نورة النومان: أدب الخيال العلمي صالح للصغار والكبار
أكدت الكاتبة والروائية الإماراتية، نورة النومان، أن الفانتازيا مناسبة للكبار أيضاً، رافضة ما يراه البعض بأنها صالحة «للأطفال واليافعين فحسب»، مشيرة إلى أن «الفانتازيا معالجة إبداعية خارجة عن المألوف للواقع المعاش، تعتمد في فكرتها وفي حبكتها على الخيال والخوارق والأساطير».
عالم مشوق جذب مجال الخيال العلمي، العالم الفريد والمشوق، نورة النومان، لإصدار العديد من الأعمال الناجحة، من أبرزها، إلى جانب «أجوان»، رواية «ماندان»، الصادرة عام 2014. كما أصدرت العديد من الكتب لشريحة الأطفال، من بينها «القطة قطنة»، و«القنفذ كيوي». حوار مفتوح شهدت المحاضرة في نهايتها حواراً مفتوحاً مع الحضور، الذين طرحوا أسئلة ومداخلات. وتركزت معظم النقاشات حول مهارات كتابة الفانتازيا، وكيفية تطوير الخيال، وأهمية الترويج لهذا النوع من الأعمال بين القراء في العالم العربي، إلى جانب مصادر الإلهام التي يمكن استقاء الأفكار منها لكتابة الفانتازيا. |
جاء ذلك خلال المحاضرة التي قدمتها نورة النومان، المؤسس والرئيس التنفيذي لدار مخطوطة «5229»، أول دار نشر إماراتية متخصصة في الخيال العلمي والفانتازيا للشباب، حول «كتابة الفانتازيا»، خلال مشاركتها في فعاليات «ملتقى اقرأ الإثرائي»، الذي ينظمه مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي في مدينة الدمام السعودية خلال الفترة من 13 إلى 31 الجاري.
واستهلت النومان محاضرتها بالحديث عن نشأتها في مكتبة جدها، إبراهيم بن محمد المدفع، والكتب والأفلام التي ألهمتها للانطلاق في كتابة الفانتازيا، بدءاً من أعمال الأديب المصري الراحل أنيس منصور «أرواح وأشباح»، و«الذين هبطوا من السماء»، و«الذين عادوا إلى السماء»، وصولاً إلى متابعتها لأول أفلام سلسلة «حرب النجوم» في عام 1977.
وجهات متعددة
أكدت النومان أن أكثر ما أسهم في شغفها بالخيال العلمي والفانتازيا، كان «وجهات النظر المتعددة، والعوالم المختلفة عن عالمنا، والحاجة إلى الاحترام والتفاهم والتعاطف» في هذه الأعمال، مشيرة إلى أنها ركّزت على قراءة الروايات والقصص الصادرة باللغة الإنجليزية، نظراً لعدم وجود إصدارات عربية حول هذه الموضوعات في تلك الفترة، وهو ما دفعها إلى الكتابة في هذا المجال بدءاً من عام 2009، ومن ثم إصدار روايتها الأولى «أجوان» عام 2012.
وتناولت جانباً من التحديات التي واجهتها في نشر روايتها الأولى، فرغم أنها فازت لاحقاً بجائزة اتصالات لكتاب الطفل عن فئة أفضل كتاب لليافعين في عام 2013، إلا أنها واجهت مصاعب في نشرها، نتيجة عدم إيمان ناشرين بهذا النوع من الأعمال، لتتخذ قراراً العام الماضي بتأسيس دار نشر تتجاوز مصاعب إصدار هذه الروايات، وتضع حداً لعدم الاهتمام بها في العالم العربي.
أعظم أدب
تطرقت النومان في محاضرتها التي شهدت حضوراً كبيراً وتفاعلاً من المشاركين، إلى مفهوم الفانتازيا، متناولة أمثلة من الأدبين العربي والغربي، مثل «ألف ليلة وليلة»، و«كليلة ودمنة»، و«ذا هوبيت»، و«سيد الخواتم»، و«هاري بوتر»، وغيرها من الأعمال التي حققت شهرة ونجاحاً.
ورفضت ما يقال من أن الفانتازيا مناسبة للأطفال واليافعين فحسب. وقالت إنها «اليوم، بتنوع موضوعاتها وحبكاتها وأفكارها، وبغياب الحد الفاصل بينها وبين الخيال العلمي، أصبحت صالحة أيضاً للكبار»، مشيرة إلى أن الخيال الذي تتضمنه روايات أو أفلام الفانتازيا «يخبرنا أشياء عن أنفسنا تحتاج إلى أن نفهمها».
ووصفت الكاتبة والروائية الإماراتية أدب الخيال العلمي والفانتازيا بأنه «أعظم أدب استطاع أن يحقق التغيير في المجتمع، ذلك أن أعظم الأمور التي وقعت في تاريخ البشرية كانت بسبب خيال شخص». ونصحت كل من يريد أن يصبح كاتباً لهذا النوع من الأدب بقراءة الكثير من الروايات والقصص التي تلهمه كتابة عمل مثير ومشوق يجذب القراء.