جواهر القاسمي: أبناء الإمارات ومن يعيشون على أرضها سباقون لمساندة أشقائهم بالإنسانية

مواصلة لجهودها الإنسانية على المستوى الدولي، نظمت مؤسسة القلب الكبير، المؤسسة الإنسانية العالمية المعنية بمساعدة اللاجئين والمحتاجين في جميع أنحاء العالم، بالتنسيق مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، زيارة لوفد ضم مسؤولين حكوميين ورؤساء شركات خاصة من دولة الإمارات، أمس، إلى مخيم كوتوبالونغ للاجئي الروهينغا المسلمين بمنطقة كوكس بازار، للاطلاع عن كثب على أوضاعهم الإنسانية، ومساعدتهم في تأمين احتياجاتهم الضرورية، والتخفيف من معاناتهم.

• سوء تغذية.. ونقص أدوية

واحد من بين كل أربعة أطفال يعاني سوء التغذية جراء نقص المواد الغذائية والصحية، و7% من إجمالي الأطفال يعانون سوء تغذية حاداً، وهذه نسبة كبيرة جداً، مقارنة بالأزمات الطارئة التي تعاملت معها المنظمات الإنسانية حول العالم، ونتيجة للوفيات سواء في ميانمار أو أثناء رحلة اللجوء، ويوجد الآن في بنغلاديش أكثر من 5600 عائلة من الروهينغا، تعتمد في إعالتها على الأطفال.

• الوفد ضم مسؤولين من القطاعين الحكومي والخاص اطلعوا على أهم متطلبات الأزمة الإنسانية الأسرع نمواً في العالم.

تأتي هذه الزيارة تنفيذاً لتوجيهات قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة القلب الكبير، المناصرة البارزة للأطفال اللاجئين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بهدف حشد المزيد من الدعم المجتمعي لمساندة لاجئي الروهينغا، والاطلاع على الاحتياجات الضرورية والملحة، لتوفير أدنى مقومات الحياة الكريمة للنساء والأطفال والعائلات، الذين أُجبروا ويجبرون على الفرار من منازلهم يومياً هرباً من الصراعات، ويسيرون على غير هدى بحثاً عن الأمان والنجاة من الموت.

وضم الوفد كلاً من: العميد سيف الزري الشامسي، القائد العام لشرطة الشارقة، وبدر جعفر الرئيس التنفيذي لشركة «الهلال للمشاريع»، وخالد الحريمل الرئيس التنفيذي لشركة الشارقة للبيئة (بيئة)، ومدثر شيخة الرئيس التنفيذي لـ«كريم»، وعبدالسلام هيكل الرئيس التنفيذي لشركة هيكل للإعلام، وعبيد عوض الطنيجي سفير النوايا الحسنة في الأمم المتحدة وعضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الشارقة، وعلي مصطفى المخرج السينمائي، وإرم مظهر علوي المستشار الإداري الأول في المكتب التنفيذي لسمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، ومريم محمد الحمادي مدير مؤسسة القلب الكبير.

والتقى الوفد، في بداية الزيارة، عدداً من المسؤولين في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، استمعوا خلالها إلى الوضع الإنساني الصعب للاجئي الروهينغا، والمعاناة التي يعايشونها منذ بداية الأزمة في بلادهم.

ودعت سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي المجتمع الدولي بحكوماته وشعوبه إلى الخروج عن الصمت الظالم بحق لاجئي الروهينغا، مؤكدة أن أضعف الإيمان يكون بتقديم يد المساعدة لأشقاء لنا في الإنسانية تنتهك كرامتهم وحقوقهم وإنسانيتهم على مرأى ومسمع العالم أجمع، وقالت: «يواجه لاجئو الروهينغا، خصوصاً النساء والأطفال، معاناة تُخجل أي إنسان في هذا العالم، يجب أن نتحرك وأن نكون فاعلين إيجابيين لتخفيف المعاناة، كلنا قادرون على أن ننقذهم من الجوع والعطش والحرمان والموت، ما نحتاجه هو أن نتحد بمساعدتنا وإنسانيتنا في سياق واحد منظم لننقذ مئات الآلاف من مواطني الروهينغا».

وأضافت: «مبادرة العديد من المسؤولين، من رؤساء المؤسسات الحكومية والشركات الخاصة، بزيارة مخيمات اللاجئين الروهينغا، تثبت النوايا الصادقة لأبناء دولة الإمارات ومن يعيشون على أرضها، في مد يد العون والدعم والمساندة لأشقائهم في الإنسانية، والتضامن الحقيقي معهم في مختلف مواقع وجودهم، من خلال الاطلاع على أحوالهم، والسؤال عن احتياجاتهم، والسعي لتوفير كل ما يعينهم في ظروفهم الصعبة التي يعيشونها، لتخفيف آلامهم ووقف معاناتهم».

وأكدت الشيخة جواهر القاسمي أن الزيارة التي قامت بها مع صاحب السمو حاكم الشارقة إلى مخيمات اللاجئين الروهينغا في ماليزيا، خلال شهر مايو من العام الماضي، جعلتها تشعر عن قرب بالألم الحقيقي الذي يواجه هؤلاء المهجرين الأبرياء، الذين فقد بعضهم حتى الأمل الذي يعينه على مواجهة أعباء التهجير، لذلك فإن هذه الزيارة لوفد مؤسسة القلب الكبير هي مسعى لتوحيد الجهود لتمكين لاجئي الروهينغا من التغلب على اليأس، والثقة بأن المستقبل سيكون أفضل لهم ولأولادهم، بفضل هذا التكافل الإنساني مع قضيتهم والشعور بمعاناتهم.

والتقى أعضاء الوفد عدداً من العائلات اللاجئة هناك، وتلمسوا على أرض الواقع حجم المعاناة التي يعايشونها بشكل يومي، إلى جانب احتياجاتهم الكبيرة إلى الرعاية الصحية العاجلة، نتيجة تفشي العديد من الأمراض بين الأطفال وكبار السن نتيجة الأوضاع التي مروا بها، ابتداء من بلادهم ورحلة العبور إلى بنغلاديش التي كانت غالباً بين المشي على الأقدام والقوارب البدائية الصنع، انتهاء بمخيمات اللجوء المكتظة وغير المؤهلة لاستقبال هذا الكم من اللاجئين.

وقالت مريم الحمادي: «تشكل محنة لاجئي الروهينغا مأساة إنسانية حقيقية، فمنذ أن بدأت أحداث فصولها العام الماضي وحتى اليوم، ارتفعت أعداد اللاجئين بصورة قياسية لتتخطى المليون لاجئ، معظمهم غير قادرين على تلبية احتياجاتهم الأساسية البسيطة، فيما يزداد الضغط على دول اللجوء، وأهمها بنغلاديش، التي تستقبل مئات الآلاف منهم».

وأضافت: «تسعى مؤسسة القلب الكبير إلى مد يد العون للاجئين والنازحين والمهجرين عن ديارهم بفعل ويلات الحروب والنزاعات حيثما كانوا حول العالم، لتلبية احتياجاتهم والتخفيف من معاناتهم خلال رحلة اللجوء الحافلة بالمخاطر، وتعتبر محنة لاجئي الروهينغا من أكبر المحن التي تستحق تكاتفاً دولياً كبيراً لإغاثة المحرومين من أبسط مقومات الحياة».

الأكثر مشاركة