محمد الزعابي: نأمل تدخّل كل من يهمّه أمر الأغنية الإماراتية

يبدو الفنان الإماراتي الشاب محمد الزعابي، مختلفاً عن أسماء كثيرة تزدحم بها الساحة، بدءاً من خط فني يتمسك بالأغنية الكلاسيكية، خلافاً لإيقاع سريع فرض حضوره بين أوساط نظرائه، مروراً بتجربة إنتاج ألبومين متتاليين، في فترة زمنية قصيرة، واكبها إنجاز أغانٍ مفردة على قناته الخاصة على «يوتيوب». الزعابي، الذي ذهب أبعد من مجرد رفض الموجة الغنائية الشبابية السائدة، راح يؤسس ما يشبه المعهد الموسيقي، عبر توفير دورات تدريبية، التحق بها بعض الأسماء الغنائية الموجودة بالساحة بالفعل، حسب تأكيده، بهدف ما سمّاه «نشر ثقافة حقيقية للمطربين». وقال الزعابي في حواره مع «الإمارات اليوم»: «لقد قمت بتأسيس شركة بدبي، خصيصاً لنشر ثقافة حقيقية للمطربين، ولقيت ترحيباً فعلياً من مطربين معروفين، إذ يتواجد خبراء ومختصون لهذا الغرض، فضلاً عن دعم الجانب الفني المرتبط بالموهبة الفنية، لتصبح بصيغة أكثر احترافية».

ملايين «مضلّلة»

وكشف الزعابي أنه يتدارك الآن مرحلة سابقة انشغل فيها بصناعة أغانٍ يسمعها الجمهور، دون أن يلتفت إلى أن الانتشار القوي يتطلب تلبية ثنائية الجمع بين السماع والمشاهدة، عبر الأغاني المصورة والحفلات المختلفة.

وأضاف: «الغياب عن الحفلات قسري، لأنه ورقة في أيدي المتعهدين، ونأمل تدخل كل من يهمّه أمر الأغنية الإماراتية، لتغيير هذا الواقع، وسأتواجد هذا العام في القرية العالمية، وهناك خطة لتصوير بعض أغاني الألبوم، فضلاً عن أغانٍ وطنية تستكمل مشاركات وطنية مختلفة سابقة شاركت فيها، منها أوبريت الولاء والانتماء، وأبجدية وطن، والشهيد، وغيرها».

ورأى أن الكثير من المتابعات المليونية، التي يتباهى بها بعض الفنانين على وسائل التواصل الاجتماعي، مضللة وغير حقيقية، مضيفاً: «الفنان الإماراتي عموماً، فُرضت عليه ظروف شديدة الصعوبة، في غياب الدعم الإعلامي الحقيقي، والمساندة من جهات يمكن أن تكون معنية بتنمية المواهب والوسط الفني»، على حد تعبيره.

وتابع الزعابي: «يواجه كثيرون من أبناء جيلي إقصاءً متعمداً وحجباً، نرفضه، لفرصنا في التواجد على الساحة الفنية، وهو واقع لا نعرف لمصلحة من، لكن بكل تأكيد، هو ليس في مصلحة الأغنية الإماراتية، التي أصبح تواجدها على المنصات الجماهيرية حكراً على أسماء بعينها».

تحفّظ شديد

حول رأيه في وصول أحد أبناء جيله، وهو المطرب الشاب محمد الشحي، إلى منصة «أوبرا دبي»، وهو المطرب نفسه الذي حظي أيضاً بفرصة الغناء على مسرح المدينة، في «مدينة مدهش»، خلال فعاليات مفاجآت صيف دبي، أبدى الزعابي تحفظاً شديداً على هذه الخطوة، مضيفاً: «استمتعنا وشعرنا بالزهو بوقوف الفنان حسين الجسمي والفنانة أحلام على مسرح أوبرا دبي، لكن تجربة الشحي لم تكن مناسبة لتقاليد الأوبرا، وهناك الكثير من الملاحظات التي ساقها متابعون عديدون على منتديات ومواقع مخـتلفة».

وتابع: «لم يستفد الجيل الشاب من هذه الفرصة، بسبب عدم التوفيق في اختيار نموذج المطرب ذي الإيقاع المناسب للأوبرا، فالشحي مطرب شاب يمتلك إمكانات رائعة، لكن الأوبرا ليس المكان الأنسب لاستضافة أعماله ذات الإيقاع الموسيقي السريع».

وطالب الزعابي بتأسيس لجنة فنية تضم مختصين وفنانين مخضرمين، للمشاركة في ترشيح الحفلات الجماهيرية التي تستضيفها «أوبرا دبي»، لافتاً إلى أن ترك هذه الخطوة لآليات التسويق، وفق نظرة إدارية، لن يكون في مصلحة المطرب الإماراتي خصوصاً.

«خط رجعة»

عن ألبومه الأخير الذي أصدره، أخيراً، على نفقته الخاصة، وهو «خط رجعة» الذي يضم 23 أغنية، أشار الزعابي الى أنه لا يملك خياراً سوى الإنتاج الذاتي رغم التكاليف المادية الباهظة، في ظل هبوط أسهم سوق الألبومات، واهتمام الجمهور حالياً بسماع الأغنيات وتحميلها عن طريق الإنترنت.

وقال: «ركزت في اختيار كلمات وألحان أغنياتي، لدرجة أن الألبوم استغرق مدة تحضير قاربت العامين، وقدمت كل أغنية مكملة لما بعدها، وكأنني أقدم مسلسلاً تلفزيونياً مكوناً من 23 حلقة، ليكون الألبوم الثاني بعد الأول (نسيت نفسك)، الذي تضمّن 18 أغنية».

وكشف الزعابي عن أنه انتهى أخيراً من تصوير أغنية الألبوم الرئيسة «خط رجعة» على طريقة الفيديو كليب في رأس الخيمة، ومن المقرر أن تعرض في القنوات الفضائية قريباً، ويستعد حالياً لتصوير أغنية جديدة، وهي «اشتقت لك» التي خاض من خلالها تجربة التلحين أيضاً.