عائشة البشر: من جهاز «ماكنتوش» في الثمانينات بدأت الرحلة
استضافت مؤسسة دبي للمرأة، المدير العام لمكتب دبي الذكية، الدكتورة عائشة بنت بطي بن بشر، في جلسة الإثراء المعرفي الثامنة لمبادرة «قدوة»، التي أطلقتها حرم سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة مؤسسة دبي للمرأة، بمناسبة يوم المرأة الإماراتية للعام الجاري، بهدف ترسيخ ثقافة العطاء لدى المرأة الإماراتية بصفة خاصة، وفي المجتمع عامة.
بصمة إماراتية أثنت المديرة التنفيذية لمؤسسة دبي للمرأة، شمسة صالح، على جهود الدكتورة عائشة بن بشر، وبصمتها البارزة في المجال التقني وتكنولوجيا المعلومات. وقالت: «يشرفنا أن تكون الدكتورة عائشة بن بشر، ضيفة على مبادرة قدوة عبر هذه الجلسة المتميزة مع الطالبات، فهي نموذج للمرأة الإماراتية صاحبة العطاء في المجال المعرفي والتخصصي، وقدوة في خدمة وطننا الغالي، ونتمنى أن تحذو الطالبات والأجيال المقبلة حذوها في هذا المضمار». |
وتم تنظيم الجلسة في كلية دبي للطالبات بمقر كليات التقنية العليا، تحت عنوان «قيادة الابتكار والمستقبل الذكي»، بحضور أكثر من 60 طالبة في الصفوف المتقدمة، ومديرة الكلية الدكتورة طريفة الزعابي، والمديرة التنفيذية لمؤسسة دبي للمرأة شمسة صالح، وأدارت الجلسة الإعلامية ديالا علي، من تلفزيون دبي.
وأعربت الدكتورة عائشة بن بشر عن شكرها لسمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، على اهتمامها البالغ بالمرأة الإماراتية، وحرصها الدائم على إطلاق المبادرات النوعية، التي تهدف إلى تعزيز دورها كقيادية وعنصر فاعل في المجتمع.
واستعرضت الدكتورة عائشة بن بشر، في بداية اللقاء، مراحل تعليمها ونشأتها في الوسط العائلي، وكيف عاشت طفولتها في بيئة محفّزة على التعلم والقراءة، مؤكدةً أن والدها - رحمه الله - كان له دور كبير في تكوين شخصيتها الشغوفة بالمعرفة ودخول عالمها الواسع.
وأضافت بن بشر أن مكتبة والدها، التي اعتبرتها كنزاً كبيراً، فتحت لها باب القراءة، وعملت على تنمية شغف التعلم، وروح الاستكشاف لديها، وأكدت أنه لم يكن يمر يوم إلا وتطالع صفحة واحدة على الأقل من صفحات الكتب الموجودة، وأن اهتمامها كان كبيراً جداً بالقراءة، إلى درجة أنها كانت تطلع على أي ورقة مكتوبة تصادفها، مؤكدةً أنها اكتسبت المعرفة حول موضوعات مختلفة، ولم تكتف بمجال معيّن، بل سعت لأن تكون ثقافتها متنوعة، معتبرةً أن الثقافة العامة نقطة مهمّة لنجاح المرأة في مناحي الحياة كافة.
وفي ردّها على سؤال يتعلّق بكيفية اكتشافها ميلها لتخصّص التكنولوجيا والتقنيات، أكدّت عائشة بن بشر، أن أوّل اكتشاف كان في الثمانينات مع جهاز «ماكنتوش» (Macintosh»)، اشتراه شقيقها من الولايات المتحدة، عند عودته من دورة تدريبية هناك، بالإضافة إلى جهاز ألعاب إلكترونية أهداه لها عمها. وقالت «من هنا بدأت رحلة التعلم والدخول إلى عالم الإنترنت». ثم انتقلت للحديث عن مسيرتها المهنية، التي بدأتها من مجال الاتصالات سنة 94، وقالت: «بدأت براتب لم يتعدّ 4600 درهم آنذاك، لكنني كنت سعيدة للغاية، لأنني وجدت نفسي في المجال الذي أحبه، ويحمل تحديات تشجعني أكثر على النجاح فيه، فقد أتاح لي الفرصة للتعرف أكثر على عالم التكنولوجيا والمعرفة، وأعتبره بمثابة نقلة نوعية في حياتي».
وعن أبرز نقاط التحول في مسيرتها العملية، تحدثت الدكتورة بن بشر، عن دعم وزير الدولة لشؤون المستقبل محمد بن عبدالله القرقاوي لها، خلال مسيرتها المهنية، واستذكرت الاتصال الشخصي، وهي في إحدى الرحلات خارج الدولة، حينما استفسر عن موعد عودتها للإمارات، وترقّبها في يوم الغد تغريدة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لتتفاجأ بن بشر في يوم الغد، بإعلان توليها منصب المدير العام لمكتب دبي الذكية.
وأضافت بن بشر: «قبلت هذا التحدي كامرأة إماراتية نشأت في بيئة محفّزة على الابتكار، كما أن قيادتنا وشيوخنا يحبون مقدرتنا على هذا التحدي، ويتبنون كل عنصر شبابي في الدولة، ونحن تعلمنا من الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، وأمنا سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، التي فتحت الباب منذ تأسيس الدولة، وأصرت على تعليم الأجيال».
وأشارت بن بشر إلى أن المرأة قيادية، وتم تمكينها في الإمارات منذ تأسيس الدولة، مؤكدةً أن القيادة الرشيدة حريصة دائماً على الارتقاء بدور المرأة، وإتاحتها الفرصة لقياديات شابات يقدن صروحاً كبيرة.
وخارج الإطار الرسمي للمهام الموكلة للمدير العام لمكتب دبي الذكية، أعربت بن بشر عن اهتمامها بالرياضة، وثمّنت في هذا الإطار مبادرة «تحدي دبي للياقة»، التي أطلقها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم.
وعن طموح المدير العام لمكتب دبي الذكية، قالت بن بشر: «طموحي الأول والأهم هو خدمة الوطن والمواطن، وردّ الجميل لوطننا الغالي، الذي وفّر لنا الحياة الكريمة، وسبل التعليم المتميز»، ودعت الطالبات إلى الحرص على رفع راية الإمارات عالياً، قائلةً: «كل واحدة منكن هي علم ومسؤولة عن رفع راية بلدها».