«الساحة الكبرى» تحتفل بعيدها الـ 400
لا توجد ساحة في العاصمة الإسبانية مدريد يقبل عليها الزائرون، مثل ساحة «بلازا مايور»، أو «الساحة الكبرى»، التي تحتفل بمرور 400 عام على إنشائها.
وراء الأعمدة العتيقة في الساحة، تصطف المحال ومطاعم أطباق «البايلا» الإسبانية الشهيرة، وتعلوها المباني المحيطة بالساحة المكوّنة من أربعة طوابق.
وسط الساحة يرتفع تمثال للملك فيليب الثالث ممطياً جواداً. ويزور «بلازا مايور» سنوياً أكثر من 10 ملايين شخص للاستمتاع بحصاها متعدّد الألوان.
ويتاح للزائر فرص عدة لالتقاط أفضل الصور في مدريد أمام «كازا دي لا بانادريا» (بيت الخبز)، في الجهة الشمالية من الساحة، الذي تم الانتهاء من تشييده عام 1619. ومبنى «كازا دي لا كارنيسيريا» (بيت اللحوم)، وهو مبنى يتكون من أربعة طوابق، يقع في الجهة المقابلة له، ولا يُعرف تاريخ إنشائه، إلا أنه يعتقد أنه تم إعادة تشييده فى أعقاب حريق «بلازا مايور» الأول عام 1630.
ويبلغ طول «بلازا مايور» 129 متراً وعرضها 94 متراً، أي أن مساحتها تزيد على مساحة ملعب كرة القدم، وتأخذ شكل المستطيل أكثر من المربع. ويقول المتحدث باسم جمعية «أصدقاء الذكرى الـ400 لبلازا مايور»، كارلوس سوتوس، إن «هدفنا أن يعلم كل زائر لمدريد أن هناك دائماً أشياء تحدث في (بلازا مايور)». وأعرب عن رغبته في أن تصبح الساحة نوعاً من «المتنزهات»، لها برنامج مستمر من الأحداث الثقافية.
وإلى جانب جمال الساحة، فإن لها طابعاً مميزاً يتسم بالصخب والضجيج، فضلاً عما تتميز به من سحر خاص للحياة الإسبانية. وتم بناء الساحة بشكلها الحالي على أنقاض «بلازا دل أرابال»، وهي ساحة السوق الرئيسة في ذلك الوقت، عندما قرر الملك فيليب الثاني عام 1561 نقل عاصمته إلى مدريد التي كانت مجرد بلدة صغيرة.
وكان فيليب الثاني، هو أول من خطط لتجديد الساحة، ولكن فقط بحلول عام 1617، كلف الملك فيليب الثالث، المهندس خوان جوميث دي مور، بهذه المهمة، وبدأت أعمال تحوّل الساحة. واستضافت الساحة فعاليات دورية على مدى أعوام كثيرة، مثل «مركادو دي مونداس يي سيلو»، وهي سوق تقام يوم الأحد تُباع فيها العملات والطوابع البريدية بجوار أعمدة الساحة، وأيضاً سوق «مركاديلو دي نافيداد» التقليدية لأعياد الميلاد (الكريسماس). وتصل الأجواء الاحتفالية في «بلازا مايور» إلى أفضل حال عقب غروب الشمس، عندما تضاء أنوار الساحة، ويبدأ ظهور النجوم في السماء.