بلال عبدالله يحارب السحر والشعوذة في عُمان
أربعة شهور قضاها الفنان بلال عبدالله، بألمانيا في رحلة اضطرارية خاصة، انقطع فيها لأول مرة عن (أبوالفنون) وأخباره، قبل أن يأتيه التواصل بشأنه، هذه المرة من سلطنة عُمان، لترشيحه مخرجاً وممثلاً رئيساً لمسرحية «جني وعطبة»، ليطير إلى هناك، بعد ساعات قليلة قضاها في دبي، والمحصلة أربعة عروض كاملة العدد، خلال إجازة الفطر السعيد.
عبدالله بوعابد.. طاقة كوميدية وصف بلال عبدالله، الفنان عبدالله بوعابد، بـ«الطاقة الكوميدية التي لا تهدأ». وأوضح: «يؤدي عبدالله بوعابد دور الرجل المشعوذ، وفيه تتجلى كامل قدرات الفنان الكوميدي المتقن لدوره، وكل متن سيتابعه سيتفق معي بأن لا أحد من الزملاء الفنانين كان بمقدوره أن يؤدي هذا الدور بطريقته المميزة». رسالة إشادة قال بلال عبدالله: «إن عرض (جني وعطبة)، في سلطنة عُمان، بإخراج وبطولة إماراتية، خلال أهم فترة لعرض الأعمال المسرحية، ممثلة في إجازة عيد الفطر، تعدّ بمثابة رسالة تقدير وإشادة لقدرات الفنان المسرحي الإماراتي عموماً». وتابع: «من يعرف أجواء السلطنة في تلك الفترة، سيتأكد من صعوبة المنافسة، فهناك تسعة أعمال مسرحية تم عرضها على خشبات قريبة، وعلى الرغم من ذلك، جاء العمل (كامل العدد) من حيث الحضور الجماهيري». 100 عمل «100 عمل أو أكثر يمكن أن تستوعبها خشبات الإمارات في الإجازات».. هذا ما قاله بلال عبدالله وأضاف: «أعلم أن هناك وفرة في المعروض بالمسرح التجاري، لكن من يعرف جاذبية السياحة في الإمارات، والحضور القوي للسائح الخليجي، فضلاً عن الحالة الصحية التي يعيشها المسرح الإماراتي وازدهاره جماهيرياً، سيعي أن الساحة تستوعب كل المعروض الجيد». |
وقال بلال عبدالله لـ«الإمارات اليوم»: «إن العرض بمثابة تعويذة فنية ضد الأفكار المروّجة للسحر والشعوذة، خصوصاً، وتعليق أسباب الخيبة والفشل عموماً، الى عوامل مبهمة، لا أساس لها من الصحة، فهي دعوة إلى مواجهة المشكلات والعقبات بواقعية وتجرد، بعيداً عن السلبية والتواكل، في ظل إلحاح وابتكار في السعي إلى رسم الابتسامة على شفاه الحضور».
عبدالله الذي تواصل مع «الإمارات اليوم»، فور عودته إلى الإمارات، نقل أجواء العرض في سلطنة عُمان، مضيفاً: «استطيع أن أجزم بأن المسرح الجماهيري هناك في كامل عافيته، فالإقبال على العرض دفع العمل إلى قائمة (كامل العدد)، على الرغم من المنافسة القوية، لكثرة وتوافر عروض مسرحية متنوّعة في التوقيت ذاته».
وكشف عبدالله أن «هناك اتجاهاً لعرض (جني وعطبة) في دبي، من خلال برنامج (العيد في دبي)، الذي تقدمه دائرة السياحة والتسويق التجاري»، موضحاً: «الأجواء الكرنفالية التي تدخل ضمن المحتوى الدرامي للعرض، ونزعته الكوميدية، تجعله مرشحاً لأن يكون في حد ذاته إضافة موجهة للأشقاء الخليجيين، الذين اختاروا قضاء إجازة العيد في دبي، جنباً إلى جنب المواطنين والمقيمين».
وأضاف: «سعيت في البداية إلى الاعتذار عن إسناد الإخراج لي، في ظل ظروف شخصية ملحة، دفعتني لعدم القدرة على أن أكون متابعاً للبروفات بالصورة المناسبة، لكن كان هناك إصرار من الجهة المنتجة، وفاقم الأمر، قيامي بدور رئيس في العمل، وهو إصرار كان بمثابة الثقة والتقدير المسبق».
وتابع: «نافس العمل تسعة عروض مختلفة استوعبتها منطقة (الباطنة)، وقدم محتوى درامياً اعتمد على كوميديا الموقف، وهي المعادلة الصعبة في الدراما الكوميدية الخليجية عموماً، في ظل موجة من استسهال نظيرتها المتكئة على القفشات والارتجال».
وأوضح عبدالله أن «العمل يدور حول فكرة تعلق شخص يُدعى (عبيدان)، هو ما أقوم بدوره، بعشق فتاة يسعى لكسب ودها بشتى الطرق، بما فيها (السحر)، وما يحيط به من أوهام، ما يجعله في النهاية يفشل في مراده، وفق خيوط عدة، تتشابك فيها مصائر الشخصيات التي تضم نخبة من الممثلين العُمانيين والإماراتيين، منهم: شمعة محمد، عبدالله بوعابد، فاطمة حسن، ومحمد الناصر، وغيرهم، فيما تضم (جني وعطبة) وجوهاً جديدة أيضاً، منها: شيماء البلوشي، التي تؤدي دورة الفتاة، إضافة إلى الأجواء الفلكلورية التي تنثرها فرقة شعبية عُمانية متخصصة في هذا اللون الفني».
واعتبر عبدالله العمل بمثابة «تعويض قدري لفترة انقطاع قسري عن المسرح»، مضيفاً: «الظروف التي مررت بها في المرحلة الأخيرة، التي اضطررت للسفر إلى ألمانيا، مرّت بخير وسلام، لكنني افتقدت خلالها ما اعتبره بالنسبة لي (اكسير الحياة)، وهو البيئة المسرحية».
وتابع: « لأول مرة أغيب عن بيتي (مسرح دبي الأهلي) ما يقارب 120 يوماً، لم أكن أتوقع أن العودة إلى (أبوالفنون) ستكون من خلال بوابة مسرح سلطنة عُمان، الذي يقترب في أجوائه كثيراً من سمات وخصائص المسرح الإماراتي».
ويعيد «جني وعطبة» بلال عبدالله إلى أجواء العروض الجماهيرية، التي انقطع عنها منذ نحو عامين، منذ عرضه «الجنرال بلول» من اخراج عبدالرحمن الملا، وقبله «بومفتاح في المجلس الوطني» لمرعي الحليان، وكلاهما استثمر إجازات الأعياد لعرضه، فضلاً عن العديد من عروض المهرجانات ومسرح الطفل، سواء كان مخرجاً أو ممثلاً.