محمد بن زايد: الإمارات جسر معــرفة وتسامح مع شعوب العالم
قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إن «متحف اللوفر أبوظبي ثمرة شراكة للعلاقات الاستراتيجية المتطورة مع فرنسا، وتعبير عن الثقافة الإنسانية التي تجمعنا»، وأضاف سموه عبر تغريدة على «تويتر»، أن «متحف اللوفر أبوظبي يعبر عن نهج اﻹمارات في تواصلها الثقافي، وسعيها لتكون جسر معرفة وتسامح مع شعوب العالم كافة»، وأكد سموه أن «الإمارات تعزز حضورها الثقافي على مستوى العالم مع افتتاح اللوفر أبوظبي في 11 نوفمبر المقبل، (واحة جامعة للفن والثقافة)».
غرفة للأديان ومن خلال غرفة مخصصة للأديان العالمية يستعرض المتحف ثلاثة كتب سماوية، من ضمنها مخطوطة من «المصحف الأزرق» وإنجيل وكتاب التوراة، بالإضافة إلى نصوص بوذية، أما طرق التبادل خلال القرون الوسطى وحقبة العصر الحديث، فتتمثل بتحف فنية متنوّعة من السيراميك. وتستمر رحلة التواصل البشري في المتحف في أعمال آسيا ومنطقة البحر المتوسط والتواصل بين أوروبا وأميركا لتتسع دائرة التواصل مع تطوّر العلوم من خلال تأثيرات عدة. كما يعرض المتحف لوحتي نامبان اليابانية، التي تشكل أول اتصالٍ بين أوروبا والشرق الأقصى. أمراء وأزياء يعرض المتحف بعضاً من أهم الأعمال العالمية، بدءاً من صور الأمراء والأزياء المتشابهة في بعض الحقب التاريخية، وصولاً إلى التعبيرات الفنية المتقنة مثل خزانة مصنوعةٍ في فرنسا ومطلية باللون الأحمر، التي تشير إلى الخليط بين التأثيرات الغربية والشرقية للفنان برنارد فان ريزبرق (BVRB، 1696–1766). وفي قسم العصر الحديث، يرى الزوّار، لوحة «الغجري» للفنان إدوار مانيه (1832–1883)، ولوحة «الأولاد وهم يتصارعون» للفنان بول غوغان (1848–1903)، ولوحة «تشكيل بالأزرق والأحمر والأصفر والأسود» للفنان بييت موندريان (1872–1944)، ويختتم العرض بالعمل المذهل للفنان آي ويوي (1957) وتشكيكه بمعاني العولمة. هزاع بن زايد: «اللوفر أبوظبي» معلم كبير ونافذة على ثقافات العالم أكد سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، أن متحف «اللوفر أبوظبي» الذي سيفتتح قريباً في العاصمة الإماراتية سيشكل معلماً كبيراً، واصفاً إنجازه بالخطوة المتقدمة على طريق التنمية. وقال سموه تعقيباً على إعلان الإمارات افتتاحها «اللوفر أبوظبي» العالمي في 11 نوفمبر المقبل إن «الثقافة رافد من روافد الحضارة والفن جوهري لتهذيب النفس وتعزيز التسامح». ولفت سمو نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي إلى أن «اللوفر أبوظبي» سيوفر نافذة على ثقافات العالم، كما سيرسخ مكانة أبوظبي كوجهة للثقافة والفنون، مضيفاً سموه أن الاستثمار في الفن هو استثمار في مستقبل أفضل للأجيال. وأكد سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، أن «رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لا تقف عند حدود، ومبادراته في مجال الثقافة والفنون لا تقل عن مبادراته التنموية الشاملة. أبوظبي وجهة لكل ما هو جميل وإنساني». أبوظبي - وام فنانون معاصرون تشمل مجموعة المقتنيات الفنية أعمالاً قام «اللوفر أبوظبي» بتكليف فنانين معاصرين بتنفيذها، بمن فيهم الفنانة الأميركية جيني هولزر (1950) التي نفّذت ثلاثة جدران حجرية سيتم الكشف عنها عقب افتتاح المتحف. وقد نُحت على الجدار الأول مقتطفات من «المقدمة» لابن خلدون، أما الجدار الثاني فيحمل نصوصاً مستوحاة من لغات بلاد الرافدين (السومرية والأكادية المكتوبة بالخط المسماري) الموجودة على «لوح الأسطورة»، في حين يبرز على الجدار الثالث نصوص مدعمة بالشرح من طبعة عام 1588 لمقالات الكاتب والفيلسوف الفرنسي ميشيل دي مونتين. أما الفنان الإيطالي جوسيبي بينوني (1947) فأبدع التحفة الفنية «أوراق النور» (2017) وهي عبارة عن شجرة مصنوعة من معدن البرونز ومن خلال التعاون الوثيق مع ورشات عمل المتحف الوطني للسيراميك في فرنسا، قدّم بينوني عمل «بروباجيشن» تعني «انتشار» (2017)، وهو عبارة عن جدارٍ من قطع الخزف التي تشكل دوائر مرسومة يدوياً ذات مركزٍ مشترك. ويستلهم العمل رؤيته من بصمة إصبع الوالد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. نهيان بن مبارك آل نهيان: «الإمارات نموذج للربط بين مختلف الثقافات وللتعايش». |
جاء ذلك، بمناسبة الإعلان عن افتتاح متحف اللوفر أبوظبي في 11 من نوفمبر المقبل. وسيشتمل المتحف على أكثر من 1000 لوحة وقطعة فنية وأثر من 50 دولة من مختلف أنحاء العالم تعود إلى عصور مختلفة. واعتبرت وزيرة الثقافة الفرنسية فرانسوا نيسين، أن افتتاح المتحف في أبوظبي هو ثورة فنية في وجه التطرف.
وقال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المعرفة، إن افتتاح اللوفر أبوظبي يعكس ما تتمتع به الإمارات من ثقافات متنوعة، حيث إنها نقطة التقاء عالمية تربط مختلف بلدان العالم، مشيراً إلى أن الإمارات نموذج للربط بين مختلف الثقافات، وللتعايش السلمي بين مختلف الثقافات.
وشدّد على أن سكان الدولة سيشكلون عنصراً أساسياً من زوار المتحف، بجانب أن المتحف سيجذب الملايين من الزوار من الخارج، مشيراً إلى أن تصميم المتحف يعد عملاً فنياً رائعاً يعكس الإبداع والفن، كما يعتبر المتحف علامة ثقافية تبرز تطور الإنسانية وتدعم الوعي الثقافي، ومصدراُ للإشعاع الثقافي في العالم، وأشاد بعلاقات الصداقة القوية التي تربط بين الإمارات وفرنسا واستمراريتها، لافتاً إلى أن متحف اللوفر يعزز العلاقة بين البلدين من خلال تبادل الخبرات والثقافات.
وقال رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة وشركة التطوير والاستثمار السياحي محمد خليفة المبارك، إن نسبة تصل 60% من العاملين في متحف اللوفر من المواطنين الإماراتيين، مشيراً إلى انه كان من الصعب تصور وجود كوادر إماراتية تعمل في مجالات الآثار والتنقيب منذ 10 سنوات تقريباً، لافتاً إلى أن هناك مشروعات ثقافية وتاريخية عدة سيتم تطويرها خلال الفترة المقبلة في إمارة أبوظبي، بجانب المنطقة الثقافية في جزيرة السعديات مثل جزيرة المريوح في أبوظبي، واعتبر المبارك أن افتتاح المتحف يعكس التزام الإمارات بالتنويع الثقافي، لافتاً إلى أن اللوفر ليس مجرد متحف، بل يعد مركزاً ثقافياً وتعليمياً للعالم والأجيال المستقبلية.
وشدّد على أن «اللوفر أبوظبي» يجسّد رؤية الإمارات الراسخة، بأنّ تقدم الأمم وتطور حضارتها يُبنى على التنوع الثقافي والتسامح وتشجيع الحوار المشترك والانفتاح على الآخرين، خصوصاً أن أسلوب سرده يؤكد تواصل العالم منذ القدم، مشيراً إلى أن المتحف يستكمل مسيرة طويلة بدأها الآباء المؤسسون لدولة الإمارات في الحفاظ على التراث الوطني والثقافي وصون قيمته.
وأكد المبارك أن تطوير متحف اللوفر يأتي في إطار الاستراتيجية العامة في الدولة التي تركز على التنويع الاقتصادي، منذ عهد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي أدرك أهمية البعد الثقافي والحضاري في الدولة، مشيراً إلى أن المتحف ليس موجهاً للسائحين فقط بل للمجتمع والمواطنين في الدولة في المقام الأول، وللعالم أجمع للتعرف إلى حضارة وثقافة الإمارات والحضارات والثقافات المختلفة في العالم.
وأشار إلى أن افتتاح المتحف والمنطقة الثقافية في السعديات سيؤدي إلى زيادة في أعداد الزائرين والسائحين للدولة، خلال السنوات المقبلة.
وقال المبارك إن رسوم دخول المتحف تبلغ 60 درهماً للبالغين و30 درهماً للأعمار بين 13 و22 عاماً، وسيكون الدخول مجاناً للأطفال اقل من 13 عاماً، بينما يتمتع الطلاب ورجال القوات المسلحة وأصحاب الهمم ومن هم فوق 60 عاماً بوضع خاص في الدخول إلى المتحف.
وقالت وزيرة الثقافة الفرنسية فرانسوا نيسين، إن المتحف يعد احد أهم المشروعات الثقافية في العالم الآن، مشيرة إلى أن المتحف قائم في أبوظبي ولكنه في الوقت نفسه يتحدث عن العالم بأكمله، فهو سيضم مختلف الأعمال الفنية من مختلف العصور بما فيها العصر الإسلامي حتى القرن الـ18 والفن الحديث، بجانب تميزه الكبير في طابعه المعماري، ولفتت الى أن المتحف سيقدم لزائريه تجربة فريدة من نوعها ورحلة لم يسبق لها مثيل عبر أعمال فنية من مختلف الحضارات، تهدف للكشف عن القواسم المشتركة بين التجارب الإنسانية.
وأكدت أن افتتاح متحف اللوفر بعد 10 أعوام من توقيع الاتفاق الحكومي بين البلدين، سيحدث ثورة فنية في مواجهة قوى التطرف، حيث يقدم رسالة تفاهم وسلم وإنسانية بين جميع دول العالم، كما يعكس طموحاً للعالم وللأجيال المقبلة.
وقال مدير متحف اللوفر في باريس ورئيس المجلس العلمي في إدارة متاحف فرنسا جان لوك مارتينيز، إن الأعمال الفنية الرئيسة قد وصلت وموجودة حالياً في المتحف ويتم حالياً إعداد المتحف لاستقبال الجمهور في نوفمبر المقبل، لافتاً إلى أن المتحف يعد أول مستودع للقطع الفنية في العالم، كما يعد «اللوفر أبوظبي» أول متحف عالمي في المنطقة العربية كلها.
وتم وضع تصميم متحف اللوفر أبوظبي المهندس المعماري الفرنسي جان نوفيل الحائز جائزة بريتزكر العالمية، حيث صمم المتحف الذي تحيطه مياه البحر تحت قبة فريدة من نوعها ليبدو اللوفر أبوظبي كأنه «متحف مدينة»، ويمكن للزوار الاستمتاع بالمشي على طول المتنزهات والممرات المطّلة على مياه البحر، التي تظللها قبة تبلغ قطرها 180 متراً والمؤلفة من نحو 8000 قطعة معدنية على شكل نجوم، ما يتيح لهم الاستمتاع بـ«شعاع النور» المستوحى من ظلال أشجار النخيل المتداخلة في واحات دولة الإمارات.
وسيعرض «اللوفرأبوظبي» مجموعة مقتنيات وأعمالٍ عمارة من أعرق المتاحف في فرنسا تستمد أهميتها من بعدها التاريخي والثقافي والاجتماعي، وتروي قصصاً من مختلف الحقب التاريخية التي مرّت بها البشرية. وتضم هذه المجموعة أعمالاً متنوعة بداية من القطع التاريخية وصولاً إلى الأعمال التكليفية العصرية المصممة للمتحف حصرياً، لتبرز موضوعات وأفكاراً مشتركة تعكس في مجملها أوجه التشابه والتبادل بين الثقافات والحضارات المختلفة حول العالم، متجاوزةً بذلك الحدود التاريخية والجغرافية، وبذلك يصبح «اللوفرأبوظبي» مغايراً للمتاحف الأخرى التي عادةً تفصل بين الأعمال والمقتنيات بناءً على حضارة منشئها، وبالإضافة إلى صالات العرض سيقدم المتحف معارض ومتحفاً للأطفال ومتجراً ومقهى للزوًار. وسوف يتعرف الزوّار إلى أسلوب سرد المتحف من خلال مجموعة من القطع الفنية والتحف الأثرية التي تتوزع على 12 فصلاً عبر 23 قاعة عرض، حيث تبدأ جولة الزوار في القاعة الكبرى ليتعرفوا إلى المفهوم الرئيس للمتحف. وتسلط هذه القاعة الضوء على أعمال متنوعة من مختلف المناطق الجغرافية.