الأهالي يعيشون متعة الإبحار دون دخول المياه
«لولو روز».. سفينة مهجورة تتحول إلى مطعم عائم في غزة
على تلة مرتفعة تتوسط شاطئ بحر مدينة غزة، ترسو سفينة على شاكلة مطعم عائم، يرتادها الغزيون على مدار الوقت، خصوصاً بعد غروب الشمس، ليعيشوا متعة الإبحار من دون دخول المياه، وبذلك يتمكنون من قضاء أوقات ممتعة، وتناول الأسماك في بقعة غير معتادة بالنسبة لهم.
طريقة جديدة الطريقة الجديدة لتصميم المطعم جعلته مثار جذب للمواطنين في غزة، على مدار الوقت، ففي الصباح يأتي الزبائن لاحتساء القهوة الساخنة، وفي وسط النهار يتناولون وجبة السمك الساخنة، أما بعد مغيب الشمس فتضاء السفينة بأضواء ذات ألوان جذابة، فتقبل العائلات لتناول العشاء وقضاء أوقات السهر تحت أضواء القمر، وكأنهم على متن سفينة «بلو نايل» العائمة في نهر النيل. |
ويمكن لرواد المطعم سماع أصوات الأمواج وهي تتكسر على جانبي السفينة، حتى لو لم يكن بمقدورهم شق طريقهم داخل البحر، في ظل القيود المشددة على الإبحار، وما يتعرض له الصيادون من خطورة كبيرة نتيجة ملاحقة الزوارق الإسرائيلية لهم، وإطلاق النار عليهم، لمنعهم من الصيد في أماكن وفرة الأسماك.
وكان صاحب المطعم، ثابت الترتوري، قد حول سفينة خشبية مهجورة على شاطئ البحر إلى مطعم شعبي، وسماها «لولو روز»، وبذلك مُنح الغزيون فرصة فريدة من نوعها لقضاء الإجازة الصيفية، والاستمتاع بمشاهد خلابة مغايرة لكل الأماكن المحيطة بهم، وفي الوقت ذاته حقق ربحاً يفوق 80% مما كان يحصل عليه قبل إنشاء مطعمه بالشكل الجديد.
«الإمارات اليوم» زارت مطعم «لولو روز»، فمن يشاهده للوهلة الأولى يظنه قارب صيد كبيراً يرسو داخل مرفأ السفن على بحر مدينة غزة، لكن ما إن تقترب منه حتى تصدمك حقيقة ذلك المطعم العائم الذي كسر النمط التقليدي للأماكن السياحية في غزة.
ويقول القائم على سفينة «لولو روز»، ثائر الترتوري، متحدثاً عن بداية فكرة إنشاء المطعم القارب: «إن الفكرة جاءت رغبة في تطوير الاستراحة البحرية التي نفتتحها منذ سنوات، وإحداث تغيير من منطلق التجديد لجذب الزبائن في ظل الظروف السيئة للمواطنين».
ويضيف «بدأنا تطوير المكان بشكل فعلي في الإجازة الصيفية الحالية، حيث تم إنشاء المطعم القارب مجهزاً بمعرشات تحمي من أشعة الشمس، وتحسين الخدمات اللوجستية التي تساعد على إقامة حفلات بسيطة للأصدقاء والعائلة». ويوضح الترتوري أن كلفة إنشاء هذا المطعم قاربت 120 ألف دولار، حيث يتسع حالياً لـ100 فرد في الساحة الداخلية، وعشرات الأشخاص في ساحته الأمامية، فيما يعتزم صاحب المطعم إنشاء طابقين على متن المطعم، ليتسع إلى أكثر من 300 شخص.
وأسهم المطعم الجديد، الذي افتتح في شهر يوليو الماضي، بحسب الترتوري، في زيادة أرباح المطعم الذي كان قائماً خلال السنوات الماضية، بنسبة 80%، بسبب الإقبال اللافت والمتزايد من المواطنين. ويقول صاحب المطعم إن «الأسعار تناسب جميع الفئات، وفق ما كانت عليه قبل تطويره، إذ يبلغ سعر كأس الشاي أو القهوة أو النسكافيه خمسة شواقل (خمسة دراهم)، إضافة إلى زجاجة ماء صغيرة، وسعر النرجيلة 10 شواقل، والعصائر الباردة سبعة شواقل، والأطعمة تختلف حسب مكوناتها التي تحتوي على الدجاج واللحوم والخضراوات والأسماك، لكن سعرها يعد مناسباً، على خلاف المطاعم الأخرى المطلة على البحر». الطريقة الجديدة لتصميم المطعم جعلته مثار جذب للمواطنين بغزة على مدار الوقت، ففي الصباح يأتي الزبائن لاحتساء القهوة الساخنة، وفي وسط النهار يتناولون وجبة السمك الساخنة، أما بعد مغيب الشمس فتضاء السفينة بأضواء ذات ألوان جذابة، فتقبل العائلات لتناول العشاء وقضاء أوقات السهر تحت أضواء القمر وكأنهم على متن سفينة «بلو نايل» العائمة في نهر النيل.
المواطن ياسر حمد عبر عن سعادته بلحظة قدومه هو وعائلته للمطعم العائم، فيما نالت الفكرة إعجابهم لوجود مثل هذه الأماكن الجذابة التي يستمتع الأفراد بها من دون كلفة مادية مرتفعة.
ويقول حمد «من الجميل أن نرى مكاناً جذاباً كهذا، وبأسعار مناسبة، في وقت تنتشر الاستراحات التقليدية بكثرة، لكي نستطيع أن نرفه عن أنفسنا وعائلاتنا».
ويضيف «نقضي داخل المكان أوقاتاً جميلة بعيداً عن أزمات المدينة المحاصرة، وصخب أحداثها التي لم تتغير، محاولين تناسي كل الأحاديث التقليدية عن الكهرباء والمعابر، وكل الفرص التي تضيع من شبابنا».
وترى الفتاة، داليا كحيل، التي حضرت برفقة صديقاتها إلى المطعم القارب، أنه مكان يمنحها السعادة والتجديد، فيما تعرب عن أملها في أن تضم غزة أماكن جمالية أخرى يستطيع المواطنون اللجوء إليها للترفيه، للخروج من عباءة الأزمات المتردية. وتقول كحيل «إن الأجواء داخل مطعم (لولو روز) ممتعة للغاية، حيث يخيل لك أن السفينة ستبحر بك مثلاً إلى جزيرة قبرص، أو ستذهب بك إلى بلد تتوق لرؤيته من دون قيود أو حدود».
أما المواطنة، أم خالد الصفدي، فقد قضت آخر أسبوع في الإجازة الصيفية داخل المطعم العائم هي وعائلتها، إلى جانب والديها وشقيقاتها برفقة أطفالهن.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news