الوجبة الشعبية تحظى برواج خلال موسم الصيف
«المالح».. على مائدة أبناء الديرة منذ أمد بعيد
على مائدة «أبناء الديرة» في الإمارات، تحجز وجبة السمك المالح الشعبية لها مساحة متميزة، لاسيما خلال موسم الصيف، إذ تراه أسر عدة بمثابة وجبة شهية، تفضلها على اللحوم الحمراء والدجاج، كما يجنّب «المالح» السريع الإعداد ربّات البيوت مشقة الطهي في الأجواء شديدة الحرارة.
عملية التحضير.. محكومة عملية تمليح السمك محكومة ببعض الأمور الغذائية والصحية، فمن الضروري اختيار الأصناف التي تقبل عملية التمليح، مثل الكنعد والخباط والضلع والقباب، حسب (أبوبدر)، الذي وضّح خطوات عملية التمليح، والتي تبدأ بإزالة الأحشاء وتنظيفها جيداً، ثم تقطيع الأسماك المراد تمليحها طولياً على شكل قطع كبيرة، وبعدها غمرها بالملح، ووضعها في أوانٍ كبيرة تغطى بإحكام، وأحياناً يتطلب الأمر وضع أحجار ثقيلة فوقها، لضمان عدم وصول حرارة الشمس والهواء إلى داخلها، فتصيبها بالتلف، وفي غضون فترة تخزين تستغرق أربعة أشهر يكون السمك المالح جاهزاً للأكل، وذلك حسب (أبوبدر)، الذي أكد أن تطور عمليات التخزين اعتماداً على أجهزة التبريد لم تضعف من التخزين بالملح أو تمنع الناس من الإقبال على شراء السمك المالح. عبدالله النعيمي : نحن في المجتمع الإماراتي نعشق السمك المالح ونحرص على أن يكون حاضراً بقوة على موائدنا. (أبوبدر) : المالح البديل لتلبية احتياجات المستهلكين في الحصول على أسماك تتمتع بالجودة والمذاق الخاص علاوة على السعر المناسب. |
وعند مدخل سوق السمك في رأس الخيمة، رصدت «الإمارات اليوم» مجموعة من المستهلكين، حول بائع السمك المالح، بعضهم يرغب في الشراء، وآخرون يسألون عن الأصناف والأسعار، إذ يشهد «المالح» رواجاً شرائياً في الفترة الحالية، وما ساعد على ذلك أيضاً هو اختفاء الأصناف المرغوبة الأخرى من جانب، وارتفاع أسعارها من جانب آخر.
نعشق السمك
من جهته، يقول عبدالله النعيمي: «نحن في المجتمع الإماراتي نعشق السمك المالح، ونحرص على أن يكون حاضراً بقوة على موائد أكلنا بين وجبة وأخرى، إذ يمتاز بمذاق شهي، ويختلف الناس في أكله، فمنهم من يتناوله مطبوخاً على شكل صالونة أو مكبوس، وآخر يشتهيه بالأرز الأبيض والمرقة والبصل والليمون والفلفل الأخضر». وأشار الى أن عملية طهي السمك المالح السريعة صيفاً تجنب الأسرة مشقة الطبخ في الأجواء شديدة الحرارة، وبذلك تضمن العائلات الحصول على وجبة سمك شعبية شهية. أما حسين عبدالرحمن، فذكر أنه يتناول وجبة السمك المملح مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع، إذ يفضله على غيره من اللحوم الحمراء والدجاج، لافتاً إلى أن عملية طهي السمك المالح تتطلب أشخاصاً يتمتعون بالمهارة. وأوضح أنه قبل البدء في طبخ السمك المالح ينبغي غسله جيداً بالماء لإزالة الملح منه، ثم وضعه على النار بحسب ما تكون الرغبة في تناوله كوجبة غذائية.
شح.. فارتفاع
من جانبه، رأى علي إسماعيل (أبوبدر)، الذي يعد واحداً من أشهر تجار السمك المالح في رأس الخيمة، أنه عندما يواجه سوق السمك في موسم الصيف شحاً في الأسماك المعروضة للبيع، وتالياً ارتفاعاً في الأسعار بصورة يتعذر على المستهلكين الاقتراب منها، كما هي الحال في هذه الأيام، تتجه أنظار المستهلكين إلى حيث يباع سمك المالح، الذي يعد البديل المناسب لتلبية احتياجات المستهلكين في الحصول على أسماك تتمتع بالجودة والمذاق الخاص، علاوة على الأسعار المناسبة.
ويتذكر (أبوبدر)، الذي كان يضع أمامه مجموعة من الأواني الكبيرة الحجم مملوءة بالسمك المالح من صنف القباب، أن أبناء الديرة لجأوا إلى السمك المالح منذ أمد بعيد، عندما كانت وسائل التخزين المبرد الحديثة معدومة، إذ لجأ المجتمع إلى الملح كمادة ناجعة لحفظ الأسماك فترة طويلة تصل إلى سنة كاملة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news