«أنا.. من أنا؟».. سؤال من قلب «اللوفر أبوظبي»
«أنا.. من أنا؟ الجواب في الداخل» هو عنوان الحملة الدعائية التي دشنها متحف اللوفر أبوظبي، عبر موقعه الرسمي ومختلف وسائل التواصل الاجتماعي، مع اقتراب موعد افتتاح المتحف في 11 نوفمبر المقبل. وتضمنت الحملة فيديو قصيراً يعكس المعاني الإنسانية التي يقوم عليها «اللوفر أبوظبي»، الذي يروي قصة الحضارة باعتبارها ناتجاً إنسانياً شاركت فيه مختلف الحضارات والثقافات في العالم، فيظهر في الفيديو أشخاص من جنسيات وأعراق وأعمار مختلفة يستخدمون وسائل تنقل متعددة، كما يتضمن مشاهد من العاصمة الفرنسية باريس التي تحتضن محتف اللوفر، وأخرى من العاصمة الإماراتية أبوظبي ومبنى اللوفر أبوظبي الذي يبدو طافياً فوق المياه في جزيرة السعديات. ويرافق الفيديو كلمات كتبها الكاتب الإماراتي ياسر حارب، جاءت تعبر عن مضمون المتحف، والدور الذي يمكن أن يلعبه الفن في حياة الشعوب، باعتباره جسراً للتواصل بعيداً عن الصراعات والحروب، ووسيلة لاستكشاف الآخر وتقبله والتعايش معه:
• السؤال افتتح حملة دشنها المتحف عبر موقعه ومختلف وسائل التواصل. • الحملة وجدت استجابة واسعة وتفاعلاً من الجمهور من مختلف الجنسيات. |
أنا... من أنا؟
نحن انعكاسٌ لِمَن حولنا معاً،
كلماتنا لحن والمرايا ظِلّنا
والمحبة شمسنا
والفنّ، صار لنا وطن.
وبدأت هذه الحملة منذ أسابيع بأسلوب تشويقي، عبر إطلاق هاشتاغ «أنا.. من أنا؟» دون تفاصيل كثيرة أو الإشارة إلى مضمون الحملة أو الحدث الذي ترتبط به، مصحوباً بدعوة الجميع للمشاركة في الهاشتاغ والإجابة عن السؤال، وبعد أيام تم الكشف عن ارتباطها بالمتحف، «قد تكون إجابتك عن السؤال مختلفة، إلا أن الإنسانية هي الشيء الوحيد الذي يجمعنا. تاريخ البشرية يعلّمنا أن التسامح والترابط والتفاهم هي خصال ضرورية لبناء مستقبل أفضل، ويأتي الإبداع الإنساني ليثبت ذلك. يمثل متحف اللوفر أبوظبي رحلة فريدة من نوعها تسلط الضوء على الحضارات الإنسانية من خلال الروابط التي تجمعها واختلافاتها التي تميزها، بدءاً من عصور ما قبل التاريخ وحتى يومنا هذا. اللوفر أبوظبي هو المتحف العالمي الوحيد من نوعه في العالم العربي. زرنا وتأمل جوهر الإنسانية بعيون التاريخ». بحسب ما ذكر موقع المتحف، مشيراً إلى أن إجابة السؤال والمشاركة في الحملة بفيلم خاص، يمكن أن تتيحا للمشارك فرصة الفوز برحلة ثقافية رائعة، حيث يمكن أن يحظى المشاركون من داخل الإمارات العربية المتحدة بفرصة الفوز برحلة إلى باريس ومتحف اللوفر، في حين يمكن أن يحصل المشاركون من خارج الإمارات العربية المتحدة على فرصة الفوز برحلة إلى أبوظبي ومتحف اللوفر أبوظبي، بحسب الموقع.
ووجدت الحملة استجابة واسعة من الجمهور من مختلف الجنسيات، إذ حرص كل منهم على المشاركة وإجابة السؤال وفقاً لرؤيته الخاصة. كما شارك في الحملة عدد من الشخصيات العامة والفنانين والمثقفين، من بينهم رئيس دائرة الثقافة والسياحة أبوظبي محمد خليفة المبارك، والمصمم المعماري العالمي جان نوفيل الذي قام بتصميم متحف اللوفر أبوظبي، ومدير «اللوفر أبوظبي» مانويل رابتيه، والكاتب ياسر حارب، والموسيقي الحاصل على جائزة «غرامي» قاسم دين، وغيرهم.
ويعد اللوفر أبوظبي، المقرر افتتاحه في 11 نوفمبر المقبل، أول متحف من نوعه في العالم العربي برؤية عالمية، يسلط الضوء على أوجه التشابه والقواسم المشتركة للتجربة الإنسانية عبر مختلف الحضارات والثقافات. وسيشمل الافتتاح مجموعة واسعة من البرامج العامة التي تتخللها سلسلة من الندوات وعروض الأداء والحفلات، وغيرها من عروض الفنون المرئية بقيادة نخبة من الفنانين العالميين من الجيل الكلاسيكي والمعاصر.
ويضم المتحف مجموعة مقتنيات وأعمال معارة من أعرق المتاحف في فرنسا تستمد أهميتها من بعدها التاريخي والثقافي والاجتماعي، تم توزيعها على 12 فصلاً لتروي قصصاً من مختلف الحقب التاريخية التي مرت بها البشرية. وتضم هذه المجموعة أعمالاً متنوعة بداية من القطع التاريخية وصولاً إلى الأعمال التكليفية العصرية المصممة للمتحف حصرياً، لتبرز موضوعات وأفكاراً مشتركة تعكس في مجملها أوجه التشابه والتبادل بين الثقافات والحضارات المختلفة حول العالم، متجاوزة بذلك الحدود التاريخية والجغرافية. ما يجعل اللوفر أبوظبي مغايراً للمتاحف الأخرى التي عادة تفصل بين الأعمال والمقتنيات بناء على حضارة منشأها. وبالإضافة إلى صالات العرض، سيقدم المتحف معارض ومتحفاً للأطفال، ومتجراً ومقهى للزوار.
وصمم المتحف لتحيطه مياه البحر تحت قبة فريدة من نوعها، يبلغ قطرها 180 متراً، وتتألف من نحو 8000 قطعة معدنية على شكل نجوم، ما يتيح لزوار المتحف الاستمتاع بـ«شعاع النور»، المستوحى من ظلال أشجار النخيل المتداخلة في واحات دولة الإمارات.