ركين سعد.. موسم الهجرة إلى الدراما المصرية
استطاعت الممثلة الأردنية الشابة، ركين سعد، أن تلفت الانتباه إليها منذ أن ظهرت في مسلسل «واحة الغروب» للمخرجة كاملة أبوذكرى، المأخوذ عن رواية تحمل العنوان نفسه للأديب بهاء طاهر. سعد التي تدخل لأول مرة الدراما المصرية ككثير من الممثلين الأردنيين، مثل إياد نصار وصبا مبارك ومنذ رياحنة وغيرهم، وبدورها في شخصية مليكة، من الواضح أنها وضعت قدمها بقوة لتكون جزءاً من تفكير أي صانع عمل درامي وحتى سينمائي في مصر في المستقبل.
تقدم ركين شخصية مهمة وتؤدي دور مليكة الفتاة المتمردة، التي تحولت إلى غولة بعد قتل زوجها الذي تعشقه. |
فهي تقدم شخصية مهمة في سير أحداث المسلسل المصنوع بشكل ساحر، وتؤدي دور مليكة الفتاة المتمردة، التي تحولت إلى غولة بعد قتل زوجها الذي تعشقه.
كل هذه الشخصيات في كيان واحد، مطلوب منها أن تؤدي مشاعر متنوعة، وتستعرض تخبطاتها، وقدرتها على أن تجذب المشاهد بطريقة أدائها، وقد نجحت سعد في كل هذا، واستطاعت بالفعل أن تجسد وصف خالها «من يستطيع أن يمنع مليكة، لا الضرب يصلح معها ولا الملاينة».
مشاهد كثيرة قدمتها شخصية مليكة، ولاقت تفاعلاً معها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، من شدة تأثر المتلقي بها، مثل المشهد الشعري الذي قدمته مع زوجها رضوان، الذي أدى دوره الممثل أحمد مجدي، عندما رددا على بعضهما في ليلة زواجهما «أغرَّك مني أن حبُك قاتلي.. وأنك مهما تأمر القلب يفعل.. يهواك إن عشت القلب.. فإن أمت.. يتبعُ صداي صداك في الأقبر»، ومشهد قتل زوجها في الحرب بين الغربيين والشرقيين، وطريقة نحيبها عليه، التي جعلتها تتحول إلى غولة يخشاها سكان الواحة، لكن المشهد الذي أظهر سعد كممثلة قادرة على تقديم المميز هو عندما قرر الشيخ يحيى (خالها) أن يكسر عرف الواحة ويزور الغولة، فتسأله أن يداويها من لعنة الغولة التي أصابتها، وقبلها حضنته وسألته أنه لن يتحول إلى شيطان لأنه رآها، فيجيبها «تخاريف يا مليكة، تخاريف، مثل الحرب التي أخذت عيالي وضوان وخلتك غولة»، هذا المشهد كشف عن موهبة كامنة لدى سعد، كانت تحتاج إلى سيناريو يستفزها، وإدارة مخرج تظهر كل طاقتها. وصف بهاء طاهر شخصية مليكة في روايته هي «النعمة الوحيدة في هذا البلد»، وأن جمالها كسف كل جميلات الواحة. تتكلم كالكبار، وتصنع ما لا يصنعه الكبار، تهوى صناعة التماثيل الصغيرة من الصلصال، فتهرب متنكرة إلى جبل الموتى لتشكل الطين على هيئة جعارين وطيور تشبه الطيور المرسومة على جدران المعابد، رغم معارضة والدتها وأهل بلدها.
واستطاعت سعد بالفعل أن تعطي شخصية مليكة حقها.