جمال سالم: محاكمة العمل قبل عرضه تجنٍّ ومصادرة
«دار الزين».. مسلسل إماراتي لا يشتريه أحد
لم يتوقع أبطال المسلسل الإماراتي «دار الزين»، الذي أحيط بضجة كبيرة وقت تصويره العام الماضي، أن العمل لن يُعرض في موسم تصويره ذاته على شاشة تلفزيون أبوظبي، وسيحال إلى «الخزانة»، رغم ميزانيته الضخمة، والوقت الطويل الذي قضاه طاقمه من أجل إنجازه، ليتحول إلى صداع في رأس مجلس الإدارة السابق لتلفزيون أبوظبي، ليوافق لاحقاً على مبادرة تلفزيون دبي بشرائه من أجل عرضه خلال رمضان المقبل.
سعيد سالم: لا مغالطات في «المسلسل»
قال الفنان سعيد سالم، الذي يشارك في بطولة «دار الزين»، إلى جانب عبدالله زيد وجمعة علي، وأحمد الجسمي وحبيب غلوم، ومريم سلطان، وآخرين، إن العمل «خالٍ تماماً من أي أخطاء أو مغالطات تراثية». وتابع: «لديَّ، كما لدى كل أسرة العمل، أمل أن يلحق العمل بالدورة البرامجية الرمضانية المقبلة، ليكون بمثابة دراما إماراتية تراثية اجتماعية، ذات قالب كوميدي، وبُعْد توثيقي، لطبيعة الحياة في مدينة العين.. دار الزين، بنسيج يصعب أن نجده بعيداً عن كتابات جمال سالم». وأضاف: «أعي تماماً خصوصية مرحلة الستينات، التي يدور في فلكها العمل، فضلاً عن أن العمل يضم في أسرته أيضاً الفنان علي التميمي بكل خبرته بأدق التفاصيل التراثية، فضلاً عن أن كاتب العمل نفسه معروف بجهده ودقته الصارمة في البحث، وإدراك التفاصيل الدقيقة قبل التصوير». ونفى سالم معرفته بأن وراء استبعاد العرض من الدورة الرمضانية المقبلة، شبهة ترتبط بدقة التفاصيل، مضيفاً «ربما هناك ملاحظة فنية أو سبب ما، أو طبيعة التوازن بين محتويات كل دورة، لكننا على ثقة بأن إدارة شركة أبوظبي للإعلام ستتخذ القرار المناسب والموافق لصالح الدراما المحلية». يذكر أن «دار الزين» هو المسلسل الإماراتي الوحيد، الذي تم إنتاجه دون أن يعرف طريقه إلى أيٍّ من شاشات العرض على مدار موسمين متتاليين، حيث تبدو الخريطة البرامجية الخاصة بشهر رمضان لمختلف القنوات مكتملة، وخالية حتى الآن من اسم «دار الزين». - فنانون يتساءلون: أين سيحطّ المسلسل رحاله في آخر الأمر؟ وعلى أي شاشة سيعرض، إن كان سيُعرض فعلاً؟ خصوصاً أن الخيارات ضيقة ومحصورة في التلفزيونات المحلية. |
فرحة أسرة «دار الزين» الذي يعود إلى الستينات والسبعينات مرتبطأً بخصوصية العيش في مدينة العين، لم تكتمل، وتحولت وجهة عرضه مرة أخرى عن تلفزيون دبي، بعد عدم استكمال عقود بيعه، في ظل التغييرات الإدارية الجديدة في شركة أبوظبي للإعلام، وحاجة الأول إلى الانتهاء من الخريطة البرامجية لشهر رمضان مبكراً، ليبتعد العمل مرة أخرى عن دبي، في الوقت الذي عاد فيه ليفقد أيضاً فرصة العرض على شاشة تلفزيون أبوظبي، هذا الموسم على الأقل.
وبين نية تلفزيون أبوظبي عرضه في دورة لاحقة، أو استكمال صفقة شرائه من قبل تلفزيون دبي لهذه الدورة، تظل كل هذه المعلومات مجرد «تكهنات»، أسرَّ بها فنانون لـ«الإمارات اليوم»، متسائلين: أين سيحطّ المسلسل رحاله في آخر الأمر؟ وعلى أي شاشة سيعرض؟ خصوصاً أن الخيارات ضيقة ومحصورة في التلفزيونات المحلية، نظراً للمحتوى المحلي للعمل.
«الإمارات اليوم» علمت، أيضاً، أن عدداً من الفنانين يسعون إلى التواصل بشكل شخصي مع بعض الجهات المسؤولة، لإنقاذ العمل من الاستبعاد للدورة البرامجية المقبلة، وبصفة خاصة الفنان عبدالله زيد، والفنان سعيد سالم، بالإضافة إلى كاتبه ومنتجه المنفذ جمال سالم، الذي يؤكد أن هناك الكثير من الأمل لدى أسرة «دار الزين»، لأن يكون العمل حاضراً أمام المشاهد مع إطلالة أول أيام الشهر الفضيل.
سالم قال، لـ«الإمارات اليوم»، إنني «لا أستطع أن أخفي حزني وإحباطي من تأخر عرض العمل، لكن ثمة بواعث للتفاؤل تلوح بإمكانية العرض، ولربما نتمكن من اللحاق بالموسم الرمضاني المقبل، أو على أقل تقدير فرصة العرض القريب».
ونفى سالم، بشكل قاطع، ما تردد عن أن العمل فيه بعض المغالطات أو الأخطاء التراثية، مضيفاً: «هذه المقولات تستخف بتجربتي الممتدة لأكثر من 25 عاماً، لكني رغم ذلك مستعد لتصحيح أي خلل يشار إليه، بواسطة المونتاج، لكن هذا لم يحدث، ولم تتحدث أي جهة رسمية عن وجود أخطاء من هذا النوع».
وتابع: «لو سنحت الفرصة، وتم عرض العمل بالفعل، وهذا ما نأمله، فأنا مستعد للمحاسبة والاعتذار عن أي تقصير يراه المنصف، وسأستفيد بشكل مهني بألا أقع في الأخطاء ذاتها مرة أخرى، لكن أن تتم محاسبة عمل لم يعرض، فهذا تجنٍّ ومصادرة».
وأضاف أن اللغط الذي أثير حول المسلسل لن ينتهي سوى بالعرض، الذي اعتبره الطريقة الوحيدة كي تُرد الحقوق الأدبية لكل من شارك في إبداعه، متفائلاً بأن «وجود مجلس إدارة جديد في شركة أبوظبي للإعلام، يضاعف لدينا أمل البت في هذه القضية، لاسيما أن شركة أبوظبي للإعلام، هي الجهة الوحيدة التي تمتلك هذا القرار، باعتبارها المالكة لحقوق عرضه وتسويقه».
وأشار سالم إلى تجاربه العديدة الناجحة، سواء على شاشة تلفزيون أبوظبي أو دبي، مضيفاً بتأثر: «من يعرف منهج جمال سالم كاتباً أو منتجاً، سيتريث كثيراً قبل أن يُطلق أحكاماً انطباعية بترويج فكرة وجود أخطاء أو مغالطات».
وتابع: «(دار الزين) من أكثر الأعمال التي أرهقتني إنتاجياً، وأثق بأنه سينال قبول واستمتاع المشاهدين حال عرضه، أكثر مما حققه (حبة رمل)، وربما يكون القدر رتَّب تأخير عرضه، لصالح الجميع». وقال سالم «بخلاف جهد كتابته، بدأت التجهيز للتصوير قبل بدئه بستة أشهر، في حين استغرق التصوير نحو 90 يوماً، قضاها فريق العمل متنقلاً بين العين، ورأس الخيمة، والفجيرة، وضم موقع التصوير الرئيس قرية تراثية متكاملة، تم بناؤها من الطابوق والطين، لنشيد فيها نموذجاً لمستشفى ومدرسة وسوق». واختتم مبدع «حاير طاير» و«شبيه الريح»، وغيرهما: «أثق بأن القرار الذي ستتخذه شركة أبوظبي للإعلام، في النهاية، سيصب في صالح الدراما الإماراتية، كما أثق بأن كل من شارك في إبداع (دار الزين) توّاق ليلمس إعجاب المشاهدين بالعمل، وحينها تكون رُدّت الحقوق لأصحابها، بعيداً عن تشويش الأحكام والانطباعات المسبقة».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news