صقر القاسمي كان يعاقب الطلاب الهاربين من المدارس بنفسه

محمد فارس: التعليم في رأس الخيمة بدأ تحت سعف النخيل

صورة

استضاف متحف نجيب الشامسي للصور جلسة رمضانية، تناولت بداية مسيرة التعليم في إمارة رأس الخيمة، تحدث فيها محمد عبدالله فارس، وكيل وزارة التربية والتعليم سابقا، ولفيف ممن جلسوا على سدة إدارة التعليم في الإمارة، الذين استذكروا حرص الشيخ صقر بن محمد القاسمي، حاكم رأس الخيمة سابقاً، على تعليم أبناء الإمارة، ذكوراً وإناثاً، عند توليه مقاليد الحكم في عام 1948، وكيف بدأ ذلك في غرف شيدت من سعف النخيل.

وقال محمد فارس، الذي كان قد شغل منصب وكيل وزارة مساعد للإدارة التربوية «خلال سنوات حكم الشيخ صقر الأولى جعل التعليم على رأس سلم أولوياته، بقصد الخروج من حالة التجهيل التي فرضها الانتداب البريطاني، فوظف إمكاناته، الضعيفة يومذاك، لخدمة العلم، ثم اتصل بعدد من الدول، كمصر والكويت والسعودية، لدعم التعليم في إمارته، وتوفير عدد من المدرسين، وبدا كثير الاهتمام بالمعلمين، ومتابعاً للبعثات التعليمية، وتحمل نفقات إقامة البعثة المصرية على حسابه الخاص، ووفر لها المسكن، وإلى جانب ذلك كان يتابع الطلبة، ولا يقبل بأي تقصير من جانبهم، أو حتى أولياء أمورهم، فكان يرسل حرسه الخاص (المطارزية)، وأشهرهم علي بن أحمد، الذي يتمتع بالقوة البدنية والطول الفارع، بحثاً عن الطلاب الهاربين من المدارس، وجلبهم إليه ليفرض عليهم عقوبة أحياناً تصل إلى التوقيف من الصباح حتى الظهيرة، كما كان يعاتب أولياء الأمور الذين يبدون تراخياً أو عدم اهتمام بتعليم أبنائهم». وفي عام 1955 وافق مجلس المشيخات المتصالحة على فتح مزرعة ومدرسة زراعية في منطقة الدقداقة، كانت تعتمد في تمويلها على صندوق المشيخات المتصالحة، وفي عام 1957 كان عدد طلابها أربعة، ثم قفز العدد لاحقاً إلى 32 طالباً. وفي عام 1960 أصدر الشيخ صقر مرسوماً يقضي بإنشاء دائرة المعارف للإشراف على 18 مدرسة، وأسند إدارتها إلى الشيخ صقر بن راشد القاسمي، ومن بعده الشيخ عبدالله بن حميد القاسمي.

وبحسب فارس، فإن التعليم النظامي في رأس الخيمة بدأ في عام 1955 ـ 1956 بافتتاح «مدرسة القاسمية»، ومن ثم انطلقت مسيرة التعليم عبر ثلاث مراحل، كانت الأولى من 1955- 1964 تحت إشراف الدول العربية، والثانية من 1965 ـ 1971 تحت إشراف دائرة المعارف، أما الثالثة في 1972 فكانت تحت إشراف وزارة التربية التعليم.

وتناول فارس الدور التعليمي الذي قام به كل من المرحوم سلطان بن حميد السويدي وزميله عيسى بن حمد النعيمي، كأول المواطنين الذين مارسوا مهنة التدريس في رأس الخيمة، فقد عملا معاً في مدرسة الجزيرة الحمراء عند افتتاحها في عام 1959، وكانا يقطعان 20 كيلومتراً مشياً على الأقدام في الذهاب إليها، وتقديراً لدورهما فقد أطلق عليهما «مربيا الأجيال».

تويتر