كتبت عن حادثة احتراق وغرق السفينة «دارا» قبل 50 سنة
نادية النجار: مقال صحافي قادني إلى الرواية
مقال قرأته في إحدى الصحف المحلية، حول كارثة غرق السفينة «دارا» في دبي، كان دافعاً للكاتبة الإماراتية نادية النجار لكتابة روايتها الجديدة «ثلاثية الدال»، التي صدرت أخيراً عن دار كلمات للنشر والتوزيع، حيث تناولت النجار في الرواية حادثة احتراق وغرق السفينة «دارا»، التي وقعت في إمارة «دبي» قبل أكثر من 50 سنة، وتحديداً في الثامن من أبريل عام 1961، قبل رحلتها المقررة إلى الهند.
إصدارات نادية النجار روائية إماراتية من مدينة دبي، حاصلة على شهادة البكالوريوس في علوم الحاسب الآلي من جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا. صدرت لها ثلاث روايات، هي: «منفى الذاكرة» عن دار كتاب للنشر 2014، و«مدائن اللهفة» عن دار مدارك للنشر 2015، و«ثلاثية الدال» عن دار كلمات للنشر والتوزيع- الكويت 2017. إضافة إلى «أنا مختلف» للأطفال عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم ودار سما 2017. |
عن اختيارها للحادث ليكون محوراً لروايتها، قالت نادية النجار في حوارها مع «الإمارات اليوم» إن «تلك الحادثة كانت مأساة إنسانية عايشها أهل الإمارات وسكان الخليج قبل أكثر من نصف قرن، ومازالت تُسرد للأبناء حتى يومنا هذا. ومنذ أن قرأت مقالاً عنها قبل أعوام في صحيفة محلية، بقيت تفاصيل غرق السفينة وقصص الناجين عالقة في ذهني، وتخيلت أنني سأكتب عنها في يوم ما، وهذا ما حدث، حيث استلهمت تلك الحادثة لكتابة روايتي، لكن بشخصيات لا تمت للواقع بصلة». لافتة إلى أنه على الرغم من أن الحادثة حقيقية، إلا أن شخصيات الرواية من خيالها، ولا وجود لها في الواقع، وأي شبه بين هذه الشخصيات وبين الواقع ما هو إلا دليل على تشابه سلوكات البشر حيال الكوارث.
وأوضحت النجار أن «(ثلاثية الدال) تتكون من ثلاثة أجزاء بناءً على الفترة الزمنية وكذلك نوع الراوي، هذه الأجزاء الثلاثة تبدأ بحرف الدال وهي دارا، دانة، دبي، ويتناول الجزء الأولى حاث احتراق وغرق السفينة التي كانت تقل في تلك الرحلة نحو 690 راكباً و132 من طاقم السفينة، بينما بلغ عدد الضحايا في الحادث 238 شخصاً. أما الجزآن الثاني والثالث فتروي فيهما مصائر الناجين، وكيف أثرت تلك الكارثة في حياتهم وغيرتها».
وأوضحت صاحبة «مدائن اللهفة» و«منفى الذاكرة» أن اختيارها الكتابة عن حدث حقيقي «يعد بمثابة توثيق لذلك الحدث والفترة التي عاصرته، من خلال عمل روائي يلامس مشاعر القراء بشكل أعمق»، كما تنطلق الكتابة من الحادث نفسه «لتلامس أوجاعاً إنسانية بصورة أكثر عمومية»، كما جاء الإهداء في أول صفحة من الرواية «إلى كل نفس أرهقتها الذكرى»، مشيرة إلى أن كتابة الرواية استغرقت أكثر من سنتين، بحثت خلالها في جميع المصادر، المكتوبة والمصورة والشفهية، المتوافرة عن تلك الحادثة والفترة الزمنية.
من جانب آخر، اعتبرت نادية النجار، التي حازت روايتها «مدائن اللهفة» المركز الأول في جائزة الإمارات للرواية عن فئة الرواية القصيرة في عام 2015، أن الفوز بأية جائزة يضع الكاتب تحت مسؤولية كبيرة، حيث باتت أكثر حرصاً على جودة أعمالها حتى لا تخذل القراء بعملٍ مستواه دون الأعمال السابقة. موضحة أن الجوائز الأدبية المتعددة التي تقدمها الإمارات أصبحت تتمتع بثقل عالمي على صعيد الأدب والثقافة، وفتحت نوافذ على ثقافات مختلفة، كما أصبح المثقف العربي والإماراتي يحرص على متابعة الأعمال الفائزة والفعاليات المصاحبة لهذه الجوائز، ما أثر بشكل إيجابي في المشهد الثقافي في الدولة التي تحرص على دعم الأدب والثقافة في الدولة وفي العالم العربي.
وأشارت الكاتبة، التي شاركت من قبل في برنامج الروائي الإماراتي الذي تنظمه جائزة الإمارات للرواية في دورته الأولى، وفي ورشة الكتابة للطفل التي نظمتها مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، ضمن مشروع «دبي للكتابة»، إلى أن الورش لا تخلق كاتباً، فهي فقط تطور من الأدوات التي يمتلكها «فالهدف من هذه الورش هو تعليم أساسيات الكتابة الإبداعية، لكن هذا لا ينتج بالضرورة كاتباً حقيقياً إذا لم تتوافر فيه الموهبة، والشغف، والمخيلة الخصبة، ورصيداً غنياً من قراءات سابقة. البعض يظن أن باستطاعته أن يصبح روائياً أو كاتباً لمجرد أنه شارك في تلك الورش، وهذا غير صحيح على الإطلاق».
ووصفت النجار المشهد الثقافي في الإمارات بالمبشر بالخير، حيث برزت في السنوات الأخيرة مجموعة من المواهب الشابة والأقلام الواعدة التي أثبتت وجودها على الساحة الثقافية، كما أن الدولة تولي اهتماماً كبيراً ودعما غير محدود للقراءة، وتشجع الإبداع بكل أشكاله.
وعن تجربة الكتابة للأطفال التي خاضتها في قصة «أنا مختلف»، قالت إن الكتابة للطفل بالنسبة لها كانت تجربة مغايرة وممتعة في الوقت ذاته، معربة عن رغبتها في تكرار التجربة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news