شركات كثيرة تبحث في بدائل عن الجلد وتختبرها

العالم على خطى السيارات «النباتية»

صورة

تشترك السيارات الفارهة في ميزة فخامة التجهيزات ورقي التصاميم، التي تبدو للعيان بمجرد ركوب السيارة، حيث تمتاز الموديلات الفاخرة بالرائحة نفسها، وتعتمد على الخامة نفسها، ألا وهي: الجلود الطبيعية. ومع ذلك، تبحث شركات السيارات حالياً عن بدائل للجلود الطبيعية، في إطار الحفاظ على الموارد البيئية وحقوق الحيوان. وهنا يتبادر إلى الذهن السؤال الآتي: هل ستصبح السيارة «نباتية» في المستقبل؟

طلبات فردية

لا يحظى هذا الاتجاه بحضور قوي حالياً لدى الشركات التقليدية على الأقل، وأشارت زيلكه كوجلر، المتحدثة باسم شركة مرسيدس بنز، قائلة: «نقوم بطرح سياراتنا في جميع أنحاء العالم، وفي جميع قطاعات السيارات، وبالتالي لا يمكننا تغيير التجهيزات الداخلية، بحيث تصبح خالية من الجلود الطبيعية»، ومع انخفاض الطلب على مثل هذه الموديلات، فإنه يتم إنتاجها حسب المتطلبات الفردية.

وأوضح مارك ليشته، مدير التصميم بشركة أودي الألمانية، قائلاً: «تشير الجلود الطبيعية إلى الرفاهية والفخامة منذ بداية إنتاج السيارات، ومنذ أكثر من 120 عاماً على إنتاج السيارات». وكلما زادت فخامة السيارة، زاد الاعتماد على الجلود الطبيعية فيها، وهو ما يظهر بوضوح في سيارة رولز رويس Phantom، التي يحتاج تجهيزها إلى جلود نحو 10 أبقار.

لكن في الوقت الراهن، بدأت تصورات القيم تتغير بسرعة، وأصبح العملاء أكثر وعياً أثناء الشراء، كما أن شركات السيارات تسعى حالياً لتقديم صورة جديدة، وهو ما دفع المصممين إلى البحث عن مفهوم جديد للفخامة والرقي. وأضاف مارك ليشته قائلاً: «نريد أن يصاحب تغيير القيم الاعتماد على مواد جديدة في إنتاج السيارات».

ألياف الخيزران

وأضاف الخبير الألماني أن سيارة أودي E-Tron الاختبارية، التي تم كشف النقاب عنها لأول مرة قبل بضعة شهور، تشتمل على مساحات واسعة من الطلاء، ولأول مرة لا تعتمد شركة أودي على الجلود الطبيعية في إنتاج سيارة اختبارية. وأوضح مارك ليشته قائلاً: «نقوم في هذه السيارة بتجريب خامات عالية الجودة، مصنوعة من ألياف الخيزران، التي تتناسب مع المتطلبات البيئية للسيارات الكهربائية، ولديها فرص جيدة لدخول مرحلة الإنتاج القياسي».

ويتحدث جيري ماكجفرن، مدير قسم التصميم بشركة لاند روفر، أيضاً عن بداية عصر جديد، مشيراً إلى أن هذا الاتجاه يظهر بوضوح في التجهيزات الداخلية بسيارة رينج روفر Velar الجديدة، وأضاف قائلاً: «لدينا زميلة في قسم Color وTrim تعتمد على الأطعمة النباتية في حياتها، وأثارت حماستنا بسؤالها، لماذا تظل الجلود الطبيعية هي الخيار الأول عند الرغبة في تصميم مقصورة السيارة؟».

وعلى الرغم من جرأة الشركة البريطانية، إلا أن ذلك لا يعني التخلي تماماً عن الجلود الطبيعية، حتى لا يتسبب ذلك في انصراف العملاء، لكن يتوافر لأول مرة فرش قماشي لسيارة رينج روفر، التي يتم تسويقها لهيبتها وفخامتها.

وأشار مارك ليشته إلى أن المصممين يكافحون ضد تصورات القيم القديمة، حيث ظلت الجلود الطبيعية مرادفة للفخامة والرقي، وبغض النظر عن مدى جودة الفرش القماشي، فإنه سيظل خامة أرخص في نظر العملاء.

وتعاونت شركات السيارات مع شركاء جدد من أجل تغيير الصورة النمطية عن الفخامة والرقي المرتبطة بالتجهيزات الجلدية دائماً، فعلي سبيل المثال تعاونت شركة لاند روفر مع مصمم الأثاث الدنماركي كفادرات لتطوير فرش قماشي خاص بسيارة الأراضي الوعرة رينج روفر Velar، وأضاف جيري ماكجفرن قائلاً: من خلال التعاون مع أسماء مرموقة يمكن لشركة كفادرات أن تعادل السمعة، التي تفتقر إليها الخامة الجديدة، وأشار جيري ماكجفرن إلى أن أسعار سيارة رينج روفر Velar المزودة بتجهيزات كفادرات تماثل الموديلات المزودة بالفرش الجلدي الفاخر.

وبينماتسعى بعض شركات السيارات إلى دفع العملاء ببطء إلى إعادة التفكير في تصورات القيم القديمة، قامت شركة تسلا بإجراءات سريعة لتحمل لواء التجديد، نظراً لتلقي مدير الشركة إيلون موسك عريضة من منظمة حماية الحيوان PETA، تطالبه فيها بعدم استعمال الجلود في سيارته الكهربائية، كرد فعل على تقديم السيارة Model X، وقد تم توقيع هذه العريضة من قبل عشرات الآلاف، ولذلك قام إيلون موسك بحظر استعمال الجلود في موديل واحد على الأقل؛ حيث تم تجهيز المقاعد بالفرش القماشي، مع استعمال الجلود الصناعية في تكسية المقود وألواح الأبواب.

ولاحظ البروفيسور لوتز فوجنير، من كلية التصميم بمدينة بفورتسهايم الألمانية، الاتجاه نحو تشكيلة الخامات المستدامة في مقصورة السيارة، والبحث عن بدائل الجلود خصوصاً، لكنه أشار إلى أن مصطلح «السيارة النباتية» لايزال بعيد المنال، وعندما تعلن شركات السيارات تطوير سيارة نباتية، فإنها تهدف في واقع الأمر إلى الاستفادة من الاتجاه الحالي، والترويج لسياراتها بكلمة رنانة.

تويتر