«كان في كل زمان».. كوميدي خفيف حيناً تراجيدي أحياناً
تطلّ الفنانة الكويتية سعاد عبدالله على جمهورها مجدداً في رمضان المقبل، في عمل جديد للكاتبة هبة مشاري حمادة، يخرجه سائد الهواري ومحمد القفاص وسيف شيخ نجيب وعيسى ذياب، بعنوان «كان في كل زمان» على قناة «إم بي سي»، ويعتمد المسلسل في بنيته الدرامية على مبدأ الحلقات المنفصلة المتصلة، وبعضها يتألف من أجزاء مترابطة عدة. أما أحداث تلك الحلقات والأجزاء، فبعضها مستوحى من واقع مجتماعتنا العربية، والبعض الآخر يحمل طابعاً تراثياً.
ويشارك في العمل فاطمة الصفي وفرح الصراف وحمد أشكناني ومرام، وإلهام الفضالة، وشجون الهاجري، ومنى شداد وريم أرحمة، وآخرون.
سلسلة حكايات
فاطمة الصفي متفرغة للمسلسل النجمة فاطمة الصفّي، التي تطلّ في مجموعة من قصص العمل، قالت عن دورها: «أجسّد شخصيات متنوّعة ضمن حلقات عدة، بعضها يكون لي فيها دور صغير نسبياً من حيث الحجم، لكنني قررت هذا العام التفرغ لهذا المسلسل فقط». وتضيف «اعتدت أن أقدم كل سنة عملاً من كتابة هبة مشاري حمادة، فنصّها جميل، والسيناريو مُفصّل بطريقة مرتبة وأنيقة، أما أم طلال (سعاد عبدالله)، التي أعتبرها صديقتي، فأكاد لا أغيب عن أي عمل من أعمالها». فرح الصراف: مَن لا يطمع بالوقوف أمام سعاد فرح الصراف، التي أطلت مع سعاد عبدالله في «ساق البامبو»، تلعب في هذا العمل دور الفتاة المريضة نفسياً، وفي حلقات أخرى تؤدّي دور البنت المنكسرة، والمادية والطماعة.. ثم فتاة تحب عمل الخير وتساعد الجرحى، وغيرها. وحول وقوفها مرة أخرى أمام الممثلة سعاد عبدالله، قالت الصراف: «مَن لا يطمع بالوقوف أمام سعاد عبدالله؟ وإن كان لديَّ رهبة من ذلك، لكنني اكتشفت كم هي متواضعة وبمثابة الأم الحنون». |
«يذكرنا العمل بأيام المسلسلات القصيرة، قبل أن تحكمنا آليات وظروف العمل الإنتاجي والتلفزيوني، لتقديم أعمال تمتد طيلة أيام شهر رمضان».. هكذا تصف النجمة سعاد عبدالله تجربتها في مسلسل «كان في كل زمان»، مؤكدةً حماستها لمعرفة رد فعل الجمهور إزاء عمل يقدم طرحاً اجتماعياً بأسلوب كوميدي خفيف حيناً، وتراجيدي أحياناً. وتضيف عبدالله «نقدم سلسلة من الحكايات تتألف من حلقتين وثلاث وأربع، لنكسر بذلك لعنة الثلاثين حلقة التي حاصرتنا في السنوات الأخيرة». وحول تعاملها مع الكاتبة حمادة في المسلسل، تقول عبدالله «جاءت فكرة الكاتبة بأن نعيد الحياة إلى المسلسلات ذات الحلقات القصيرة، ونركز على قصص متنوّعة، فنقدّمها كما هي دون أن نصبغها بالطابع الكوميدي، لتصل إلى المشاهدين بكل بساطة وعفوية». وتتابع «كتبَتْ هبة أربع قصص تحمل نَفَساً كوميدياً، لأن القضية التي تطرحها فيها ليست سهلة، وهذا ذكاء من الكاتبة أن تقدم بعض الموضوعات بطابع كوميدي، لكي تخفف حدة التعاطي معها رقابياً في الدرجة الأولى، ولا أقصد هنا رقابة وزارة الإعلام فقط، بل الرقابة الاجتماعية أيضاً». وحول أدوارها المختلفة والنوعيّة في العمل، تقول سعاد عبدالله: «هناك طبعاً صعوبة في التنقل بين شخصية وأخرى، حيث أؤدي 10 شخصيات وربما أكثر! وهذا الأمر أتعبني كتجربة، نظراً لكونها تحتاج جهداً جسدياً وذهنياً كبيراً». وتستطرد «من الحكايات المؤثرة في العمل (أم السعف والليف)، فالطرح فيها جديد وجميل ويرصد، في قالب تراثي، حياة إنسانة جادة لكن منبوذة من المجتمع، كونها احترقت في طفولتها فأضحت مشوّهة، وصار الأولاد في القرية يخافون منها رغم طيبتها»، وتلفت عبدالله أن هذه هي المرة الأولى التي تقدّم فيها مثل هذه النوعية من الشخصيات، كما تتوقف عند حلقتين تطرحان موضوع الإرهاب، فتقول: «نقدم هذا الموضوع في إطار كوميديا سوداء (زي وجوههم)»، على حدّ تعبيرها، كونها تعبر عن مأساة أليمة، والحلقتان عنوانهما «التهمة، الله أكبر»، و«قلوبنا معكم وسيوفنا عليكم».
مغامرة درامية
بدورها، الكاتبة هبة مشاري حمادة لفتت إلى أن «العمل يجمع القصص المُتفرقة والمتنوعة، تحت عنوان واحد هو (كان في كل زمان)، وهدفنا منه كسر العادة التلفزيونية التي تفرض على الكاتب تقديم 30 حلقة، فيعجنها الكتاب ويطيلونها.. فهناك قصص في عملنا تنتهي بحلقتين أو ثلاث أو أربع، ونحافظ على الايقاع السريع، مع حرصنا على الواقعية في الطرح وألاّ نكون مملّين». وتضيف حمادة «لأول مرّة، نحاول خلال العمل طرح قضايا مجتمعيّة وليس موضوعات اجتماعية فقط، إذ تطرقنا إلى قضايا على غرار العمالة والخدم في المنازل وأطفال الشوارع.. وقضايا الطفولة وقضايا تراثية من الموروث الشعبي، وحاولنا أن نكون متنوّعين قدر الإمكان، فعمدت إلى الكتابة بأسلوب ونَفَس مُختلفيْن في كل قصة».
من جانب آخر، تثني حمادة على الكيمياء الموجودة بينها وبين الممثلة سعاد عبدالله، واصفةً المسلسل الجديد بـ«المغامرة الدرامية العالية»، وتضيف «لهذه النجمة القديرة روح مغامرة تشبه تلك الموجودة عندي، ونقدم بعض الحلقات بشكل كوميدي يلطّف حدة الأجواء السوداوية. في كل سنة نعمل بها معاً نكون قلقتيْن من النتائج، وعندما ينجح العمل تُصبح مسؤولاً عن تقديم عمل آخر أكثر نجاحاً، وبذلك تستمر حالة القلق لدينا».