فيروز في عيد ميلادها تجمع العرب.. رغم كل خلافاتهم
«جارة القمر».. «سفيرتنا إلى النجوم».. «سيدة الصباح».. «قيثارة السماء».. «سفيرة الأحلام».. «صوت الأوطان».. «الصوت الملائكي».. وعشرات الألقاب الفنية المرافقة لمسيرة فيروز الغنائية، التي بدأتها كمغنية كورال في الإذاعة اللبنانية قبل أن تنطلق بصوتها وتصدح بأجمل الأغاني التي تجاوزت 800 أغنية، إلى جانب مسرحياتها ومشاركاتها السينمائية الخالدة، التي ظلت محفورة في أذهان جمهورها، الذي أحبها وتوّجها على عرش الصباحات أيقونة للفرح والتفاؤل والأمل المنبثق من أرض القدس إلى قلب المدن العربية.
قبل يوم، احتفل عشاق الفنانة بعيد ميلادها الـ82، وهو ما اتفق عليه العرب من كل الجهات والمشارب متجاوزين كل خلافاتهم، فوثَّقوا الود بأرق عبارات المحبة والتقدير، بعد أن أطلقوا وسماً خاصاً باسم (#عيد_الدني) وضمنوه مختارات من أرشيف صور الفنانة الغني وأغنياتها المحببة إلى قلوب جمهورها، الذي ظل دوماً «ببالها»، بعد أن خصته قبل أشهر قليلة بألبومها الأخير «ببالي»، ومن قبله «إيه في أمل».
مسيرة نجاح
بداية مشوار فيروز الفني كانت في كواليس الإذاعة اللبنانية، حيث عملت في فرقة الكورال، قبل أن يكتشف صوتها الموسيقي محمد فليفل ويضمها إلى فريق إنشاد الأغاني الوطنية، ومن ثمَّ لحن لها حليم الرومي مدير الإذاعة اللبنانية آنذاك أولى أغانيها، وشاءت المصادفة أن تلتقي فيروز بعاصي الرحباني في عام 1952 فكان اللقاء الانطلاقة الحقيقية لنجوميتها، مع ارتباط اسمها بالأخوين الرحباني في أغنية «حاجة تعاتبني»، إلى جانب مئات الأغاني التي شكلت منعطفاً مهماً في مسيرة الأغنية العربية، لتميزها من ناحية الشكل الموسيقي ومضمون الكلمات والأشعار التي صدحت بها فيروز، حيث غنت الفنانة عشرات القصائد لأهم الشعراء العرب، كما جسّدت في أغانيها أنبل وأرقى المشاعر الإنسانية، فغنت للطفولة والحزن والفرح والأم والوطن والأرض، إلى جانب عشرات «اسكتشات» الماضي الجميل الغنائية، فيما وصلت مشاركتها في الأعمال المسرحية الغنائية إلى 15 مسرحية، بدأتها الفنانة بمسرحية «جسر القمر» عام 1962، ومسرحية «الليل والقنديل» عام 1963، و«بياع الخواتم» عام 1964، وصولاً إلى مسرحية «ميس الريم» عام 1975 ومسرحية «بترا» عام 1977، فيما اقتصرت مشاركاتها السينمائية في فترة الستينات من القرن الماضي على ثلاثة أفلام هي: «بياع الخواتم» في 1965، «سفر برلك» في 1967، و«بنت الحارس».
تكريم دائم
إلى جانب احتفاء الجمهور العربي بصوتها الملائكي، نالت فيروز العديد من الأوسمة والتكريمات العربية والعالمية، كما تم إصدار طوابع بريدية تذكارية في سورية ولبنان تحمل صورة الفنانة. إضافة إلى ذلك، تم تحويل بيت الطفولة الذي ترعرعت فيه فيروز في قلب العاصمة بيروت إلى متحف، في الوقت الذي اختارها الصليب الأحمر الدولي سفيرة تقوم بتمثيل العرب، إلى جانب أهم 10 شخصيات في العالم، أما في العيد الـ50 لاتفاقية جنيف، فقد بادرت فيروز بتقديم أغنية «الأرض لكم» بدلاً من إلقاء كلمة بهذه المناسبة، كما زارت الفنانة الإمارات مرات عدة.
صوت فريد
في أحد الحوارات الصحافية، وصفت سيدة الغناء العربي أم كلثوم صوت فيروز بـ«الفريد»، لافتة إلى الشعبية الواسعة التي تتمتع بها الفنانة في مصر، التي تعادل شعبيتها الكبيرة، سواء في لبنان أو في البلاد العربية، ويقال إنه في عام 1966، عندما زارت فيروز جمهورية مصر العربية لإحياء بعض حفلاتها، وكانت وقتها مقيمة بفندق «النيل هيلتون»، استقبلت كوكب الشرق أم كلثوم، التي علمت بوجودها وقررت زيارتها والالتقاء بها في بهو الفندق، في الوقت الذي قام موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب بتلحين ثلاث أغنيات نالت النجاح الكبير والانتشار الواسع في مصر والعالم العربي، ابتداءً من أغنية «جارة الوادي»، وصولاً إلى أغنية «اسهار».