أحلام طفولية بسيطة وأخرى ترتبط بالقضايا الوطنية والقومية
أمنيات «شجرة العطاء»: الناس تحلم بالسلام
بعد انتهاء شهر رمضان الكريم، وتجميع الأمنيات التي علقت على «شجرة العطاء»، المبادرة التي أطلقتها «الإمارات اليوم» في «عام الخير»، مع مؤسسة الإمارات للاتصالات (اتصالات)، وبالتعاون مع الهلال الأحمر، تجلت بوضوح غالبية الأمنيات التي تعد مشتركة لدى الكثيرين، فهي أحلام بسيطة، كتبت بحب، وعُلقت على الشجرة، إلى جانب الأحلام الكبيرة التي تتصل بالقضايا القومية والوطنية. فيما للأطفال حصتهم الكبرى من الأحلام، فبينهم من كتبها بخط متعرج وطفولي بسيط، فيما حرص الأهالي على تعليق أمنياتهم لأطفالهم.
- «شجرة العطاء» أطلقتها «الإمارات اليوم» في «عام الخير» - هدفت هذه الشجرة إلى نشر ثقافة الخير، وثقافة الأحلام الجميلة - يختصر الأطفال أحلامهم في حروف بسيطة، وأحياناً مع أخطاء إملائية |
هدفت هذه الشجرة إلى نشر ثقافة الخير، وكذلك ثقافة الأحلام الجميلة من خلال الفوانيس الرمضانية التي تضيء الأمنيات. وقد بلغ ارتفاعها ما يقارب خمسة أمتار، وقد صممت من الحديد من الداخل، وكانت تتسع لأكثر من 250 فانوساً معاً، وقد امتلأت بالفوانيس مراراً. أما الفوانيس التي تضاء بها الأمنيات فحصل عليها المتبرعون من المنصة التابعة للمبادرة، ليكتبوا أمانيهم البسيطة، التي تبدأ من العائلة والحياة، وتنتهي بالوطن والسلام.
لابد لأحلام وأمنيات الأطفال أن تلامسك بصدقها وعفويتها وبساطتها، فهنا وسط الخطوط المتعرجة والقلوب التي زينت صفحات الأماني، يختصر الأطفال في حروف بسيطة، وأحياناً مع أخطاء إملائية، الأمنيات والأحلام التي يطمحون إليها. كلمات صغيرة لا تعرف المواربة كتبت بكامل الحب، فتمنت أميرة أن تصبح رسامة، بينما تمنت لطيفة علي أن تحمي كل عائلتها من الخطر، في حين كتب عمر جمعة «أتمنى أن يتمكن أطفال العالم الفقراء من الحصول على الألعاب». في المقابل، حمَّلت ربى أسفاري الشجرة بأمنية لبلدها سورية، متمنية أن تراه آمناً، وأن تعود إليه من جديد، أما زويا فتمنَّت «رؤية أطفال سورية في حال أفضل»، أما جاد فقد اكتفى برسم قلب صغير.
بعض الأوراق حملت رسومات مرحة، كالتي تركتها سلامة، حيث رسمت تعابير الوجه وسط شكل مثلث وأحاطته بالقلوب ووقعت اسمها عليه، في حين اكتفت وديمة برسم الشمس المشرقة، كي تكون رمزاً كافياً لحياة مليئة بالإشراق والآتي الأفضل. إلى جانب هذه الرسومات العفوية والبسيطة، كان هناك من خط أحلامه وطموحاته الكبيرة، فقد كتب هاشم هدير «أتمنى أن أصبح طبيباً»، في حين تمنت يارا أن تصبح قائدة طيارة، بينما كتبت منة بلغة لا تخلو من الأخطاء حلمها بأن تصبح مصممة أزياء في المستقبل.
جواد وضع طلبه على الشجرة، وهو يحمل من العفوية بقدر ما يحمل من البساطة، إذ كتب «أود الحصول على حذاء لوي فيتون»، بينما كان للكثير من الأطفال أمنيات بألعاب معينة وأجهزة إلكترونية.
الأمهات كانت لهن أمنيات كثيرة على الشجرة، لكنها كلها كانت تذهب لأولادهن، فتمنت وفاء الدهش تفوق بناتها ليان وريبال في الجامعة، وأن يعم السلام العالم، بينما طلبت ليان الصحة والسعادة لها ولذريتها.
عندما يطلب من المرء أن يحلم، تبدو الأحلام قابلة للتمدد، فتكبر وتصغر، وتلامس المثالية أحياناً، بل وتنطلق من الشخصي لتصل إلى أمنيات وأحلام وطنية قد يصعب تحقيقها، فالسلام للعالم أمنية جمعت الكثيرين، وأن يزول الفقر تماماً من العالم، مروان طلب بعبارتين تحرير فلسطين، بينما كتبت حفصة خليفة «السلام في الوطن العربي، والأمن في مصر»، بينما طلب مروان زكي نهاية العنف، وأن يعم السلام كل بقاع العالم. إضافة إلى ذلك لم تخل الشجرة من أمنيات ترتبط بالصحة التي هي أهم ما لدى الإنسان، فكتب باسم عون كلمة واحدة «الشفاء»، في حين طلبت سهى عبدالغني شفاء كل المرضى، لاسيما كبار السن والأطفال، بينما طلبت بشرى هادي شفاء والدتها وتلقيها العلاج المناسب، أما رشيدة فطلبت الشفاء العاجل لوالدها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news