يضعون ضمادات على أعينهم.. والكرات المطاطية فيها جرسان للتنبيه
فاقدو بصر يلعبون البيسبول في كوبا
كان ليسبان توريز، يعاني الماء الازرق (غلوكوما) الذي تسبب في فقدان بصره، عندما كان عمره 17 عاماً، لكنه لم يسمح للعمى بأن يعوقه عن ممارسة رياضته المفضلة، التي يحبها بشغف كبير: البيسبول.
وقال توريز: «بالكاد بعد عام من إصابتي بالعمى، سمعت في الاذاعة أن هناك مجموعة من المكفوفين، الذين يلعبون البيسبول. هذا أثار فضولي وتوجهت إلى المكان، الذي كانوا يتدربون فيه». كان ذلك قبل 15 عاماً، فهو لايزال يلعب البيسبول حتى هذا اليوم.
خبراء إيطاليون تم إدخال البيسبول للمكفوفين في كوبا في عام 2000، من قبل مجموعة من الخبراء الايطاليين. والان يحلم لاعبو الفريق الكوبي بأن يكونوا قادرين على ضم البيسبول للمكفوفين في ألعاب المعاقين المقبلة في عام 2020. نجاحات لسنوات عدة، حقق الرياضيون الكوبيون الكثير من النجاحات في البيسبول، على الصعيد الدولي، لكن الأمور بدأت تتراجع أخيراً. وربما في يوم ما، قد تتمكن كوبا من استعادة ما فقدته من ذلك البريق في فئة البيسبول للمكفوفين. |
وقبل أن يصبح ضريراً، كان توريز يلعب «البيسبول» بشكل غير محترف. وأضاف توريز «لقد دأبت على اللعب، للمتعة فقط، ببساطة للفوز والخسارة». وكان معشوقه هو خافييه مينديز، وهو واحد من النجوم الكبار في فريق «إنداستريالز» في هافانا. وبوصفه لاعب بيسبول ضرير، يقول توريز «الاثارة النابعة عن اللعبة هي نفسها تماماً». ويكمن الفرق في أنك «تحتاج الى ان تطور قدراتك بشكل أكبر، وتضع مزيداً من الاهتمام باللعبة».
ويمارس لاعبو «البيسبول» المكفوفون، المنقسمون إلى فريقين، كل فريق مكون من خمسة أعضاء، تلك اللعبة مرات عدة في الاسبوع، تحت إشراف المدرب، روبرتو كارمونا. وفي أيام الاحد، يتنافسون في استاد «سانتياغو ميديروس» في هافانا.
ويضع اللاعبون المكفوفون أو الذين يعانون ضعف البصر ضمادات على أعينهم، خلال الالعاب، حتى في الملعب، وبالكرات المصنوعة من المطاط جرسان في الداخل. ويساعد صوت الرنين اللاعبين على تحديد مكان الكرة، ويمكنهم من الإمساك بها، عندما ترتطم بأرض الملعب.
ويوجد فارق رئيس آخر بين مباراة البيسبول بين اللاعبين المكفوفين وبين اللاعبين العاديين: ليس هناك رامٍ للكرة - ويقوم ضارب الكرة بقذفها في الهواء، ثم ضربها بمضرب خشبي، وهو أقصر نوعاً ما عمّا يستخدمه اللاعب العادي.
وفور ضرب الكرة بالمضرب الخشبي، يقوم اللاعبون الذين يتلقفون الكرة على القواعد بالتصفيق بأيديهم لارشاد العدائين بينما هم في طريقهم لاجتياز القاعدتين الثانية والثالثة. والشخص الذي يقف خلف القاعدة الثانية هو الشخص الوحيد في الملعب، الذي يمكنه بالفعل رؤية ما يحدث، ومهمته أو مهمتها هي إرشاد اللاعبين، عندما يرمون الكرة في المكان الذي يقف فيه اللاعب ليبدأ اللعب عندما يحاول العداء الوصول إلى القواعد المختلفة.
وقالت يانيريس فيجسا، اللاعبة الوحيدة: «عندما بدأت اللعب، لم استطع ضرب الكرة على الاطلاق، لكن أعضاء فريقي كانوا يهتفون لي ويقولون لي حسناً، وهذا جعلني أتعلم كيفية اللعب». وبدأت فيجسا اللعب، عندما تغيب أحد أعضاء الفريق من الذكور، وقررت فيجسا المحاولة. ومنذ ذلك الحين، لم ترغب على الاطلاق، مرة أخرى، في البقاء على الهامش. وتقول فيجسا: «أشعر بسعادة بالغة كل يوم لتمكّني من ارتداء هذا الزي، هذا يجعلني أشعر بسعادة كبيرة»، داعية النساء الكفيفات الاخريات في كوبا لأن يبدأن في لعب تلك الرياضة.ويقول كارلوس ميجل لورينزو فوينتيس: «أي شخص في كوبا، لا يعرف البيسبول ليس كوبياً تماماً».وفقد فوينتيس بصره بسبب اضطراب وراثي نادر: التهاب الشبكية الصباغي، وهذا المرض جعل من المستحيل بالنسبة له أن يلعب البيسبول مع أصدقائه، عندما كان مراهقاً. ويسمح له هذا الفريق بتحقيق ما لم يتمكن من تحقيقه حينذاك. وعلق بالقول: «أشعر بدافع قوي. هذا هو الحلم الذي لم أستطع تحقيقه، عندما كنت طفلاً». ويقول المدرب روبرتو كارمونا: «عندما يقول شخص ما (يا للهول)، بمجرد رؤيته بعض الأشخاص المكفوفين الذين يلعبون البيسبول، لا يصدق الناس ذلك، حتى يرونهم يلعبون، ثم يهتفون: (إنها رائعة جداً!)».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news