مخرج الجزء الثاني من «الجماعة» فوجئ باعتذارات وهمية لممثلين لم يخاطبهم بالأساس. أرشيفية

مروّجو الشائعات الفنية.. الخـيال أصبح أكثر خصوبة

لم تفلح ثورة المعلومات بأدواتها المختلفة، أو سرعة وصول الخبر وتناقله، سواء عبر المصادر الإعلامية المختلفة أو من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، في الحدّ من انتشار الشائعات التي تعصف بالوسط الفني خصوصاً، بين الفترة والأخرى، خصوصاً في فصل الصيف وكساد تصوير الأعمال الجديدة، خلافاً لسائر المواسم، لدرجة أن تلك الظاهرة تكاد تكون من أبرز معالم هذا الوسط.

• شائعات عدة طاردت الفنان محمود ياسين، منها الوفاة التي تم استبدالها لاحقاً بشائعات إصابته بالزهايمر، وكلاهما تم نفيه من قبل ابنيه عمرو ورانيا ياسين.

• عمرو يوسف وكندة علوش أكدا ملاحقتهما لمروجي شائعات توقيفهما بالقاهرة بدعوى حيازة مواد مخدرة.

• صفحات الفنانين على وسائل التواصل لم تقف حائلاً دون استفحال ظاهرة الشائعات.

• في «الجماعة 2» فوجئ المخرج بممثلين سربوا اعتذارهم عن أدوار لم تُسند إليهم بالأساس.

• بعض الممثلين يروجون شائعات إسناد بطولات أعمال درامية لإثارة الضجة.. وزيادة أجورهم.

وعلى الرغم من أن كثيراً من الفنانين والنجوم أصبحوا يمتلكون صفحات شخصية على وسائل تواصل مختلفة، فإنها لم تشكل حائلاً دون استفحال الظاهرة، التي لم تعد تقف عند حدود الشائعات الفنية، أو حتى الزج بأخبار اجتماعية مختلقة، لاسيما الارتباط والانفصال في الأوساط الفنية، إلى سواها، مخلّفة آثاراً اجتماعية ونفسية شديدة التأثير السلبي لدى من قصدهم مروجو الشائعة ليكونوا أبطالها.

بلبلة شديدة

إحدى أكثر الشائعات رواجاً في الفترة الأخيرة، والتي ظلت تُنسج بسيناريوهات مختلفة على مدار السنوات الخمس الأخيرة، قبل أن يحولها القدر إلى حقيقة ماثلة، هي وفاة صانع البسمة والضحكة في الدراما الخليجية، الفنان عبدالحسين عبدالرضا.

واستغل ناسجو الشائعات الكريهة تدهور الحالة الصحية التي كانت تسوء وتتراجع بين الحين والآخر لعبدالرضا، ودخوله في بعضها لغرف العناية المركّزة، لبث شائعات وفاته بين الحين والآخر، وهي الشائعات التي كانت تحدث بلبلة شديدة حينها في الوسط الفني، ولدى أحبائه وجمهوره، الذي لم يسلم منها، حتى قبل ايام من رحيله، في الوقت الذي كان عبدالرضا لايزال يرقد في غرفة العناية المركزة.

وقبل أشهر قليلة من رحيله، وأثناء تسلمه جائزة خلف الحبتور للإنجاز في مجال الدراما، آخر الجوائز المقدرة التي حصدها، أعرب عبدالرضا، في حواره مع «الإمارات اليوم»، عن عدم اكتراثه بتلك الشائعات القبيحة، أو التفاته إليها، معرباً عن اندهاشه ممن يتجرأون على حرمة الموت، ويستبيحون لأنفسهم التلاعب بمشاعر أهل أي فنان وجمهوره ومحبيه، بشائعاتهم القبيحة.

تجاوز الطرق التقليدية

تجاوز ناسجو الشائعات وسائطهم وطرقهم التقليدية لترويجها، وراحوا يزجون بأخبار ملفقة لوسائل إعلام رسمية، مستغلين مشكلات مهنية تتعلق بتدقيق الأخبار واستقائها من مصادرها الأصلية في بعض الأحيان، وهو ما حدث قبل أيام قليلة في شائعة توقيف الفنان المصري عمرو يوسف، وزوجته الفنانة السورية كندة علوش، بدعوى حيازتهما مواد مخدرة، في القاهرة، إذ قام بعض ممن انتحلوا صفة ضباط أمن بالاتصال بصحافيين لإيهامهم بتعرض الفنانين بالفعل للتوقيف، بغية نشر الشائعة في وسائل إعلامية رسمية، وهو ما تحقق بالفعل، قبل أن تتناقله وسائل التواصل الاجتماعي، ليصبح في صدارة الشائعات الأكثر تداولاً.

وعلى الرغم من ظهور يوسف على صفحته الشخصية، وتأكيده بأنه وزوجته بخير، وأنه سيلاحق قانونياً مروجي الشائعات بحقهما، فإن الشائعة القبيحة كانت قد أخذت بالفعل مساحات واسعة من التداول، وأصابتهما وأسرتيهما ومحبيهما بأضرار نفسية بالغة.

مزيد من الاجتهاد

الشائعات القبيحة في الفترة الأخيرة طالت أيضاً أحد أبطال الزمن الجميل، والذي لايزال عطاؤه ممتداً وهو الفنان محمود ياسين، الذي سارع نجله السيناريست عمرو ياسين لنفي شائعة وفاته، إذ استغل المروجون حقيقة تعرّضه لأزمات صحية شديدة.

خيال مروج الشائعات أصبح أكثر خصوبة مما مضى، وألزم نفسه بمزيد من الاجتهاد في بعض الأحيان، وهو ما تكرر مع شائعة إصابة الفنان محمود ياسين بالزهايمر، ليشير إلى أنه لم يستطع التعرف إلى الفنانة إلهام شاهين، التي بادرت لمصافحته أثناء أحد المهرجانات الدولية، فقابلها بتساؤله: «من أنت»؟ وهو ما نفته بشكل قاطع ابنته الفنانة رانيا ياسين. مروجو الشائعات عمدوا أيضاً الى نسج بطولات لأعمال درامية من وحي الخيال، بإسناد أدوار بعينها لممثلين لم يتم بالأساس عرض الأدوار عليهم، وهي شائعات بعضها يدخل في خبايا المنافسة الفنية، وإن كان بعضها يتم بالصدفة، فإن الآخر يتدخل في نسجه والترويج له أصحاب المصالح أنفسهم، وهو ما ينطبق أيضاً على التصريحات المرتبطة بأجور لفنانين لا يتقاضونها بالأساس، في حين يتعمد البعض تسريب أخبار تتعلق باشتراكه في أعمال لم تعرض عليهم، وهو ما حدث أخيراً في الجزء الثاني من مسلسل «الجماعة»، الذي فوجئ مخرجه بأن بعض الممثلين سربوا أخباراً عن اعتذارهم عن أدوار لم تُسند إليهم بالأساس.

الأكثر مشاركة