حياة الفهد.. حكمة المرأة في «رمانة»
منذ إعلانها العودة في عمل كوميدي يحمل عنوان «رمانة»، عاد جمهور الممثلة الكويتية حياة الفهد إلى ذكريات زمن مضى، كانوا لا يضحكون إلا مع إطلالتها مع كمية الشخصيات المتنوعة، التي قدمتها منذ السبعينات إلى هذه اللحظة، مثل شخصية «خالتي قماشة» و«رقية وسبيكة» والعديد، ورغم أن الفهد باتت أقرب إلى تقديم شخصيات جادة وتراجيدية، إلا أنها دائماً تحمل في جعبتها، وفي بعض المشاهد حس الدعابة الذي لا يفارقها، وهي التي عادت قبل أعوام مع الثنائي التاريخي معها سعاد العبدالله، وقدمتا عملاً كوميدياً، حمل عنوان «البيت بيت ابونا»، وهذا العام تعود مع شخصية رمانة في مسلسل «رمانة» للمخرج حسام حجاوي، ومن يتابع هذا العمل الدرامي يدرك مدى خفة الظل فيه، من خلال كمية الضحك التي تنتابه في مشاهد عدة في الحلقة الواحدة.
ولاشك في أن وجود الفهد في أي عمل يعطيه رغبة من قبل جمهورها العريض بمشاهدتها ومتابعتها، فهي مازالت قادرة على إعطاء دروس في قيمة وجود الممثل أمام الكاميرا، من خلال ما تقدمه من أداء فريد وخاص، صوتها ومخارج الحروف، وحركتها، وردود أفعالها، حتى طريقة إلقاء الدعابة، كلها في حضرة الفهد يكون لها الطعم المختلف.
ففي شخصية رمانة، المرأة الفقيرة التي تسببت لوحة في منزلها تم بيعها بالملايين في قلب حالها المادي، تصر رمانة على التعامل مع الموضوع بحكمة امرأة، فهي مازالت تتعامل مع أبنائها كالسابق، ولو أنها وبعد نقاش طويل وافقت على منحهم بعضاً من النقود لفتح مشروعاتهم، لم تقبل تغيير المنزل، ولم تقبل تقديم المال كعطايا، هي في كل حوار تكون حاضرة فيه تقدم قيمة، وتمزج الكوميديا والتراجيديا بطريقة ذكية.
الفهد قيمة فنية، من الجميل دائماً أن تعطى حقها، فهي من زمن صار كثير من رموزه يقدمون ما لا يتناسب مع تاريخهم، وهي مازالت لا ترضى إلا أن تظل حاضرة بعنفوانها وتميزها في عقل مشاهديها، الذين باتوا من أجيال مختلفة.