مُلهِمات إماراتيات في قائمة «الأوائل»

ليس مصادفة أن تحتل المرأة الإماراتية حضوراً متميزاً في قائمة الأوائل، التي حظيت بتكريم من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، في مجالات متعددة، يجمع بينها كلها الإبداع، والمثابرة والتحدي وتقديم الجهد من أجل المشاركة في نهضة المجتمع. وتحولت سِيَر العديد من «أوائل الإمارات» إلى بؤر إلهام، وأيقونات تحفز العديد من النساء والفتيات، اللائي استفدن من دروب معبّدة، بذل المنتميات إلى «سلسلة الأوائل» جهوداً مضنية، قبل أن تصبح على الصورة التي هي عليها الآن، ولايزال الكثير من الملهمات اللائي ينتمين إلى قائمة أوائل الإمارات، يثرين الساحة بعطائهن، في مختلف المجالات، مقدمات أمثلة مشرفة في ديمومة الإبداع وتجدده، سواء في المجالات الأدبية أو الفنية أو العلمية، وغيرها.

عطاء بلا حدود

تتعدد مجالات الإنجاز والحضور المؤثر للمرأة بقوة في ترسيخ المشهد الحضاري المعاصر للإمارات، فإلى جانب تكريم عائشة الهاجري كأول مدرّسة إماراتية في التعليم النظامي، تم أيضاً تكريم ثريا الزعابي كأول إماراتية تحقق إنجازاً آسيوياً في رياضة المعاقين، لتتعدد عطاءات وإنجازات المرأة الإماراتية، من دون أن تعرف حدوداً.

شجن الإعلامي

في مرحلة مرتبطة بنشأة الإذاعة وتأسيسها، ظهر صوت الإماراتية، حصة العسيلي، التي كانت حينها قد أنهت دراستها الجامعية في القاهرة، لتقدم صوتاً إماراتياً واعياً، ومخلصاً لأولويات وطنه، لايزال يطل على مستمعيه، لكن عبر إذاعة معاصرة، هي «الأولى»، ومن خلال برنامجها، الذي انطلق مع ولادة القناة، ويحافظ على طلته الأسبوعية «الأولى مع الأولى». وترى العسيلي، التي حظيت بتكريم من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ضمن الدورة الأولى لموسوعة «أوائل الإمارات»، أن الإعلام «رسالة جسورها الصدقية وإتقان الأدوات المهنية، والوعي»، وشرطها الأساسي «ذلك الشجن الذي يسكن الإعلامي، ويحفزه على الدوام، على استيلاد تساؤلات وطرح قضايا، على صلة وثيقة بواقع، لا تنفصل فيه الأزمنة الثلاثة، الماضي والحاضر والمستقبل.

مخرجة هادفة

في قائمة الأوائل أيضاً تبرز الدكتورة حصة لوتاه، باعتبارها أول مخرجة إماراتية، من خلال عملها في تلفزيون دبي، ابتداء من عام 1983، وهي المرحلة التي أخرجت فيها لوتاه العديد من البرامج الاجتماعية الهادفة، قبل أن تتجه إلى مجال التدريس في جامعة الإمارات، فتتخرج على يديها أجيال متعددة من الإعلاميات اللائي شققن طريقهن بنجاح، سواء في الإذاعات أو القنوات التلفزيونية والصحف المحلية. ولاتزال لوتاه ترفد الساحة الإعلامية والأدبية والثقافية بآرائها وأبحاثها العديدة، إذ تعد أيضاً من أولى الإماراتيات اللائي اتجهن لإنجاز رسالة الدكتورة ودراسة فنون الإخراج والسينما في الولايات المتحدة الأميركية. وترى لوتاه أن «الحاضر يفرض تحديات عديدة على الإعلامي أياً كان موقعه، ليكون مشاركاً بفعالية في إثراء النسق الحضاري للمجتمع، عبر التصدي لأولويات المجتمع، بصيغة تحليلية واعية، تكون فيها المسؤولية والدور المنوط بالإعلامي المحركين لكل ممارسة مهنية».

حس شغف

في مجال الأوائل أيضاً تحلّ الإماراتية، شيخة السويدي، كأول مصورة إماراتية، إذ لاتزال تتذكر محاولاتها الأولى في الستينات لتحميض أفلام كانت تقوم بنفسها بالتقاط صورها، وفق حسّ شغوف بتوثيق المكان، وهي الصور التي تشكل الآن، ما يشبه المعرض المحفوظ الذي تعي ذاكرتها قبل حافظات الصور التقليدية.

ولم يكن مجال العلوم بعيداً عن المبدعات الإماراتيات، إذ تحوي قائمة أوائل الإمارات العديد من الأسماء الملهمة، ومنهن الدكتورة حبيبة الصفار، أول إماراتية تنشئ خارطة للجينات الوراثية، من أجل الوقاية من مرض السكري.

وترى الصفار أن «المرأة الإماراتية تحظى بكل الدعم والرعاية المطلوبين من أجل استثمار كامل طاقاتها، في مختلف المجالات»، مشيرة إلى أنه، إلى جانب الدعم الرسمي والمؤسسي، فإن الدعم الأسري أيضاً يبقى بمثابة كلمة سر مهمة وضرورية في دعم المرأة في مشوارها المهني والعلمي.

الأكثر مشاركة