بشرى أول فنانة عربية اعترفت بتعرضها للتحرش
نساء العالم يحاربن التحرش بـ «#أنا_أيضاً».. والفنانات العربيات غائبات
«وأنا أيضاً».. وسم انتشر على مستوى العالم من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، بعد أن نشرت الممثلة الأميركية، أليسا ميلانو، تغريدة على حسابها عبر «تويتر» دعت فيها كل النساء اللواتي تعرضن للتحرش أو لاعتداء جنسي إلى نشر تجاربهن وإرفاقها بهاشتاغ #me_too، و تفاعل الوسط الفني الغربي مع هذا الطلب، على عكس غياب ملحوظ للفنانات العربيات، في المقابل كانت الإعلاميات والصحافيات العربيات أكثر جرأة في استخدام الهاشتاغ، والبعض منهن أرفقه مع قصصه الخاصة، وكانت نساء مصر، التي وصل فيها التحرش الجنسي إلى نسبة 99% بناء على إحصائية قامت بها الأمم المتحدة، يعتبرن من أكثر اللواتي استخدمن هذا الوسم، إضافة إلى حضور قوي لنشطاء من الرجال أرادوا دعم النساء في التصدي للتحرش الجنسي.
أن تشعر النساء اللواتي تعرضن لتحرش ما، حول العالم، أنهن لسن وحيدات، هذا هو هدف الوسم، بالوقوف مع المرأة التي انتهكت حياتها، أياً كانت جنسيتها أو ديانتها أو المكان الذي تعيش فيه.
«الإمارات اليوم» تناولت هذا الوسم، وسبب غياب الفنانات العربيات عنه، مع العلم أن في عام 2012 اعتبرت الفنانة المصرية، بشرى، أول فنانة عربية تعترف أمام وسائل الإعلام بتعرضها للتحرش الجنسي، ما دفعها لإنتاج فيلم «678» الذي تناول جزءاً من قصتها آنذاك، واعترفت بشرى بتعرضها لحادثة تحرش وهي طفلة، إضافة إلى حادث تحرش «جماعي»، أثناء عملها مراسلةً لإحدى القنوات الفضائية، عندما أرسلتها المحطة لتغطية مباراة لنادي الزمالك، وروت وقتها أنها فوجئت بتدافع الشباب والرجال عليها للتحرش بها، ولم ينقذها من بين أيديهم سوى زميل لها يعمل مراسلاً لقناة فضائية أخرى.
الرد
ثقافة الإخفاء عن رأي علم النفس في ما يخص الإقبال والعزوف عن مثل هذه الحملات من قبل شخصيات عامة لديها جمهورها في المجتمع العربي، قالت دكتورة علم النفس، جولييت داغي: «على الرغم من أن مشاركة ممثلات محبوبات في هذه الحملة سيكون وقعها جيداً على النساء بشكل عام، إلا أن الغياب له مبرراته»، موضحة «الممثلة العربية إذا ما أعلنت تضامنها مع تلك الحملات سيتوجب عليها الإفصاح عن قصتها، التي من الممكن أن تكون قصة في كواليس تصوير مشهد، أو قصة تتناول أسماء كبيرة من الفنانين والسياسيين، وغير ذلك، ما يضعها في موقف لا تحسد عليه»، وأضافت «ناهيك عن أن وقع قصة الفنانة مختلفة عن وقع قصص النساء غير المعروفات، لأنها تعتبر نموذجاً تتبعه كثيرات من النسوة ويحببن تقليدها، لذلك فالأمر في غاية الصعوبة»، وقالت «حتى النساء اللواتي شاركن في تلك الحملة وغير معروفات اجتماعياً، لو لم تكن وسائل التواصل الاجتماعي متاحة لما تجرأن على ذلك البوح، لكن هذا لا يقلل من كون تلك الحملة مهمة جداً للفتاة كي تشعر أنها ليست وحدها من تعرضت للتحرش الجنسي». رأي قانوني من ناحية قانونية، قالت المحامية رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، زينب خير: «بعد انتشار ظاهرة التحرش على مستوى عالمي، وبالتالي على المستوى العربي، ظهرت مطالبات عديدة بوضع قوانين رادعة لهذه الجريمة، ما جعل هناك صراعاً ينشأ بين الرافضين بحجة وجود قوانين تعاقب على جرائم الاغتصاب وهتك العرض ما يجعل ذلك كافياً، وبين المدافعين عن حقوق المرأة الذين خاضوا معركة طويلة، لجعل المجتمع والمشرع يجرمان فعل التحرش ووضع قوانين تعاقب عليه، بعد إثباتهم أن الضحايا اللاتي يتعرضن له يتأثرن بشكل بالغ، خصوصاً على المستوى النفسي». • تغريدة ميلانو حصدت 100 ألف إعجاب و60 ألف تعليق في اليوم الأول. |
الفنانات العربيات لم يُظهرن دعمهن هذه الحملة إلا بشكل قليل، مثل الممثلة السورية، ناندا محمد، المقيمة في مصر، التي كتبت عبر صفحتها على الـ«فيس بوك»: «#أنا_كمان متلي متل أغلب البنات والستات بالعالم، تعرضت للتحرش من قبل رجال في بلدي وببلاد تانية، ودائماً كان عدم السكوت هو الحل».
الفنانة الخليجية آلاء شاكر تؤكد أنها بسبب انشغالها لم تكن متابعة لهذه الحملة، وقالت «أتمنى أن تنتشر هذه الحملة على نطاق أوسع في الخليج»، مشيرة إلى أنها على ثقة «بأنه لا توجد امرأة لم تتعرض إلى تحرش في مراحل عمرية مختلفة»، مستذكرة «أذكر أنني قمت بعض إصبع رجل وأنا طفلة لأنه حاول لمسي»، وأضافت أن هذه الحملة تحتاج إلى تكاتف من قبل جميع المؤسسات، وأبدت شاكر إعجابها بلقاء مع الفنانة ملاك الكويتية، على إحدى الفضائيات العربية، وأشارت فيه إلى أنها تركت التمثيل بسبب مضايقات من قبل مخرج، وعزت شاكر «غياب بعض الفنانات عن المشاركة في الحملة إلى العادات والتقاليد وثقافة العيب»، مضيفة أنه «إذا تم تبني الحملة بشكل أوسع أعتقد أن المشاركة ستكون كبيرة، فالمجتمع الخليجي أكثر محافظة من مجتمعات عربية أخرى، تكون المرأة فيها أكثر جرأة في التعبير عن مكنوناتها»، وقالت إنها شخصياً رفعت دعوى قضائية على ثمانية أشخاص تعرضوا لها بما يسمى بالتحرش الإلكتروني.
في المقابل، قالت الممثلة والمنتجة الأردنية، صبا مبارك، إنها سعيدة جداً بهذه الحملة، وقالت «لو كان هدف هذه الحملة أن تحكي النساء ألمهن، أقولها وبصوت عال: وأنا أيضاً»، وأضافت «هذه الحملة تحاول نشر ماهية التحرش الجنسي وما يسببه من ألم للمرأة، لأن فكرة التحرش الجنسي فكرة مطاطة، وتفسيرها يختلف من مجتمع لآخر، مؤكدة «لكن مع كل الحالات أرى أن التوعية لا تتلخص فقط في دعم الحملة أو التحدث عن قصة تحرش، التي أسهمت بشكل إيجابي بجعل الفتيات يتحمسن ويقلن ما في جعبتهن من ألم ناتج عن تحرشات جنسية رافقتهن ضمن مراحل عمرية مختلفة».
الممثلة التونسية، أميرة درويش، التي شاركت في الحملة عن طريق كتابة الوسم بصفحتها على «فيس بوك» قالت «موضوع التحرش الجنسي من الموضوعات المسكوت عنها في العالم العربي»، وأضافت «ليس من السهل أن تتكلم المرأة عن العنف أو التحرش ليتم الاستماع لها والدفاع عنها وعن حقها ورد اعتبارها»، مؤكدة «بدأنا الآن في العالم العربي نشاهد بعض الومضات ضد العنف الجسدي الظاهر على المرأة، بينما التحرش الجنسي عنف لا يستطيع المرء رؤيته ظاهرياً»، وقالت إن عزوف الفنانات العرب عن الهاشتاغ يمكن تفسيره بأنهن ليست لديهن القدرة الكافية على المواجهة في قضية مازالت مسكوتاً عنها في العالم العربي».
متعاطفات ولكن
تزامن هذا الوسم مع القضية التي عرفت بـ«فتاة المول»، أول فتاة مصرية ترفع قضية على متحرش جنسي، التي تعرضت بعد خروج المتحرش من السجن إلى اعتداء شوه وجهها من قبله، متهماً إياها بتشويه سمعته، ما أدى إلى تعاطف تام معها. واعتبرت فنانة مصرية كبيرة، رفضت ذكر اسمها، أنها متعاطفة مع قضية فتاة المول، لكنها تشعر أن توقيت الوسم لم يكن مناسباً، خصوصاً بعد تقرير أن مصر تعتبر بيئة شديدة الخطورة على النساء، وهو ما تجده الفنانة مبالغاً فيه، مؤكدة أن وسم «وأنا كمان»، جيد لكنه يسهم، لو تبنته، في الإساءة لسمعة بلدها مصر. في المقابل، رفضت ممثلة إماراتية أن نقلد الغرب في كل شيء، مضيفة «تغريدة من ممثلة أجنبية جعلتنا ننقاد لها، أنا كإماراتية وأعيش ببلد فيه قانون لم أسمع بحالات تحرش تعرضت لها أي من الفتيات في محيطي»، وقالت «التحرش الجنسي بالفتيات منتشر في مصر بنسبة كبيرة، وبعض الدول العربية بنسب قليلة، والمسألة كلها نسبة وتناسب مع عدد السكان، أنا رفضت الانسياق لهذا الوسم كي لا أكون تابعة لممثلة قررت فجأة أن تقف إلى جانب النساء المتحرش بهن».
وشاركت الوسم مخرجات عربيات، مثل المخرجة المصرية نسرين الزيات، والمخرجة السودانية مروة زين، والمخرجة الفلسطينية سها عراف، والمنتجة الفلسطينية مي عودة، وغيرهن.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news