يأمل أن يصل إلى تتويجات «زمان الأول» و«شبيه الريح»

بطال سليمان: «فات الفوت» بعيد عن التوثيق

تصوير: : أسامة أبوغانم

يكاد يصبح المخرج السوري بطال سليمان، شريكاً دائماً لنتاج درامي إماراتي متنوع، خلال السنوات الـ10 الأخيرة، بداية من «الغافة»، الذي تم تصويره بالكامل في الفجيرة، مروراً بـ«زمان الأول»، الذي جمع نخبة من النجوم،، و«شبيه الريح» لمؤلفه جمال سالم، و«زمان الطيبين» الذي تعاون فيه مع مؤلفه خميس إسماعيل، قبل أن يجمعهما أيضاً «فات الفوت»، الذي يعرض يومياً على شاشة «سما دبي».

سليمان أكد لـ«الإمارت اليوم» أنه دخل تجربته الجديدة برؤية إخراجية مغايرة تماماً، على الرغم من اعتياده التعامل مع نص خميس إسماعيل، مشيراً إلى أنه على الرغم من وجود حقائق ووقائع ثابتة تاريخياً، إلا أن غلبة النزعة الكوميدية، والمعالجة الاجتماعية للأحداث، قدمت «فات الفوت» في قالب درامي بعيد تماماً عن التوثيق.

الحرارة.. العدو الأول

بأسلوب ساخر يناسب أجواء «فات الفوت» الكوميدية، وصف المخرج بطال سليمان، ارتفاع درجة الحرارة أثناء التصوير، بأنها «العدو الأول لـ(فات الفوت)».

وأضاف: «مشاهد العمل تم تصويرها بالقرية التراثية في منطقة الحليو بالشارقة، وعلى مدار نحو 40 يوماً متصلة، امتدت حتى أسابيع قليلة قبيل قدوم رمضان، ومن يعرف طبيعة تلك القرية، وأجوائها، سيندهش لقدرة أسرة العمل على استكماله في هذا التوقيت».

رغم ذلك أكد سليمان أن كل مشاق مراحل الإنتاج تصبح أثناء العرض «صعوبات قد أدبرت»، ليكون رضا الجماهير واستحسانه بمثابة «الجائزة الكبرى».

بطال سليمان:
الرجوع إلى بيئة الستينات وما تليها لاتزال بيئة خصبة تتسلح بحنين المشاهدين لها، لكن يبقى التجديد عبر خيال المؤلف، وما يتم طرحه من رؤى فكرية وإخراجية.

وتابع: «ما يمكن أن نطلق عليه الذاكرة المشوشة لإحدى شخصيات العمل، في ما يتعلق بحادث ما عُرف بغرق (تايتانك الخليج)، هو المدخل المباشر لكسر فكرة استدعاء الماضي، بحقائقه، فما دمنا أمام ذاكرة (مشوشة)، فإن مساحة اللا واقعي، والمتخيل، تبقى هي المرشحة للسيادة».

وفرّق سليمان بين بيئة العمل التراثية، وتفاصيل الحكاية في «فات الفوت»، مضيفاً: «الرجوع إلى بيئة الستينات، ثم ما تليها لاتزال بيئة خصبة تتسلح بحنين المشاهدين لها، لكن يبقى التجديد عبر خيال المؤلف وما يتم طرحه من رؤى فكرية وإخراجية، فضلاً عن أداء الممثلين، هو ما يجعل المسلسل ذا صبغة تراثية، مادة ومعيناً لا ينضب، أمام صناع الدراما المحلية».

وأكد سليمان أنه سعى إلى تقديم الشخصيتين الرئيستين في العمل، على نحو غير تقليدي، وهما «عتيق» البخيل، و «بوهلال» الأصم، على الرغم من أن أعمالاً كثيرة في مختلف أنماط الدراما، خصوصاً الكوميدية، قد سعت إلى تقديمهما بصيغ مختلفة.

وتابع: «ترشيح الفنان إبراهيم سالم للشخصية الأولى (عتيق)، والفنان جمال السميطي للشخصية الثانية، (بوهلال)، كان اول مفاتيح الطرح المتمايز لهما، لتتخطى مشاهدهما حدود الكوميديا اللحظية وصولاً إلى كوميديا الموقف الهادفة، المغلفة بصبغة اجتماعية، حيث يكون الإضحاك منسجماً مع اللحمة الدرامية للعمل، وعنصراً مساعداً في الوصول إلى الرؤية الفكرية للعمل».

ورأى سليمان أن اعتماد العمل على مجموعة حكايات المتكئ على حادث غرق المركب، أضفى إلى جانب كسر وتيرة ملل تتابع الأعمال التلفزيونية المطولة مزيداً من الإثارة والتشويق، التي أضحى المشاهد على موعد يومي معها.

وعلى الرغم من أن العمل تمحور بشكل كبير على شخصيتي عتيق وبوهلال، إلا أن نص خميس إسماعيل لم يظلم سائر الشخصيات أيضاً حسب بطال سليمان، الذي يضيف: «وجود عدد من الشخصيات في كل من أسرتي عتيق وبوهلال، أسهم في مد خطوط متباينة للحكايات المتنوعة بالأساس، بما في ذلك شخصية (رمانة) زوجة عتيق، التي تؤدي دورها البحرينية نورة البلوشي، وابنته (منوه)، التي تؤدي دورها ممثلة إماراتية تعد وجها جديداً بالأعمال التلفزيونية، هي نوال، و(الهنوف) شقيقة عتيق التي تؤدي دورها البحرينية سلوى بخيت، وشقيق زوجته (رمانة) (أبو مطر)، الفنان سعيد المناعي، بالإضافة الى دورين آخرين في الأسرة نفسها، يؤديهما غانم ناصر وبدر الحكمي».

وأشار سليمان أيضاً إلى أن أسرة بوهلال أيضاً عبر تعدد شخصياتها أضفت ثراء وتنوعاً مهماً في المحتوى الدرامي لـ«فات الفوت»، وهو ما دفعه إلى اختيار من ترشحوا لأداء تلك الأدوار بعناية شديدة، وهم الفنانون محمد سعيد وطاشواق وطلال محمود وآخرون.

تويتر