انحازت لـ «رمانة» للتجديد والابتعاد عن «دراما الهموم»
حياة الفهد: أعشق التصوير في ربوع الإمارات
تعشق الفنانة القديرة حياة الفهد تصوير أعمالها في ربوع الإمارات، إذ إن بينها وبين «هذه المنطقة الجميلة من خليجنا العربي» علاقة خاصة، على حد تعبيرها.
ورغم حصول النجمة الكويتية على أكثر من لقب، إلا أن أكثر ما يسعدها هو أنها استطاعت الوصول إلى قلوب شريحة واسعة من المشاهدين، فهي النجمة الخليجية التي نالت محبة وتقدير الجمهور العربي، إذ تابع المشاهدون حياة الفهد على امتداد سنوات طويلة من التميز طرحت خلالها باقة من أبرز الأعمال الدرامية والكوميدية التي كرست مواهبها الفنية المتعددة، وتوجتها سيدة للشاشة الخليجية، بالإضافة إلى بداياتها الفنية المميزة، وإطلالتها المسرحية الأولى، وقصص علاقتها بنجوم الرعيل الأول، واهتمام الفنانة اللافت بدعم جيل النجوم الشبان، الذي جسّدت بعض أهم تجلياته في مسلسل «رمانة»، آخر أعمالها التي عرضت في رمضان هذا العام.
«أم سوزان» تؤكد حياة الفهد أنها لا تتوقف كثيراً عند مسألة الألقاب الفنية، وتفضل دائماً لقب (أم سوزان) على المستوى الإنساني، ولقب «الفنانة» على بقية الألقاب والمسميات الأخرى. وتقول: «يفضل أصدقائي من الفنانين والمنتجين لقب سيدة الشاشة الخليجية من منطلق أن لكل بلد نجمه ونجمته الخاصة». خطوط حمراء تنفي حياة الفهد نيتها كتابة مذكراتها أو سيرتها المهنية من منطلق اقتناعها بأن لكل فنان مساحة خاصة في حياته وخطوطاً حمراء لا يمكن الاقتراب منها، معلنة عن ندمها عن تقديم بعض الأعمال، مضيفة «لا أحب تذكر هذه الأعمال التي لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة، بينما تظل بعض الأعمال خالدة في قلبي، مثل: الخراز، إلى أبي وأمي مع التحية، خالتي قماشة، الداية، الفرية، خرج ولم يعد، على الدنيا السلام، وغيرها من الأعمال التي أشعر دوماً أنها صورت بالأمس». |
وأكدت الفهد في حوارها مع «الإمارات اليوم» أن اختيارها تقديم عمل كوميدي، هذا العام، فرضته رغبتها في الابتعاد قليلاً عن أجواء الأعمال الدرامية المثقلة بالمشكلات والتحديات، كما فرضه انحيازها الدائم إلى تجسيد هموم الناس اليومية، وطموحاتهم، وتقديمهما للمشاهد الخليجي والعربي بطريقة خفيفة أقرب إلى الكوميديا الراقية التي تصفها بالقول: «هي ضرب من ضروب التجديد ورغبة جامحة في الابتعاد عن شبح التكرار ومأزق النمطية، ومحاولة نتمنى أن تكون ناجحة لتقديم أعمال متنوعة، تماثل ما قدم في العام الماضي في (بياعة النخي)، وقبله في (حال المناير)، وهذا العام في مسلسل (رمانة)».
مهمة صعبة
تضيف النجمة الخليجية: «أعتقد أن تقديم عمل كوميدي خفيف مهمة صعبة وشاقة للغاية؛ من ناحية ما تتطلبه هذه النوعية من مراحل بحث دؤوب وجاد عن فكرة مبتكرة، ومؤلف بارع يستطيع تجسيد المضامين، وتحويلها إلى مواقف وشخصيات يستحسنها الجمهور، ويتقبلها ويتفاعل معها، لهذا السبب أتمنى من كل قلبي أن يكون الجمهور قد استمتع بمتابعة (رمانة) كعمل خفيف يعتمد على المواقف الكوميدية الراسمة للابتسامة في الشهر الكريم، برمضان الماضي».
وعن دوافع حرصها الدائم على دعم المواهب الشابة الذي تكرسه النجمة من خلال وجودها المتكرر مع مجموعة من الممثلين الشباب، لاسيما في أعمالها الأخيرة، توضح الفهد أن ذلك «ليس حرصاً بقدر ما هو شعور بأنني أتشارك معهم روح الفكاهة والمرح والهزل نفسها، والرغبة الصادقة في تقديم الأفضل للجمهور، إذ شاركت فعلياً في السابق في عدد كبير من الأعمال التي جمعتني بعدد من الزملاء النجوم الذين شكلت معهم ثنائيات ممتعة استحسنها الجمهور، ومازال يذكرها إلى الآن، وأجد اليوم نفسي مع هذه المجموعة المميزة من الشبان الموهوبين الواعدين بمستقبل زاهر».
وعن اختيارها لإمارة الفجيرة مكاناً أساسياً لتصوير مسلسلها الأخير (رمانة) أكدت حياة الفهد أن طبيعة الأحداث والمواقف الكوميدية فرضت هذا التوجه الدرامي والإنتاجي، وذلك بعد أن قررت (رمانة) شراء فندق واستثمار أموالها في مشروع شراء مزرعة كبيرة.
وتابعت: «الجميع يعلم علاقتي المميزة بهذه المنطقة الجميلة من خليجنا العربي، تماماً كما يعلمون أنني أرتاح كثيراً للتصوير في ربوع الإمارات، إذ سبق لي أن قمت بتصوير عدد من الأعمال التلفزيونية هنا كمسلسل (الداية) ومسلسل (حبر العيون) الذي صور في الفجيرة، واستمتعت كثيراً بالأجواء الشتوية والأمطار وطبيعة الجبال الخلابة التي تتمتع بها هذه المنطقة».
تجارب ناجحة
حول رأيها بالمستوى الذي وصلت إليه الأعمال الدرامية الإماراتية، قالت: «هي دراما ناجحة تضم الكثير من النجوم الذي يشاركون أيضاً في الأعمال الكويتية، ويقدمون إضافة واضحة لها إلى جانب زملائهم في بقية دول الخليج العربي، لكن تبقى هناك عقبة واحدة تواجه الأعمال الإماراتية، وهي عقبة اللهجة المحلية، وأتحدث هنا انطلاقاً من تجربة الدراما الكويتية التي أصبحت فيها اللهجة أكثر قرباً من الجمهور العربي، بعد أن تخلى صناعها عن الكثير من المفردات المحلية، لدرجة بتنا نتحدث فيها عن تحول اللهجة الكويتية إلى (لغة جرائد) لسهولة فهم مفرداتها وبساطتها التي أصبحت اليوم مستساغة من جميع فئات الجمهور، والدليل وصولها إلى العالم العربي، والاحتفاء الذي تناله والذي نتلمس ملامحه بشكل واضح في المهرجانات وردود الأفعال التي تصلنا بشكل دائم».
وعلى الرغم من ذلك، تعترف الفهد بأن الدراما الكويتية تعاني هي الأخرى العديد من المشكلات والتحديات المرتبطة بالنصوص الدرامية والكوميدية المقدمة، الأمر الذي دفعها أكثر من مرة إلى مخاطبة المسؤولين، وطرح هذه المسائل على طاولة النقاش في الكويت: «طالبت مراراً بضرورة قراءة هذه النصوص والاطلاع على مضامينها قبل إجازتها وتقديمها للجمهور، لأنني وبكل صراحة أشك في أن بعض هذه الأعمال قد تمت قراءتها، وإلا لما شاهدنا هذه النقائص، وهذا الخلل الواضح الذي لا يحسب - للأسف - إلا ضد مسيرة الدراما الكويتية والخليجية».
خارج أطر الأزمات والهموم الفنية والإنتاجية، تفرد الفهد مساحة حرة تستذكر فيها بحنين فرقة (بوجسوم) التي شهدت بدايتها الفنية، مضيفة: «الله يعطيهم الصحة، إذ كان لهم فضل عليّ حين عرضوا عليّ المشاركة في أعمالهم، فبدأت مسيرة حافلة بالنجاحات التي استمتعت بمذاقها حين كنت فتاة تتلعثم في نطق الجمل على المسرح؛ إذ كنت الفتاة الوحيدة التي تعمل وقتها وسط مجموعة من الشباب الموهوبين وتستمتع بأولى التجارب التي لا يمكنني نسيانها ولا نسيان الفرح الذي تكرسه ذكراها في قلبي وعقلي، إذ بدأت ممثلة ثم توقفت لفترة، صرت بعدها مذيعة، لأعود بعدها إلى التمثيل».
وعن حكاية الديوان الشعري الوحيد الذي أصدرته، أكدت أنها مازالت تحرص على كتابة بعض الخواطر والشعر الذي تصفه بالمبسط، مضيفة: «صدمت عندما طبع الديوان لكثرة الأخطاء التي تضمنها، وعرضت عليّ دور نشر إعادة طباعته، لكنني كما قلت على قناعة تامة بأنني لست شاعرة، لكنني أحب أن أجرب كل شيء، وأعترف أن لدي الكثير من الأفكار التي لا تجد طريقها إلى التنفيذ بالشكل الصحيح الذي أتمناه».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news