اعتبرت أن المنافسة الدرامية لا تخضع لمقاييس ثابتة

صابرين: «زينب الغزالي» أرهقتني

صورة

في ظل جدل كبير أثاره مسلسل «الجماعة 2»، والذي يعرض في هذا الموسم الرمضاني، وانقسام الجمهور بين مهاجم ومؤيّد للعمل، اتفقت أغلبية الآراء على تفوق الفنانة صابرين في أداء شخصية زينب الغزالي في العمل، إذ نجحت الفنانة المصرية في أن تلفت إليها الانتباه بشدة وسط ازدحام الشخصيات التي تقدمها الأعمال الدرامية المعروضة، وأن تظهر بشكل مختلف تماماً في المسلسل الذي يُعرض على قناة أبوظبي، ويتناول تاريخ «الإخوان» عقب وفاة حسن البنا.

وعن تميز أدائها للدور، أشارت صابرين إلى أنها «حرصت على عدم تناول شخصية زينب الغزالي بشكل سطحي، والتركيز بشكل أكبر على روح الشخصية، وليس على الشكل أو مساحتها»، مضيفة: «كان من المهم أن أحسّ الشخصية وألمسها من حيث الكتابة والنص والتوليفة الكاملة لها من كل جوانبها، واستمتع بها من بداية قراءة النص وحتى بدء التصوير».

وأكدت أنها «تعشق الأدوار الجديدة المؤثرة، مثل هذه الشخصية، ولذلك وافقت فوراً على الدور، إضافة إلى حرصها على العمل مع الكاتب المخضرم وحيد حامد، الذي اعتبرت أن العمل معه يعدّ شهادة تضاف إلى السيرة الذاتية الخاصة بأي فنان».

6 أشهر

3 عهود

يتناول مسلسل «الجماعة 2» ثلاث مراحل لعهود «الإخوان والملك»، «الإخوان وعبدالناصر»، «الإخوان والسادات»، وينتهي باغتيال السادات.

ويدور محور العمل حول شخصيتين رئيستين هما: حسن الهضيبي، وسيد قطب، اللذان كانا المحركين الفاعلين للجماعة حتى منتصف الستينات، وهذه هي الفترة الأخطر للجماعة بعد اغتيال حسن البنا.

ويضم العمل، الذي أخرجه شريف البنداري، ما يقرب من 200 ممثل وممثلة، من بينهم صابرين، ووليد فواز، وعبدالعزيز مخيون، وهشام سليم، ورياض الخولي، ومحمد الشرنوبي، وأحمد عزمي، وأمير صلاح الدين، وياسر المصري.

يذكر أن الجزء الأول من مسلسل «الجماعة» شارك في بطولته إياد نصار، وسوسن بدر، وأخرجه محمد ياسين.


- «الجماعة» يكشف أساليب «الإخوان» ويفضح استخدامهم للدين لتحقيق أهدافهم.

- أعشق الأدوار الجديدة ولذلك وافقت فوراً على دوري في المسلسل.

وأوضحت أن «تقديم شخصية زينب الغزالي بهذا الشكل لم يكن سهلاً بل أنه مرهق، فقد تطلب منها بذل مجهود كبير ودراسة مكثفة، إذ تمت الاستعانة بفريق محترف من الباحثين لجمع المعلومات من مصادر موثوق فيها، ومصادر أخرى لتوفير كل التفاصيل والمعلومات الدقيقة الخاصة بالشخصية، وبكل الشخصيات التي يقدمها المسلسل». وتابعت صابرين: «لأن الشخصية صعبة ولها تفاصيل دقيقة، استغرقت مرحلة الإعداد للشخصية ستة أشهر، بداية من الماكياج، إذ أجريت الكثير من الاختبارات لاختيار الإطلالة التي تناسب الشخصية، إضافة إلى التجهيزات الأخرى مثل الإكسسورات والملابس والتفاصيل الصغيرة التي من دونها تظهر الشخصية سطحية وغير مقنعة للمشاهد، ما دفعني للتركيز بشكل كبير على كل تفاصيل الشخصية الخارجية والداخلية، وأرجو أن أكون قد وفقت في تنفيذ تلك التفاصيل، وبالتأكيد الحكم في النهاية للمشاهد».

وأشارت إلى أنها «لم تشعر بالقلق من تقديم مسلسل يتناول تنظيم الإخوان، فمؤلف المسلسل الكاتب وحيد حامد لديه تاريخ كبير في الكتابة، وتتسم أعماله بالواقعية والحرص دائماً على تجسيد نبض الشارع الحقيقي، وطرح الموضوعات التي لها أهمية في المجتمعات العربية، كما أن توقعاته التي قدمها في العديد من الأعمال الفنية وتنبأ فيها بتداعيات الحياة السياسية تحققت، خصوصاً التي لها علاقة بالجماعات المتشددة الإرهابية»، لافتة إلى أن «وحيد حامد كتب العمل بشكل موضوعي محايد، بما يمتلكه من فكر ووعى تقافي يمكنه من تجسيد وتوثيق التاريخ بشكل لا يعترض عليه إلا من يريد طمس الحقيقة، إضافة إلى أنه استعان بمراجع ووثائق عديدة، وأبحاث ليقدم أصغر التفاصيل التي لم تُعرف من قبل عن تاريخ الجماعة في تلك الحقبة الزمنية».

ازدحام الموسم

اعتبرت صابرين أن «المنافسة الدرامية لا تقاس بعدد المسلسلات التي يتم عرضها، وليست لها مقاييس ثابتة، لأن هناك أعمالاً درامية كثيرة وكبيرة اختفت وسط ازدحام دراما رمضان، والعكس صحيح فهناك أعمال وأدوار صغيرة حققت نجاحاً لافتاً، فنسب المشاهدة تبقى في علم الغيب»، مشيرة إلى أنها «كفنانة ليست لها علاقة بموعد عرض المسلسل، وإذا كان في رمضان أو في وقت آخر، وكل ما يشغل بالها هو أن التركيز في التصوير، والاستمتاع بالعمل وبأداء الشخصية بتركيبتها وكل تفاصيلها». وقالت إنها «تتعامل مع كل شخصية تقدمها باعتبارها وجهاً جديداً يظهر أول مرة، وهو أمر لا يتوقف عليها فقط في هذا العمل، فهناك العديد من الفنانين الذين يظهرون كوجوه جديدة، مثل محمد شاهين، وياسر المصري، وعبدالعزيز مخيون، بمعنى أننا جميعاً نلعب شخصيات ووجوهاً جديدة بهذا العمل تفاجئ الجمهور». ورأت أن «الجماعة 2» عمل متميز، وتم رصد إنتاج ضخم جداً له، وهو ما أتاح لفريق العمل الاهتمام بكل بالتفاصيل الدقيقة لشكل الشخصيات وملابسها وماكياجها، إلى جانب التصوير المميز والمختلف.

أحداث موثقة

حول تأثير المسلسل على الجمهور، أشارت إلى أن «العمل يطرح أحداثاً لم يعرفها كثير من الجمهور عن تاريخ جماعة الإخوان وأفكارهم وعقيدتهم وأساليبهم، ويفضح استخدامهم للدين الإسلامي لتحقيق أهدافهم، وكل هذا بوثائق استخدمها الكاتب وحيد حامد في سيناريو المسلسل بشكل درامي جذاب، ليوصل المعلومة بكل سلاسة، ما يجعل من المسلسل سبباً في معرفة الجميع لتاريخ وحقيقة تلك الجماعة التي تستخدم الدين لأغراضها».

واعتبرت أن «المقارنة بين الجزء الأول والثاني من (الجماعة) أمر متوقع، رغم أن الجزء الثاني لا يمثل امتداداً للجزء الأول، ولكنه تاريخ يكمل بعضه على فترات زمنية، وكل وقت وله أحداثه وتاريخه الموثق، ولذلك أختلف أبطال الجزء الأول عن الجزء الثاني».

تويتر