وحيد حامد: «الجماعة 2».. تاريخ الإخوان بعيداً عن الإسقاطات
يواصل الكاتب وحيد حامد كشف المزيد من الحقائق حول جماعة الإخوان المسلمين وتنظيمها السري، من خلال الجزء الثاني من مسلسل «الجماعة» الذي يعرض على قناة «أبوظبي» خلال رمضان الجاري.
وأوضح الكاتب أن «الجماعة 2» يستعرض الفترة الزمنية من عام 1949 حتى عام 1965، وصراع السلطة بين جمال عبدالناصر ومجلس الثورة وجماعة الإخوان، وكل الأحداث واقعية، متضمنة مستندات ومراجع تاريخية تظهر في مقدمة العمل.
«حكاية مختلفة» رغم أن المسلسل الجديد هو جزء ثان للمسلسل الذي عرض من قبل، إلا أن العمل الجديد يقدم «حكاية مختلفة»، بحسب ما أوضح كاتبه، موضحاً أن أحداث الجزء الأول من «الجماعة» تناولت فترة انتهت، وكل عصر وله أحداثه وتاريخه، حيث استعرض الجزء الأول نشأة جماعة الإخوان على يد حسن البنا، في حين يرصد الجزء الثاني تولي المرشد الثاني حسن الهضيبي حكم الجماعة، وعلاقة الإخوان بالزعيم الراحل جمال عبدالناصر. اعتمدتُ على فريق عمل ضخم لتجميع التفاصيل الدقيقة، ولم أترك المجال لأي رأي شخصي، ولو كان رأيي. |
رغم أن المسلسل الجديد هو جزء ثان للمسلسل الذي عرض من قبل، إلا أن العمل الجديد يقدم «حكاية مختلفة»، بحسب ما أوضح كاتبه، موضحاً أن أحداث الجزء الأول من «الجماعة» تناولت فترة انتهت، وكل عصر وله أحداثه وتاريخه، حيث استعرض الجزء الأول نشأة جماعة الإخوان على يد حسن البنا، في حين يرصد الجزء الثاني تولي المرشد الثاني حسن الهضيبي حكم الجماعة، وعلاقة الإخوان بالزعيم الراحل جمال عبدالناصر وثورة 1952، وإعدام سيد قطب، وغيرها من الأحداث التي حدثت في هذه الحقبة الزمنية.
بحث طويل
حامد الذي قدم العديد من الأعمال الفنية حول الإرهاب، سواء في السينما أو الدراما، منها فيلما «الإرهابي» و«طيور الظلام»، أوضح أن الكتابة عن قضية التطرف الديني والإرهاب، والمعلومات التي تتضمنها أعماله هي نتاج بحث طويل قام به في هذا المجال. وأضاف: «لم أنخرط في صفوف الجماعة، لكن قمت بالعديد من القراءات لكل ما يخص تلك الجماعة في الفترة التي يستعرضها المسلسل، وجمعت مادة تخص أدبيات المتطرفين، حتى لا يكون هناك مجال للخطأ أو الإخلال بالحقائق التي جمعتها عن الجماعة. وخلال الإعداد للعمل، اعتمدت على مراجع عدة وخبراء وباحثين وفريق عمل ضخم لتجميع كل المعلومات والتفاصيل الدقيقة، ولم أترك المجال لأي رأي شخصي، ولو كان رأيي».
من جانب آخر، نفى حامد أن يكون الجزء الجديد من المسلسل يحمل أية إسقاطات بين أحداثه وشخصياته، مشيراً إلى أنه يطرح القصة الحقيقية لجماعة الإخوان المسلمين وفقاً لما ورد في المراجع والأبحاث، دون أية إسقاطات أو تلاعب بالأحداث، وكل ما يطرحه العمل ما هو إلا واقع حدث «فقد التزمت في المسلسل بالحقبة الزمنية التي ذكرتها سالفاً، لأن العمل يرصد تلك الفترة دون الحاجة لوجود إسقاطات سياسية على فترات زمنية أخرى، لأن ذلك سيؤدي إلى تشتيت المشاهد، ويخل بمحتوى المسلسل».
صعوبة
عن الصعوبة التي واجهته أثناء كتابة العمل، أشار حامد إلى أن الصعوبة الأبرز تمثلت في كتابة العمل نفسه، والبحث وجمع كل المراجع التاريخية والوثائق، لأن العمل قصة حقيقية، فيجب التأكد تماماً من كل خطوة، خصوصاً أن هذه المرحلة تعد من أخطر مراحل الإخوان، فهي تمر بثلاث مراحل، هي: الإخوان والملك، الإخوان وعبدالناصر، الإخوان والسادات.
ورغم أن تنظيم الإخوان بدأ في تلك الفترة يتمدد خارج مصر، إلا أن مؤلف «الجماعة 2» اختار أن تقتصر أحداث المسلسل على نشاط الجماعة في مصر فقط، مرجعاً ذلك إلى أن فكرة الجماعة ونشأتها بدأت في مصر، ثم انتشرت بعدها في دول عدة، لكن تظل مصر هي منشأ تلك الجماعة، لذلك ركزت على رصد وتوثيق الأحداث فيها.
أجزاء جديدة
وحيد حامد نفى أن تكون هناك فكرة لديه أو لدى صناع العمل لتقديم أجزاء أخرى لتوثيق فكر الإخوان، وعلاقة هذه الجماعة بتنظيمات إرهابية أخرى، مثل «أنصار بيت المقدس»، و«داعش»، مشيراً إلى أن الفكرة حتى الآن لم تطرح، ولا يعلم أحد ماذا سيحدث في المستقبل، حيث يركز الجميع في الوقت الحاضر على العمل الذي يعرض حالياً، لأنه عمل ضخم من حيث الإنتاج والديكور وعدد الفنانين المشاركين، فكل منهم يوثق جزءاً كبيراً من تاريخ تلك الجماعة.
كذلك اعتبر أن كثرة الأعمال الدرامية التي تعرض ضمن شهر رمضان، وشدة المنافسة بين هذه الأعمال، لن تؤثر في فرص نجاح «الجماعة 2»، بدليل أن الجزء الأول مازال يُعرض حتى الآن بعد سبع سنوات من إنتاجه، وسيستمر الطلب على عرضه سنوات طويلة «فهذه النوعية من الأعمال هي توثيق للتاريخ لتقديمه للأجيال المقبلة، كما أن العمل الجيد يفرض نفسه على المشاهد، مهما زاد عدد الأعمال الدرامية في هذا الشهر، بجانب أن المسلسل يعرض على قناة أبوظبي، ما يتيح فرصة أكبر للمشاهدة في مصر والوطن العربي، لما تملكه القناة من قاعدة جماهيرية ضخمة، ونسبة مشاهدة عالية، داخل مصر وخارجها».
توعية
حامد عبّر عن أمله في أن يسهم المسلسل في تعريف المتعاطفين مع تلك الجماعة أو المغيبين فكرياً بحقيقتها، من خلال تاريخها المتاح للجميع في العديد من الوثائق والكتب وغيرها من مصادر المعلومات، وأضاف «الأشخاص الذين ينتمون إلى هذه الجماعات ليس لديهم وعي أو عقل أو فكر من الأساس، فهم مجرد آلات مستخدمة، ويتم توجيهها كيفما تشاء قيادات تلك الجماعة، والمسلسل هو رصد لتاريخ تلك الجماعة وفكرها المتطرف، وكواليس تعامل قياداتها مع السلطة، بهدف الوصول إلى هدفهم، وهو حكم مصر، الذي سيتيح لهم تنفيذ سياساتهم التي نشأت على يد حسن البنا، واستمرت حتى محمد بديع، وأتمنى أن يستطيع المسلسل أن يكشف لهم الحقيقة».
وأشار حامد أن المسلسل، إلى جانب ما يتضمنه من مفاجآت تاريخية، يتضمن كذلك مفاجآت من حيث الأداء والشخصيات، خصوصاً أنه يضم عدداً كبيراً من الوجوه الجديدة الموهوبة، التي ستبرز خلال عرض الحلقات، وكما كان الجزء الأول بمثابة نقطة انطلاق للفنان أياد نصار، سيشاهد الجمهور شخصيات عدة متميزة.