«مدرسة الحب2».. غزوة تركية للدراما السورية
تذهب الدراما السورية «مدرسة الحب» في جزئها الثاني إلى أبعد من مجرد الاستفادة من موجة ولع تلفزيونات عربية بالدراما المستوردة من تركيا، على حساب الإنتاج المحلي، لتصبح بمثابة غزوة تركية غير مسبوقة للدراما السورية، مستغنية عن قائمة من الفنانين العرب، لصالح نظرائهم الأتراك، لتفرض الدبلجة إلى العربية حضورها لأول مرة على المسلسل السوري، نزولاً عن لغة الممثل التركي، وضرورات فتح السوق العربية أمام العمل.
صفوان نعمو على الرغم من ضم «مدرسة الحب2» مجموعة متميزة من النجوم الأتراك إلا أن السياق الدرامي عربي بامتياز، ووجود الأتراك لمقتضيات ليست تسويقية. أمير نعمو المعاناة متعددة الأسباب والملابسات التي تعيشها الدراما السورية، تتطلب حلولاً جوهرية في الشكل والمضمون من أجل عودة ازدهارها. |
وبعد أن كانت المسلسلات تكتفي في الفترة الماضية بالتصوير في بعض المدن التركية، والاستفادة من تقنيات فنية للدراما التركية، أو حتى الشهرة العربية لبعض وجوهها، أصبح الممثل التركي مزاحماً لنظيره العربي، بلغته الوطنية في أدوار رئيسة.
ولم تعلن الشركة المنتجة للمسلسل مصير أي اسم من أسماء النجوم العرب الذين ارتبطوا بجزئه الأول، ومنهم مصطفى فهمي، وحسن الرداد، وورد الخال، وأمل عرفة، ورندا البحيري وغيرهم، لكنها اكتفت بالإشارة إلى أن العمل سيضم الممثلين الأتراك: مراد يلدريم وتورغاي تانولكو (كمال) وغوركان ايوغان (ميماتي) وحياة أولكاي وأمين أولكاي وسربيل تامور، ما سيجعل اللغة السائدة في حلقات عدة تركية ليتم الاستعانة بالدبلجة العربية، في المسلسل السوري الذي يشهد عودة جومانا مراد إلى الدراما التلفزيونية.
وقال مخرج العمل صفوان مصطفى نعمو إن «مدرسة الحب2» رغم ضمه مجموعة من النجوم التركيين الا أنه دراما عربية بامتياز، مؤكداً أن المقتضى الدرامي والتوظيف الفني، وليس التسويقي، هو ما استدعى النجوم الأتراك.
وكشف نعمو أن العمل بدأ تصوير أول مشاهده بالفعل قبل أيام قليلة في مدينة إسطنبول التركية، مضيفاً: «شهد الجزء الأول من (مدرسة الحب) نجاحاً كبيراً وتسابقاً ملحوظاً من الشاشات العربية لعرض ثلاثياته، وتأثيراً بالغاً عند الجمهور لمعالجته موضوعات الحب بأسلوب راقٍ وشيق»، لافتاً الى أن العمل الذي ينتجه شقيقه أمير مصطفى نعمو في جزئه الثاني هو مجموعة من ثلاثيات ومن بطولة مجموعة متنوعة من النجوم العرب والأتراك.
ودافع نعمو عن فكرة الاستعانة بنجوم أتراك في دراما عربية عموماً، مشيراً الى أن الحكاية الأولى التي ينتهي تصويرها قريباً تحمل اسم «عشق»، وهي من الدراما التركية ومن ثم هي ناطقة باللغة التركية وستتم دبلجتها إلى اللغة العربية.
وأضاف «أعتقد أنها المرة الأولى التي يشارك بها نجوم أتراك في الدراما العربية بهذا الأسلوب المهني والمتطور، فهم ليسوا ضيوفاً للتسويق بل هم أبطال حقيقيون ولكن من وجهة نظر عربية».
وتابع: تشارك في بطولة هذه اللوحة التي تمتد إلى ست حلقات (سداسية عشق) النجمة السورية المعروفة جومانا مراد في عودة تسجل لها إلى عالم التمثيل بعد فترة ابتعاد طويلة، حيث تقدم شخصية فتاة تركية وستتم دبلجة صوتها إلى اللغة العربية تماماً كأبطال السداسية الأتراك.
وقال نعمو إن «مدرسة الحب2» يصل مجموع حلقاته إلى 60 حلقة تلفزيونية، عبر مضمون لا يغفل التنويع في القضايا المطروحة وفي النجوم، بحيث سيكون هذا العمل عربياً متكاملاً في ثلاثيات تحاكي كل أنواع الدراما العربية المصرية والسورية والخليجية واللبنانية بالإضافة إلى الدراما التركية، حسب تأكيده.
وأضاف: «النجاح الكبير الذي حققه الجزء الأول من المسلسل وضعني أنا وفريق العمل أمام مسؤولية مضاعفة، ولهذا فقد حرصنا على اختيار موضوعات أكثر عمقاً ومناقشتها بصورة جديدة بعيداً عن النمطية والتكرار»، مشيراً في الوقت نفسه إلى جرأة المنتج أمير مصطفى الذي ينقل الدراما السورية إلى بعد جديد وآفاق لم تصلها سابقاً من خلال دمجها بالدراما التركية وبقية ألوان الدراما، وهو ما يحسب له وما سيترك أثراً إيجابياً في العمل.
من جهته، ركز المنتج أمير مصطفى نعمو على أهمية عودة جومانا مراد إلى ساحة الدراما التلفزيونية والسينمائية عموماً، مضيفاً: «هذه العودة هي مكسب للدراما العربية، خصوصاً أن جومانا كانت قد حققت حضوراً لافتاً في التلفزيون والسينما قبل أن تقرر الابتعاد عن الدراما لفترة ما».
وتابع: «ستعمل جومانا حصرياً في كل الأعمال التي سأقدمها، سيكون لها حضور بارز في الجزء الثاني من مسلسل مدرسة الحب».
وأشار منتج «مدرسة الحب» إلى أنه «تم تكريس كل الإمكانات المطلوبة لنجاح العمل خصوصاً أن المسلسل يتكون مما يقارب الـ20 ثلاثية وكل ثلاثية مستقلة في موضوعها وكتابتها ونجومها وأماكن تصويرها، وهذا ما يزيد الكلفة الإنتاجية».
وأكد نعمو أن «المسلسل في مضمونه يتضمن تأكيداً على القيمة الحقيقية للحب، ويعطي فسحة من الأمل والسلام والمحبة التي ينشرها عبر حكايات كتبت بعناية وتصور بإتقان وسخاء».
وأضاف: «هذا الزخم الإنتاجي يوفر الثراء المطلوب للشاشة والمشاهد في آن واحد»، وأشار نعمو إلى أن «الدراما السورية تعاني كثيراً في المرحلة الحالية، وأعتقد أن من مسؤولية المنتج أن يقدم أشكالاً جديداً وتجارب متجددة لتبقى هذه الدراما التي أحبتها الشعوب العربية في مكانتها المتقدمة».