«تاتو» يحوّل ندوب ضحايا العنف إلى أعمال فنية
سلسلة من الخطوط البيضاء الدقيقة على ساعد ليزا رينر، وهي نتيجة لسنوات من إيذاء النفس. ولكن اليوم، ستقوم بتغطيتها بـ«تاتو» أو وشم من الزهور زاهية الألوان، والكلمات التي لها معنى خاص بالنسبة لها.
• فنانون يساعدون ضحايا العنف المنزلي على محو أي آثار بدنية تذكرهم بذلك. • أطلقت ميكش مشروعها «الوشم ضد العنف»، وتتطلع إلى توسيعه. |
وهذه وسيلة لقول وداعاً للأشخاص الذين تحبهم، والتخلص من الندوب. وقالت رينر: «لقد حدثت لي أشياء سيئة كثيرة للغاية، فلماذا لا يحدث شيء جيد لي مرة واحدة؟».
وليزا رينر ليس اسمها الحقيقي، فهي لا تريد أن ترى اسمها الحقيقي منشوراً في الصحف. وتبلغ رينر من العمر 20 عاماً، لكنها تبدو أصغر سناً بينما تستلقي على كرسي فنانة رسم الوشم في مدينة لايبتسيج الألمانية، وهى ترتدي قميصاً عليه صورة لكتاب هزلي في واجهة القميص.
وكانت تمسك بلعبتين لينتين وناعمتي الملمس ولهما عيون مفتوحة واسعة مستديرة وكبيرة، وقالت إنها تصطحبهما دائماً معها، تحسباً للحظات التي يطغى عليها فيها الشعور بالقلق.
وكانت على وشك رسم وشم لها بواسطة بيجي ميكش، (24 عاماً)، المالكة لاستوديو الوشم شتيشجبيت، الذي يقدم للشابات، اللاتي عانينن العنف، الوشم مجاناً ليخفي ندوبهن.
وقالت رينر: «يجب أن أقول إن ذراعي لا تبدو في صورة جميلة».
ورد ت ميكش، وهي ذات شعر بألوان قوس قزح، وثقوب في شفتيها والأنف، بينما بدأت في استخدام معداتها، قائلة «سوف تكون ذراعك جميلة».
وحصلت رينر على رسم زهور أرجوانية اللون على ساعدها الأيمن، وسوف تكون أوراقها متشابكة حول عبارات تقول «انتهى الكرب والغم والألم، واخلدي للنوم جيداً يا أمي الحبيبة» و«عندما تكون قوتكم قد خارت، فإن التخلص من الهموم والأعباء رحمة». وهذه الكلمات كانت مهداة لأجدادها.
وذكرت رينر، بينما اختلست فترة راحة أمام الاستوديو: «هذه هي الطريقة التي أريد أن أقول من خلالها وداعاً لهم».
وقد توفي جدها لوالدها منذ سنوات عدة، ولكن جدتها، أهم شخص في حياتها، توفيت فقط في وقت سابق من هذا العام. وكانت الزهور الأرجوانية هي المفضلة لديها.
وعانت رينر كل أنواع العنف خلال حياتها القصيرة، على يد والدتها، وفي الآونة الأخيرة كانت تعيش في ملجأ للنساء.
وأطلقت ميكش مشروعها «الوشم ضد العنف» أخيراً، وكانت رينر هي عميلتها الثانية فقط. ولكنها تريد توسيع نطاق المشروع وتتطلع إلى العمل مع الجمعيات التي ستجعلها على اتصال بالضحايا. وهدفها هو رسم الوشم لنحو امرأتين إلى ثلاث في الشهر.
والسؤال الذي يطرح نفسه، لماذا تفعل ذلك؟ فكان جوابها «لأن من المهم بالنسبة لي أن أنخرط في الأنشطة المجتمعية». وقالت إنها لا تستطيع أن تتبرع بما يكفي من المال لإحداث فرق حقيقي، ولكنها يمكن أن تقدم الوشم مجاناً.
فبعد جلسة معها، بدلاً من أن تضطر النساء إلى النظر إلى ندوبهن، يمكن أن تنظرن إلى شيء جميل. وميكش ليست أول شخص طرح الفكرة. ففي مدينة كوريتيبا البرازيلية، تزيّن فلافيا كارفالهو ندوب الناس، وفي مدينة أوفا الروسية هناك أيضاً فنان رسم الوشم الذي يساعد ضحايا العنف المنزلي على محو أي آثار بدنية تذكرهم بذلك.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news