازنة جمالية ما بين الألوان القوية والخفيفة.

الفنانة الفرنسية قالت لـ«الإمارات اليوم» عن معرضها «إن الإلهام الأساسي لأعمالي هو الأشكال والغرافيك، ويكمن في عدم إيجاد الحدود للشكل، فهنا لا يوجد أي حدود للطريقة التي أعمل بها على الخطوط والاشكال». واعتبرت أن الفن الذي تقدمه يحتمل إمكانية تقديمه على عناصر عديدة، فما يقدم على اللوحة يصلح للطباعة على الأقمشة كي يكون الجو العام في المكان موحد الروح، موضحة أنها من خلال عملها على الأقمشة تعاونت مع مجموعة من المصممين، ومن بينهم جورجيو ارماني الذي طلب منها تقديم مجموعة من الغرافيك لمجموعة من الأزياء، إلى جانب تقديم بعض الرسومات على ملاعب المدارس، وهذا ما جعل ما تقدمه مرغوباً في مجالات مختلفة. ولفتت الى أن العمل على هذه الأشكال يجعلها تلتزم أحياناً بقائمة لونية، موضحة أن معظم ألوانها تميل الى الأزرق، وبعض الأحمر، فالألوان القوية تدمج مع الدرجات الخفيفة، وهذا ما يوجد الاجتماع والتوازن في اللوحة.

وتعتبر والالا أن تقديمها الفن هو بدافع الحب، دون أي خوف من النتائج، ففي المحصلة ترى العمل تجربة بصرية، ومسألة تلاعب بالعناصر، والابتكار المتجدد لما يمكن أن تؤول اليه الأشكال حين تجتمع. تختار الكثير من ألوانها من كتب الأطفال، مشيرة الى انها حين تذهب الى المكتبات تنتقي كتب الأطفال كي تستوحي من ألوانها وأشكالها، وهذا ما يجعل الناس ترغب بأعمالها، لأن كل ما يذكّرهم بالطفولة محبوب ومرغوب. وحول معرضها الأول في دبي، قالت إن «العمل كان ممتعاً، لاسيما اني عملت على جدران المكان الى جانب اللوحات، ما جعل المكان كله يحمل روحية التفاصيل التي أضعها في اللوحات، وقد استغرق الرسم على الجدران خمسة أيام، وكانت تجربة ممتعة، فتحويل اللوحة إلى الجدار لا يختلف كثيراً، لأنه يمكن ملء المساحة البيضاء بالأسلوب ذاته».

تويتر