جابر نغموش: لا تغرني أسماء أبطال المسلسلات
نجح الفنان جابر نغموش، في حفر اسمه في قلوب المشاهدين، وأصبح بمثابة الظاهرة الفنية الأبرز في عالم الدراما الإماراتية، إذ أثبت خطأ من ذهب إلى أن المسلسل متعدد الأجزاء ليس صناعة إماراتية، وأن «حاير طاير» تجربة وليدة عوامل كثيرة، لن تتكرر، بحجة أن الدراما الإماراتية لا تمتلك إمكانات نظيرتها المصرية التي أفرزت «ليالي الحلمية» وغيرها من المسلسلات متعددة الأجزاء، أو الدراما السورية وقت ألق «باب الحارة»، أو حتى السعودية التي أبدعت «طاش ما طاش».
عاد نغموش من جديد ليقدم عملاً إماراتياً معاصراً متعدد الأجزاء، هو «طماشة»، بأجزاء ستة، لايزال هناك مجال للذهاب فيها أبعد من ذلك، بل وتمكن المسلسل في كل مرة من أن يفاجئ جمهوره، بقضايا معاصرة، متسلحاً بطاقة كوميدية عنوانها الإمكانات الفنية العالية، والقبول الجماهيري الاستثنائي لبطله.
أمانة لا تحتمل المجاملة اعتبر الفنان جابر نغموش الترشيح لدور في المسلسل الإماراتي متعدد الأجزاء بمثابة «استدعاء»، وليس مجرد ترشيح، نظراً لكونه المسلسل المحلي الذي يتابعه جموع الإماراتيين كل عام. وأضاف: «لهذا فإن الاستدعاء، وتحديد أسماء الممثلين الذين سينضمون إلى أسرته، سواء في معظم الحلقات أو بعضها أو حتى إحداها كضيف شرف، هو أمانة، لا تحتمل المجاملة». وتابع: «لذلك فإن جميع من شملهم المسلسل في جزئه السادس، هم ممثلون تطلّبهم الدور، والرؤية الفنية، ولم يُستبعد أحد، أو يُرشح لأسباب شخصية، فلا وساطة في الفن». تعامل راقٍ قال الفنان جابر نغموش إن شركة «ظبيان للإنتاج الفني»، كانت وجهة مشرفة لشركات الإنتاج الإماراتية، ليس فقط من خلال تمسكها بجودة الإنتاج، على مدار أجزاء «طماشة»، بل عبر تعاملها الراقي مع كل النجوم الذين تم استقدامهم من خارج الدولة. وذكر أن «جميع الإجراءات المرتبطة بزملائنا الفنانين العرب والخليجيين المشاركين في طماشة، تمت وفق مهنية عالية، بدءاً من المخاطبات الأولى، مروراً بالأجر وإجراءات الإقامة والسفر والتنقلات، وليس انتهاء بعكس الصورة المشرفة للدولة». وأكد نغموش ارتياحه لإشراف الفنان سلطان النيادي على تصوير المسلسل، وقال: «يعجبني في سلطان على الصعيد الإنتاجي أنه يبتعد تماماً عن الأهواء والانطباعات الشخصية، ومن ثم الظلم، الذي لطالما أفسد العديد من المشروعات الدرامية». |
الجيد يفرض نفسه
«القلب يعشق كل جميل»، ليس مقطعاً تغنت به كوكب الشرق أم كلثوم هنا، بل هو قاعدة، يسردها نغموش بعفوية الفنان، الذي يبقى في تكوينه جزءاً من شخصية الناقد، إذ يقول في حواره مع «الإمارات اليوم»، حول الكيفية التي اعتاد أن يتخير عبرها الأعمال الدرامية التي يتابعها: «أحترم القامات الفنية جميعها، لكن الأسماء وحدها لا تصنع الأعمال الناجحة».
وتابع: «القلب يعشق كل جميل، فالعمل الجيد يفرض نفسه، ويجتذب إليه جمهوره، وكم من أعمال صنعها نجوم لم تلاقِ النجاح المأمول منها، في المقابل هناك الكثير من الأعمال التي يطلقون عليها البطولة الجماعية، أو ربما جاءت بلا أسماء جماهيرية، لكنها حققت نجاحاً لافتاً بعد بثها، وقد تحقق أبعد مما توقع له صانعوها أنفسهم».
لذلك فوجود أسماء كبيرة في العمل الدرامي، خصوصاً التلفزيوني، ليست «وصفة مسبقة للنجاح»، حسب نغموش الذي يؤكد أن جهاز التحكم لدى تلفازه لم يكن يذهب يومياً دون تمييز إلى مسلسلات النجوم، بل كان يقف ليتابع أعمالاً بعينها رأى فيها القصة الدرامية الجديرة بالمتابعة، والأداء التمثيلي القوي، والرؤية الإخراجية والفنية المتميزة.
دور كبير
في ما يتعلق بالمحتوى الدرامي للأعمال، ذكر نغموش أن «الدراما باعتبارها أكثر أشكال الفنون قدرة على الوصول إلى قطاع عريض من أي مجتمع، لها دور كبير يجب أن تنهض به، وبصفة خاصة في هذه المرحلة، من خلال الرسالة الهادفة، الواعية بأولويات الوطن والمجتمع، فضلاً عن تقديم المحتوى الترفيهي المنضبط، والمسؤول والراقي».
وحول مسلسل «طماشة» في جزئه السادس الذي عُرض على شاشة قناة دبي الأولى خلال شهر رمضان الماضي، اعترف نغموش بأن «هذا الجزء تحديداً كان من أكثر أجزاء العمل إرهاقاً لطاقمه»، موضحاً: «لم نكرر أي موقع تمثيل في العمل، ما يعني أن تعدد حلقات المسلسل الذي أطل 30 مرة على مشاهديه يومياً خلال رمضان الماضي، كان يعني أننا أمام موقع بكر كل يوم، و25 منزلاً، وبعض المواقع الخارجية، وهو جهد فني وإنتاجي هائل، لكنه صب في صالح العمل، وهو ما يحسب لجهة تنفيذ الإنتاج (شركة ظبيان للإنتاج الفني)، التي بحكم إدارتها من قبل فنان مخضرم، هو سلطان النيادي، لا تتعامل مع الأعمال الدرامية بمنطق الربح والخسارة المادية، وتضع المصلحة الفنية في المقام الأول».
وتابع: «هذا المنطق الحاكم لأعمال (ظبيان للإنتاج الفني) جعل من (طماشة) في جزئه الثاني أكبر مسلسل إماراتي مستوعب لنجوم إماراتيين وخليجيين وعرب، حلوا ضيوفاً للشرف، في حلقات كثيرة، عبر أدوار جاءت في معظمها رئيسة، وهو أمر أسهم بشكل فعال في إنجاح العمل».