متذوق أطعمة وصاحب سلسلة مطاعم أحدها قريباً «للنساء فقط»
حامد سيف.. مهندس النكهات والمطاعم
تجربة جديدة يخوض غمارها الشاب الإماراتي حامد سيف، بدأت تفاصيلها مع بداية شغفه بارتياد أماكن الترفيه والمطاعم والتعليق على ما يتذوقه من عصائر ومنتجات خاصة بالمثلجات بأنواعها المتعددة، قبل أن يقرر الانتقال إلى مرحلة أخرى ابتدأها بزيارة أماكن الطعام الجديدة في دبي والتعليق على ما تقدمه من خدمات عبر وسائل التواصل الاجتماعي وحسابه الشخصي على «انستغرام» و«سناب شات»، محققاً أرقام متابعة قياسية وغير مسبوقة في وقت وجيز لم يتجاوز بعض الأشهر.
وعلى الرغم من أن تخصصه الأكاديمي هو في مجال الهندسة الميكانيكية، فإن ذلك لم يمنعه من تطوير شغفه بالتذوق والنكهات وتحقيق نجاحات لافتة في مجال المطاعم ذات الأسلوب الخاص.
وعن خصوصية هذه التجربة الجديدة التي اقتحم بها عالم المطابخ العالمية والتذوق قال حامد سيف لـ«الإمارات اليوم»: «قمت بإنشاء حساب خاص على مواقع التواصل الاجتماعي بهدف نشر تعليقاتي على تجاربي الشخصية في مختلف المطاعم التي أزورها، حيث كنت أتعمد صحبة بعض الأصدقاء زيارة عدد من الأماكن الجديدة بشكل أسبوعي، وكنا نراها حينها نوعاً من المرح والتجديد، وكنت أنشر هذه الصور لمختلف نماذج الطعام المتنوع الذي كنت أجربه».
فريق متكامل يعزو حامد سيف نجاحه مع صديقه عبدالله إلى بيئة التعاون والانسجام والعمل برؤية واحدة مع فريق العمل المتكامل بتخصصاته المتعددة، بالإضافة إلى العزيمة والصبر والثقة بالنفس التي يتحلى بها الصديقان. سر النجاح يتحدث حامد بحماس عن مشاريعه الجديدة في مجال المطاعم الرائدة والمبتكرة التي تعتمد على الأفكار الخلاقة في التعاطي مع مختلف الأذواق. ويضيف «لدينا اليوم أفكار جديدة ومشاريع رائدة ستكلل بإذن الله بافتتاح ثلاثة مطاعم جديدة قريباً في دبي، سيكون أحدها مختلفاً في الشكل والمضمون اللذين سيتخصصان في تقديم الخدمة للسيدات فقط». يبتسم حامد سيف عندما نسأله عن دراسته وتخصصه الأكاديمي، قائلاً «تخصصت في مجال الهندسة الميكانيكية، ومازلت على رأس عملي في هذا المجال، في الوقت الذي أتفرغ خلال فترة ما بعد الظهر والمساء لعملي الخاص والمطاعم التي أعمل على تطويرها من جهة، وهواية (التدوين) والتواصل مع الجمهور»، ويختم بالقول «أحاول أن أجد وقتاً لممارسة هواية الألعاب الالكترونية التي أحبها». |
ويضيف سيف «بعد فترة وجيزة قررت إنشاء حساب خاص لهذا الغرض، وبدأت مع صديقي عبدالله الشامسي تناول موضوع المأكولات بشكل أكثر جدية في محاولة منا لتناول تجربة المطاعم والمطابخ العالمية بشكل أكثر جدية وتنوعاً، وذلك من خلال إبداء الرأي في نوعية الطعام ومذاقه وطريقة تقديمه ومدى جودته، تماشياً طبعاً مع الأسعار المطروحة لهذه النوعية من الوجبات».
لا للمجاملة
يحاول حامد سيف إيجاد تفسير منطقي للعلاقة بين الأسعار المقترحة ومدى جودة الأطباق المعروضة، ومن ثم تفسير أسباب ارتفاع أسعار الأطباق في بعض المطاعم، ما اضطره في نهاية المطاف إلى الاكتفاء بالحديث عن جودة الطعام من دون الإشارة إلى أسعاره مخافة الوقوع في مطبات الانحياز وعدم الحيادية في التطرق إلى تفاصيل العلاقة بين جودة المنتج والسعر المقدم، الأمر الذي أسهم في المزيد من اكتسابه الثقة لدى أصدقائه ومتابعيه. وأضاف «أشعر بالسعادة لردود أفعال أصدقائي ومتابعيّ على وسائل التواصل الاجتماعي، لكن هذا الأمر لا يعني أنني أمتلك الرأي الأصح دائماً، فالأمر يتعلق بالذوق العام، وما يعجبني ويروق لي من الأطعمة والمذاقات قد لا يعجب الآخرين ويلائمهم».
يؤكد سيف أن صفحاته الرقمية التي أنشأها اليوم وباتت فاعلة على موقعي «انستغرام» و«سناب شات» منذ نهاية عام 2015، حققت نجاحاً غير مسبوق بعد أن تجاوز عدد المتابعين فيها 69 ألف متابع فعلي، في الوقت الذي يتجاوز اليوم عدد المشاهدات أكثر من 8000 مشاهدة على أقل تقدير، معللاً الإقبال الكبير على متابعة المحتويات التي ينشرها يومياً على شبكات التواصل الاجتماعي بالتزامه بالثقة والمصداقية والبساطة في طرح المعلومة وتقديمها للمتابعين: «لا أنكر أن البعض قد استخف بما أقدمه من تقييم للمطعم ونوعية الأطباق المقدمة فيه، لكن مع مرور الوقت استطعت إقناع الجميع بوجهة نظري في هذا المجال لأنني حريص في النهاية على توخي الحيادية والصدق، ولا أجامل أحداً، وأنشر آرائي في كل ما أتذوقه دون مجاملة، وهذا ما أسعد في النهاية الجمهور المتابع وحتى أصحاب هذه المطاعم على حد سواء».
آفاق رحبة
شغف سيف بالطعام ورغبته في التواصل مع جمهوره الذي بات واسعاً اليوم، فتح أمامه آفاقاً مستقبلية جديدة وأفكاراً خلاقة جعلته يبحث عن مذاقات ونكهات جديدة في أماكن متعددة داخل الدولة وخارجها، حيث يقول: «في بداية الأمر لم أكن أفضل تذوق الأطعمة البحرية وتقديم رأيي في كل ما يتعلق بأنواعها ومذاقها، لكن مع مرور الوقت تعودت على تجريب كل الأطباق كما أصبحت مغرماً بالأكل والمذاقات لدرجة دفعتني إلى محاولة تكريسها في نطاق أوسع، فلم أتردد بعد ذلك في السفر إلى عدد من الأماكن حول العالم لاختبار أطباق جديدة وأنماط مغايرة من الأكل والتعرف إلى التجارب المختلفة التي تعرضها المطاعم والمطابخ المتعددة حول العالم»، ويتابع مازحاً: «كثيراً ما يلاحظ متابعي على وسائل التواصل الاجتماعي أنني أقدم لهم أطعمة ووجبات من دبي والكويت ولندن وتايلاند وأماكن أخرى من العالم، لدرجة أن البعض سألني بجدية عن مدى جدية قرارات سفري المتتابع لعدد من الدول من أجل الطعام».
ويؤكد الشاب الإماراتي أن حسابيه الرقميين «فود الإمارات» و«سفير الذوق» كانا المحطة الأولى في رحلته الناجحة في هذا المجال قائلاً: «إن الجمهور أحب مختلف التفاصيل التي يقوم بتقديمها عن الأطباق والمطاعم التي أقوم بزيارتها، الأمر الذي دفعني لاحقاً إلى تطوير شغفي بهذا المجال والتواصل مع عدد من «المدونين» المتخصصين في مختلف أنواع الطعام والالتقاء بهم في مناسبات عدة لتبادل الأفكار والنقاش المثمر حول هذه التجربة الرقمية الجديدة التي تعود بالنفع على الجميع». ولفت سيف إلى أنه «بعد النجاح الذي لمسته في مجال المطاعم وتذوق الأطباق وجدت أنه من الناجح أيضاً أن أخوض غمار تجارب جديدة تقودني إلى الحديث عن تفاصيل تجاربي المتنوعة سواء في مجال الفنادق أو الأماكن السياحية التي أزورها، لهذا السبب أقدمت على خطوة جديدة طرحت فيها آرائي حول أبرز الأماكن التي يمكن تجربتها في مجال المطاعم والفنادق الجديدة، وصولاً إلى فكرة افتتاح مطاعم برؤية جديدة تختلف عما هو سائد لدى الجميع».
ريادة الأعمال
حب المغامرة والتحدي لم يتأخرا في دفع حامد إلى التفكير في اقتحام عوالم ريادة الأعمال صحبة بعض الأصدقاء، بعد أن أثمر طموحهم افتتاح مطعمهم الجديد في دبي بمواصفات مبتكرة بشكل كلي، تجربة حاول من خلالها الأصدقاء إرضاء ميولهم الراسخ لـ«أطعمة الشوارع» المنتشرة بكثرة في الولايات المتحدة الأميركية، والتي تقبل عليها فئات الشباب ومختلف الفئات العمرية الأخرى على حد السواء، حيث قام في أواخر عام 2016 بافتتاح مطعمه الخاص الذي اختار أن يسميه «برغر تريب»، ليضم فيه قائمة متنوعة من أنواع «البرغر» المبتكرة وفق خارطة المذاقات العالمية المختلفة التي وصفها حامد بالقول: «لكل نوع برغر خصوصيته ومذاقه الخاص، ففي (برغر بانكوك) على سبيل المثل يستمتع الجميع بمذاق (الصوص) الحلو والنكهة البحرية المميزة، أما (برغر نيودلهي) فيتميز بإضافة الجبن التندوري والبقدونس والبصل، إضافة إلى اعتمادنا في عملية تسمية الوجبات في المطعم الجديد على خارطة مطارات الدول حول العالم». وأضاف «نجاح هذه التجربة دفعني بعد فترة قصيرة إلى افتتاح مطعم مأكولات جديد أسميته (دونر تاكسي)، متخصص في مجال الشاورما وأنواع اللحوم المتنوعة».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news