«العوسق» يحلّق فوق جبال كلباء
تمكنت فرق هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة، فرع المنطقة الشرقية، من تقديم مختلف أشكال العلاج اللازم لطائر جريح، وهو من نوع «صقر العوسق»، بعد أن نجحت في القبض عليه من أجل علاجه، ليتم إطلاقه مجدداً بعد استكماله، ليعاود التحليق فوق أعالي جبال كلباء.
وأكدت رئيسة هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة، هنا سيف السويدي، أهمية حماية الطيور والحيوانات المهدّدة بالانقراض، من أجل الحفاظ على التنوع الحيوي والحياة الطبيعية، وذلك تماشياً مع رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، واهتمام إمارة الشارقة بتوفير الظروف المناسبة لتكاثر مختلف أنواع الكائنات، التي تعكس ثراء بيئة وطبيعة دولة الإمارات العربية المتحدة.
وقالت مديرة فرع هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في المنطقة الشرقية، عواطف النقبي، إن هذا الطائر الجريح، الذي يحمل اسم صقر العوسق، تم العثور عليه بمنطقة سكنية في مدينة كلباء، وكانت حالته سيئة للغاية، وغير قادر على الطيران والحركة، فتوجهت فرق الهيئة المختصة إلى مكان وجوده، وأخذته من هناك، وتم تسليمه إلى الأطباء البياطرة في الهيئة لمعالجته.
وتابعت: «بعد أن تم علاج الطير، أرسلته الفرق المعنية إلى مركز الطيور الجارحة، لقضاء فترة مناسبة حتى الشفاء التام، كي يتم إطلاقه من جديد، ليحلّق فوق جبال كلباء. ويوجد هذا الطائر غالباً في جبال صخرية أو حجرية، وهو مهاجر عابر كثير العدد، وزائر شتوي مع وجود مجموعة متكاثرة منه في الإمارات، وقد عثر على أزواج متكاثرة منه في الجبال، وبعض الجزر الصخرية، وبصورة أكثر ندرة على المباني، وتُشاهَد هذه الطيور في بيئات عدة، تمتد من الجبال إلى الصحراء، والحقول الزراعية، والمتنزهات، والحدائق، والمدن».
وينتشر هذا النوع من الصقور على نطاق واسع في أوروبا وآسيا وإفريقيا، وتعتبر المجموعات الشمالية طيوراً مهاجرة، تقضي الشتاء في المناطق الممتدة من الجزيرة العربية إلى جنوب شرق آسيا. ويمكن تمييز الذكور البالغة عن مثيلاتها المنتمية إلى طائر العوسق، بالأجزاء العلوية المائلة للحمرة، وافتقادها الخط الأزرق الرمادي العريض، وبرأسها الباهت، وعدد وافر من البقع السوداء على الوشاح والأجزاء العلوية من الحلة الريشية. أما الإناث من نوعي العوسق والعويسق، فهي متطابقة الشكل تقريباً.
وفي المدى القصير للرؤية يمكن مشاهدة المخالب السوداء لأنثى العوسق، فيما تكون لها مخالب بيضاء عاجية أحياناً، ولا تُرى طيور العوسق عادة في أسراب، إنما توجد منفردة أو في أزواج متكاثرة.