«راشد للتفوق العلمي» مواكبة سنوية لتحفيز المبدعين أكاديمياً وعملياً في شتى مجالات البحث العلمي. الإمارات اليوم

«راشد للتفوق العلمي» 29 عاماً في تكريم التميز الإماراتي

كشفت اللجنة العليا المنظمة لجائزة راشد للتفوق العلمي، عن جوائز دورتها الـ29، التي ذهبت لـ95 فائزاً، من بين الحاصلين على شهادات الدكتوراه والأستاذية، في مجالات مختلفة في حقول معظمها علمية، إضافة إلى حقول أدبية أيضاً، تم إنجاز دراساتها وفق أبحاث علمية، توجت بشهادات أكاديمية مرموقة.

تكريم في محله

هنأ رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم، سلطان صقر السويدي، مجلس إدارة مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، على اختيار الأخيرة شخصية العام العلمية، مشيداً بالإنجازات المتتالية للمؤسسة، على الرغم من حداثة عهد تأسيسها، مضيفاً: «تكريم عن جدارة واستحقاق، ويعدّ تكريماً لكل شغوف بمجالات البحث والعلمي عموماً، وساحة الدراسات في مجال الطاقة النظيفة بصفة خاصة». وتعدّ مؤسسة الإمارات للطاقة النووية مؤسسة حديثة زمنياً، حيث يعود تأسيسها إلى ديسمبر 2009. وتسعى المؤسسة منذ إنشائها إلى توفير طاقة نووية آمنة وصديقة للبيئة وموثوقة وفعالة، فضلاً عن أنها تتولى مسؤولية تصميم وإنشاء وامتلاك أولى محطات الطاقة النووية بالدولة، وهي الاستراتيجية التي استوجبت جهوداً حثيثة، ونتاجاً مثمراً استحقت من خلالهما جائزة شخصية العام العلمية.

أعراس ثقافية

يومان متتاليان كان الدكتور صلاح القاسم حاضراً فيهما، عبر حدثين، أولهما ثقافي، أول من أمس، يرتبط بالكشف عن قائمة ضيوف الدورة الـ10 لمهرجان طيران الإمارات لـ«الآداب»، وثانيهما علمي، عبر إعلان قائمة الفائزين بالدورة الـ29 لجائزة راشد للتفوق العلمي.

القاسم برّر لـ«الإمارات اليوم»، هذا التوالي سريع الإيقاع في الأحداث والفعاليات الكبرى، بـ«تعيش الدولة حالة دائمة مبهجة، ما يمكن تسميته مرحلة أعراس ثقافية».

وتابع: «إطلالة بشكل أعمق ستطلعنا على مزيد من الأعراس الثقافية والعلمية، فمنذ أيام تتويج (تحدي القراءة)، ومنذ ساعات مبادرات كبرى، تؤكد مراهنة القيادة الرشيدة على المستقبل، الذي تلعب فيه العلوم الحديثة موقعاً رئيساً، جنباً إلى جنب الحضور الراسخ للثقافة والآداب، وشتى خصائص الموروث الحضاري للهوية الوطنية».

واختارت الجائزة مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، في أبوظبي، لتكون شخصية العام العلمية، وهو اللقب الذي ذهب في العامين السابقين إلى كل من مؤسسة محمد بن راشد لعلوم الفضاء، ومؤسسة مصدر، لتستمر الجائزة في دورها في تثمين جهود المؤسسات العلمية الرائدة بالدولة.

جاء الكشف عن ذلك خلال مؤتمر صحافي استضافته ندوة الثقافة والعلوم، أمس، في مقرها بالممزر، وتحدث فيه بشكل رئيس، كل من رئيس مجلس إدارة الندوة سلطان صقر السويدي، وعضو مجلس الإدارة رئيس لجنة المسابقات والجوائز د.صلاح القاسم.

وفي تأكيده على أهمية وقيمة الجائزة، التي تحمل اسم المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، أحال السويدي إلى مراحل تطور الجائزة، ودورها البارز في تحفيز الإبداع والنبوغ في شتى مجالات تحصيل العلوم المختلفة، حيث بدأت الجائزة في دوراتها الأولى بتكريم المتميزين في مرحلة الدراسة الثانوية، قبل أن يتكوّن شريحة كبيرة من أبناء الوطن يحرصون على إتمام رسائل ماجستير ودكتوراه، ودرجات أستاذية، في مجالات مهمة وملحة من أجل الإسهام في ازدهار الوطن خصوصاً، ورقي ورخاء الإنسانية بصفة عامة.

وأكد السويدي أن جائزة راشد للتفوق العلمي، تأتي منسجمة ومجسّدة لقيم الاهتمام بالمبدعين في شتى المجالات، عبر استراتيجية وطنية راسخة، مضيفاً: «على مدار 29 عاماً، تحافظ ندوة الثقافة والعلوم على إقامة منافسات جائزة راشد للتفوق العلمي، تقديراً لأبنائها المتميزين الذي يرسمون ويحققون طموح ورؤية القيادة والوطن، ومن عاصر الجائزة يدرك ما قدمته في مسيرة التعليم من تشجيع وتحفيز مستمرين».

وتابع: «استحداث الندوة (جائزة شخصية العام العلمية)، وهي جائزة تمنح لشخصية ذات شأن من مواطني الإمارات أو مؤسساتها الوطنية، ممن لهم إنجازات رائدة وإسهامات كبيرة وممتدة على مدى سنوات طويلة في مجالات العلوم المختلفة، جاء ليواكب أيضاً تطور هذه المجالات في الدولة، والدور البارز الذي اكتسبه التطور العلمي في صياغة حاضر ومستقبل الوطن».

وأشاد الدكتور صلاح القاسم بدور وسائل الإعلام في تتويج أنشطة ندوة الثقافة التي تكمل عامها الـ30 منذ نشأتها، وما تقدمه من أنشطة وفعاليات وجوائز كرمت العديد من أبناء الدولة، الذين يحتلون الآن مراكز مرموقة وقيادية في مؤسسات الدولة كافة.

وأضاف: «احتفلت قبل أيام بمتحدي القراءة العربية، وبعد أيام سينظم معرض الشارقة للكتاب، وفي أبوظبي فعاليات فنية وثقافية، ما يؤكد توجه الدولة الداعم والراعي للثقافة، ما يسهم في تطوير الذات، والمشاركة في بناء المجتمع».

وربط القاسم في تصريحه بين جائزة راشد للتفوق العلمي، باعتبارها إحدى المبادرات التي حظيت باهتمام ورعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والرؤية الحكيمة للقيادة الرشيدة، والتي تتجلى في التشكيل الوزاري الأخير الذي ركّز على الطاقات العلمية الشابة.

وتابع: هذا النهج هو ما سارت على هداه الجائزة، التي كرّمت في أولى دوراتها المحتفية بشخصية العام العلمية، منذ عامين، شركة أبوظبي لطاقة المستقبل (مصدر)، لدورها في توفير الطاقة النظيفة والمتجددة، قبل أن يذهب الاحتفاء في دورتها التالية إلى (مركز محمد بن راشد للفضاء)، الذي يعد جزءاً رئيساً من المبادرة الاستراتيجية الهادفة إلى دعم الابتكارات العلمية، والتقدم التقني في المجتمع المحلي.

 

الأكثر مشاركة