75 من «لحظات الفرح» الصافي..في ضيافة دبي

لحظات فرح عفوية، وضحكات من القلب، وثّقتها عدسات الفائزين بالدورة السابعة من المسابقة الإقليمية «لحظات»، التي تنظمها «ناشيونال جيوغرافيك» هذا العام تحت عنوان «الفرح»، مجتذبة ما يقرب من 20 ألف مشارك.

فرحة عارمة

جاءت غزارة الأعداد المشاركة، وحلول المصورين في اقتناص لحظات غير تقليدية للفرح، لتؤكد، كما رأى الفائز بالمركز الأول في فئة «الصورة الواحدة» المصري محمد مهدي، أننا «نمر يومياً بالمئات، بل ربما أكثر من ذلك، من لحظات الفرح، دون أن تتوقف أو تحتفي بها ذاكرتنا، فتظل تلك اللحظات عابرة، إلى أن تلتقطها مخيلة فنان قادر على إكسابها ديمومة وانتشاراً ومعايشة أوسع».

من قريته المصرية، التقط مهدي فرحة عارمة لطفل، وضع رفيقه أو شخص ما، بشكل مفاجئ، فرخاً صغيراً على كتفيه، لتمتزج مشاعر الفرح بأخرى وليدة المفاجأة، دون أن يغيب عن الكادر مشهد طفل فَرِح، يتابع الموقف من شرفة منزله.

قاسم مشترك

مظاهر الفرح، كما تراه مخيلة المصورين الشباب، عكست صوراً شديدة التباين لحضوره، في النجوع والبوادي والأزقة، والمدن، ليشكل قاسماً مشتركاً، يشارك فيه الجميع بمظاهر مختلفة.

لقطة من «جباليا»

التقط الفلسطيني محمود أبوسلامة صورة لأطفال من مخيم جباليا، في قطاع غزة، يلعبون على الحبل تعبيراً عن الفرح، ومحاولة رسم الحياة بطريقتهم الخاصة، دون أن يعي أن تلك الصورة ستقوده إلى الفوز.

واختارت اللجنة المنظمة للمسابقة أبرز الصور المرشحة للجائزة، لمعرض استضافه، أمس، حي دبي للتصميم لإعلان قائمة الفائزين، في فئاتها المختلفة، ليعيش الحضور لحظات مبهجة، وثّقتها عدسات مبدعي الصورة الضوئية المشاركين.

ويمثل المعرض، الذي اقتنص «لحظات الفرح» ويستمر حتى الـ13 الجاري، دعوة مفتوحة للجمهور لمعايشة أجواء فرح عربية مختلفة، مال معظمها إلى الأجواء الشعبية والأسرية الحميمية، ومثّلت في مجملها إبداعات هواة، لايزالون في أول طريق عوالم إبداع الصورة الضوئية.

وطن بلا حدود

مع ذهاب العديد من الصور إلى التقاط صور «للفرح»، بمدلوله المناسباتي في المجتمعات العربية، الذي يشير إلى ليلة زفاف العروسين، وما يحيط بها من مشاعر فرح وبهجة أسرية، وتهيؤ العروس خصوصاً، شهد الكشف عن الصور الفائزة لحظات فرح عدة بنكهات مختلفة، ليس لجهة تباين مواطن التقاط الصورة فقط، بل أيضاً في ما يتعلق بمخيلات المصورين وأفكارهم، في التقاط لحظات فرح متنوعة، تؤكد أن الفرح شعور خلاق لا يستثني أحداً.

في تأكيد على حقيقة أن الفرح وطن بلا حدود، لقدرته على استيعاب الجميع، دون أن تكون الظروف المعيشية أو حتى السياسية معوقاً، جاءت المصورة الشابة الهاوية فاطمة الزهراء شبير، لتسجل ليلة زفاف فلسطيني، مستعينة بكاميرتها الشخصية، وحلولها في اختيار الزوايا المناسبة، لتوثيق فرحة، تجاوزت بصورها الست آفاق الحالة الاجتماعية الأسرية، ليشاركها حضور المعرض الذي تستضيفه دبي، وهي مجموعة الصور التي اقتنصت الجائزة المخصصة لفئة الصور الوثائقية.

العدسة الفلسطينية تظهر مجدداً في قائمة الفائزين، لكن هذه المرة، من خلال لهو الصبية، وفرحة تجمعاتهم المليئة بالبهجة، حتى إن اقتربت سبيل الوصول إلى الأخير من حدود بعض المخاطرة، وهو المشهد الذي التقطه المصور الفلسطيني الشاب محمود أبوسلامة، حينما قرر أن يذهب بلقطة صبية يتدلون من حبل معلق في الهواء قرروا تسلقه بشكل معكوس، إلى أبعد من حدود فلسطين، من خلال المشاركة باللقطة الضوئية في المسابقة الإقليمية، وهي المشاركة التي ضمنت له جائزة فئة اختيار الجماهير.

لهو الصبية في الأزقة يعود ليطل من جديد، لكن من أحد أزقة القاهرة العتيقة هذه المرة، من خلال صورة التقطها بشكل علوي الشاب بركات خالد، بدت فيها ملابس الأطفال كأنها كرنفال ألوان متسق مع تراب الأرض، ذي اللون الداكن، في حين بقي الفرح قاسماً مشتركاً بين المتحلقين لممارسة اللعب في حلقة دائرية، شهدت تقاذف طفلة في الهواء، كأن أذرع الجميع تحولت إلى بدائل لمحرك لعبة في مدينة ملاهٍ.

طاقات

نظمت مسابقة «لحظات» هذا العام تحت شعار «لحظات الفرح»، فيما يتضمن المعرض 14 عملاً من فئة الشباب، و20 من فئة الصورة الواحدة، و41 من فئة التصوير.

من جهته، قال المدير التنفيذي لدائرة التلفزيون في أبوظبي للإعلام بالإنابة، عبدالرحمن الحارثي، إن «استمرار تنظيم هذه المسابقة النوعية، يأتي في إطار الدور المسؤول الذي تنتهجه أبوظبي للإعلام تجاه مختلف فئات المجتمع، عبر تشجيعهم على المشاركة والإسهام في التعبير عن طاقاتهم الكامنة، خصوصاً فئة الشباب، وما يمكن أن نلتمسه من خلال عدد المشاركات، التي وصلت العام الجاري إلى أكثر من 19 ألف صورة».

وأوضح الحارثي أن مسابقة «لحظات» نجحت في تأكيد مكانتها المتميزة، عبر الكشف عن الإمكانات والمهارات الفنية والإبداعية التي يتمتع بها أبناء المنطقة. كما أن الريادة التي تتميز بها قناة ناشيونال جيوغرافيك أبوظبي، في مثل هذه المسابقات المهمة، تعزز مكانتها كوجهة رائدة للإبداع لدى محترفي وهواة التصوير الفوتوغرافي. 

الأكثر مشاركة