إماراتي يهوى تقليد شخصيات «مصاصي الدماء والقراصنة والسحرة»
أحمد المنصوري.. «متقمص» بدرجة ماجستير
على الرغم من تبدل ملامح وجهه في المهرجانات المختلفة التي يظهر بها، إلا أن حضور الموهبة الإماراتية أحمد المنصوري أصبح مألوفاً لدى مرتادي مناسبات متعددة، تستضيفها الإمارات عموماً، ودبي خصوصاً، لاسيما تلك التي تستعين في برامجها بفقرات استعراضية وترفيهية.
كل عمل يُطعم خبزاً يرفض الموهبة الإماراتية الشابة أحمد المنصوري إقرار مقولة إن الفن لم يعد يُطعم خبزاً، مضيفاً: «الفن عمل، وكل عمل من المنطقي أن يُطعم خبزاً، لكن المهم أن يعمل المبدع خصوصاً على تطوير أدواته وموهبته. ووفرت - ولله الحمد - لنا دولة الإمارات ما لم يكن متوافراً لأجيال سابقة، وأنشأت معاهد وتخصصات لشتى الفنون، فصار الإبداع لوناً مهماً من ألوان نهضة وتطوير المجتمع». وينصح المنصوري من له إبداع أياً كان، قائلاً: «لا تخجل من الافتخار بإبداعاتك، واسعَ في المكان المناسب». طريق الاحترافية استعرض أحمد المنصوري أهم الشخصيات العالمية، التي تقمصها في المرحلة الأخيرة، ومنها القرصان جاك سبارو القادم من فيلم «قراصنة الكاريبي»، ومصاص الدماء بارناباس كولنز من فيلم «الظلال السوداء»، وملك سلالة الجن ثراندويل من فيلم «الهوبيت»، والساحر جاندالف من فيلم «سيد الخواتم». ويرى المنصوري أن مشاركته لثلاث دورات في مهرجان الشرق الأوسط للأفلام والقصص المصورة في دبي، هو الحدث الذي وضع أداءه على طريق الاحترافية، مضيفاً: «أيقنت حينها أن هناك الكثير من مهام الفنون المساعدة يجب أن أستوعبها، لاسيما في ما يتعلق بالأزياء والإكسسوارات وغيرها». |
من يقف وراء هذا الوجه، وما أبرز ملامح شخصيته الحقيقية التي تخفي القرصان «جاك سبارو» القادم من فيلم «قراصنة الكاريبي»، وسواه من الشخصيات، ولماذا يفضل المنصوري هذه النوعية؟ وغيرها من الأسئلة، يجيب عنها المنصوري في حواره مع «الإمارات اليوم».
ويرى المنصوري، الذي شارك لثلاث دورات متتالية في معرض الشرق الأوسط للأفلام والقصص المصورة بدبي، أن «تقمص الشخصيات» فن قائم بذاته، ولا علاقة له بالتمثيل، موضحاً: «أنا متقمص للشخصيات ولست ممثلاً، ولا أبحث عن وجود في أدوار دراما تلفزيونية أو سينمائية، فالتمثيل فن مختلف تماماً، وبحاجة إلى أدوات مغايرة».
ربما يفاجأ من صادف المنصوري بالفعل، بأن هذا الوجه المتبدلة ملامحه، يعود بالأساس إلى شاب مثقف، يحمل درجة ماجستير في إدارة الأعمال، من جامعة الشارقة. ويقول: «كانت بداية شغفي بهواية تقمص الشخصيات مبكرة، ومنذ بدايات التحاقي بالمدرسة، لكن الإشكالية هي نمو شغفي أيضاً بمجال أكاديمي يتعلق بالحسابات، لذلك كان اختيار التخصص الجامعي صعباً بالنسبة لي».
ويضيف المنصوري، الذي يرى أن الخجل من خروج الموهبة إلى النور عدو الإبداع الأول: «بعد استغراق في التفكير، قررت أن أكمل دراستي العليا بإدارة الأعمال، وأن تكون هوايتا الرسم وتقمص الشخصيات متلازمتين معي، بحيث يمكنني ممارستهما في أي وقت. لاسيما أن الجمع بين الهواية والتخصص لم يعد مستحيلاً، في ظل مجتمع إماراتي منفتح على المواهب، ومحفز على الإبداع».
البداية من المنزل
بداية اختبار الموهبة أمام الجمهور انطلقت من المنزل، ومحيط العائلة، بالنسبة للمنصوري: «مع تطور موهبتي كنت أجمع ما يتمكن لي من القطع وصياغة ملابس وأزياء شخصية معينة، ورغم غياب الاحترافية في تلك الفترة، إلا أنها - حسب شهادات المحيطين - تطورت مع تكرار المحاولات».
وحول الخطوة التالية، يقول: «كانت هواية تقمص الشخصيات نادرة جداً في تلك المرحلة، والفعاليات التي تستوعبها قليلة، ما جعلني بالفعل من أوائل الإماراتيين الذين مارسوها بتوسع. ودبي دائماً سباقة في أي مجال، لذلك سيجد المتابع أن رواج هذه الهواية بالإمارات منشؤه دبي، ما دفع المهتمين بها من الخليج إلى أن يقصدوا دبي، متأثرين بحالة البهجة والاستغراق في فن تقمص الشخصيات عبر عروضها».
ويستطرد المنصوري: «ربما جاءت بداية التحول من محيطي الخاص إلى المشاركة في إنجاح المناسبات والمهرجانات، عبر تواصل المعنيين معي بشكل مباشر من خلال موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك)، لكنها ظلت بداية خجولة ومحدودة، قبل أن تزدهر تدريجياً».
ويرى أن ملامحه وطبيعة جسده، أسهمت في تواؤمه مع ما يحمله من موهبة «تقمص» شخصيات بعينها: «دائماً يهمني أن تكون ملامح الشخصية التي أود أن أتقمصها مشابهة لملامح وجهي أو يتناسق حجم وهيئة جسم الشخصية مع هيئتي، ودائماً كنت أحب لعب دور الشخصيات الخيالية، والتي تعجبني أدوارها، لدرجة أنني أقلد صوت الشخصية التي أتقمصها».
لا إحباط
حالة تهميش هذا النوع من الأداء، والتعامل معه بسخرية لاذعة أحياناً لم تحبط المنصوري الذي يؤكد أنه سعيد بفنه، سواء بين زملائه في العمل أو سواهم: «تقمّص الشخصيات فن حديث بالنسبة للمجتمع العربي والخليجي خصوصاً، ومن المعلوم أن من طبائع الناس رفض ما يعتبرونه غير مألوف على المجتمع، سواء إيجاباً أو سلباً، وكنت متفهماً لهذه المشاعر منذ البداية، وأنصح كل شخص قبل أن يحكم على فن تقمص الشخصيات بعجالة قد تكون غير موفقة، أن ينظر إلى مدى متعة وجمال نتاجه»، مؤكداً أن من يخجل من مهاراته لن يتمكن من الإبداع.
هناك خطوات يقوم بها المنصوري من أجل استيعاب ملامح شخصية ما: «أقوم بالتدقيق على الشخصية التي أتقمصها، فأراقب أداءها الحركي، تعابير وجهها، نبرة الصوت، وضعيات الوقوف والجلوس، ومع الأداء يحدث تغيير كامل لسماتي وأتعايش مع الدور بشكل مطلق».
ويطمح المنصوري إلى الخروج من المحلية الى آفاق عالمية، والحضور بشكل فعال في المهرجانات الدولية، مضيفاً: «لذلك أنا على موعد الآن مع مزيد من محاولات تجويد أدواتي، خصوصاً في مهارات صناعة الأزياء والإكسسوارات الخاصة بكل شخصية».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news