إبراهيم الملوحي.. «الأب الروحي» للقهوة في الخليـج
كانت ذكريات إبراهيم الملوحي، المعطرة برائحة تحميص القهوة مع جدته، وهو في التاسعة من العمر، الدافع الأساسي لعشقه القهوة، ودخوله إلى عالمها، بعد البحث والدراسات في المجال. سافر عام 2004 إلى أميركا، وتناول كوباً من القهوة في مقهى صغير، دفعه إلى البحث في عالم هذه البذور السوداء والتي كانت تستهويه من الصغر حين كان يزور جدته في فريج المرر، وبدأ منذ عام 2004 إلى 2015 يبحث في كيفية افتتاح المقهى الخاص به.
تم اختيار المقهى الخاص بالملوحي ضمن أفضل 20 مقهى في العالم أقيم الأسبوع الماضي في حي دبي للتصميم حدثاً يعرف الناس بثقافة القهوة. وتعرفنا خلال الحدث من الباريستر في مقهى ياباني، كيم لاغوادور، على نوع القهوة التي يقدمونها، مشيراً إلى أنهم يحصلون على أنواع القهوة من إسكندنافيا، ومنها ما يتم تحميصه في الدنمارك، منوهاً بأن القهوة تنبت في الأماكن الحارة، ولكن أحياناً يتم اعتماد التحميص في بلدان لا تزرع القهوة. ولفت إلى أنها تتميز بكونها خفيفة المذاق. مزايا قدم إبراهيم الملوحي، بعض المزايا الخاصة التي تحملها القهوة، مبيناً أن البشر يحتاجون إلى الكافيين، ومن الممكن أن يشرب المرء خمسة غرام من الكافيين في اليوم، لكنه لا يتحملها دفعة واحدة، والفنجان لا يحتوي إلا على 12 ملغراماً من الكافيين، وبالتالي يمكن أن يتناول المرء الكثير من القهوة، بينما الوسطية تعد من الأمور المهمة. ولفت إلى وجود حسابات مدروسة في كيفية تقديم القهوة مع الحليب. تدريب من خلال المقهى الخاص به يعمد الملوحي إلى تقديم التدريب لمن يرغب في العمل في الباريستا، فيقدم لهم البرنامج التعليمي، وبعد ذلك يباشرون العمل في أماكن أخرى، مشيراً إلى أن البرنامج الذي يقدمه يمكنهم من إيجاد فرص عمل بشكل مباشر، كما أنه أسهم برفع رواتب الباريستا بسبب التعليم، لأن الأخير يلعب دوراً بارزاً في تطوير المهنة. |
يؤمن الملوحي المعروف بلقب الأب الروحي للقهوة في الخليج أن من يريد أن يقوم بعمل ما، فعليه أن يتقنه تماماً، لهذا قام في الفترة الأولى بزيارة إلى أميركا مدتها شهر ونصف الشهر، مرّ فيها على المقاهي، وقسم رحلته من لوس أنجلوس إلى واشنطن أولاً، وبعدها قام برحلة من سان دييغو إلى سياتيل، بهدف فهم ثقافة القهوة في أميركا. بعد هذه الرحلة بدأ الملوحي بتدعيم ثقافته الخاصة بالقهوة، من خلال الدبلوم الخاص بالقهوة، الذي يدرس من قبل منظمة القهوة العالمية. حصل على هذا الدبلوم بعد أن درس نحو عام ونصف العام.
بعد الانتهاء من الدبلوم المختص في القهوة، سافر الملوحي إلى إسبانيا، وبعدها زار مزارع الفيتنام، بسبب وجود نوعين من القهوة، هما الأرابيكا والروكوستا، لافتاً إلى أن النوع الأول يتميز بكونه خفيفاً، كما أن فيه نسبة سكر أعلى، بينما في النوع الثاني يكون مذاق القهوة أقوى والسكر أقل. بعد هذه التجربة زار إثيوبيا، والتقى المزارعين الذين كان يذهب معهم إلى الجبال لقطف القهوة. ثم انتقل إلى أميركا لتعلم كيفية تحضير القهوة، لينتقل بعدها إلى الجامعة في لندن، ويحضر درجة الماجستير، فيما كان مشروع التخرج الذي عمل عليه، كيف يمكن أن تفتتح مقهى. أكد الملوحي أن الدكتور الذي أشرف على بحثه، قال له إن هذه التجارة لن تنجح، الأمر الذي شكّل صدمة له، لكن لم يمنعه من المواصلة والإصرار، لأن إيمانه بإمكانية تطبيقها كان أقوى.
بعد هذه الرحلة عاد الملوحي إلى الامارات، وافتتح المقهى الخاص به في جميرا، والذي يحمّص القهوة فيه بمفرده. ووضع خطة كي ينتقل إلى حي دبي للتصميم، وقد تمكن من تحقيق هذه الخطوة في بداية الشهر الماضي.
يعرف إبراهيم من خلال وسائل التواصل بـ«الأب الروحي للقهوة» على مستوى الخليج، وحصل على هذا اللقب بعد أن استخدم كل وسائل التواصل الاجتماعي، من أجل التثقيف بمجال القهوة، والكتابة عنها. ولكنه لم يكتف بهذا الدور، فبعد أن قام بمجموعة من الخطط، كان من ضمنها، الحصول على البطولات والجوائز في مجال القهوة، فحاز في عام 2015 بطولة محلية، ومثل الإمارات في بطولة العالم، وقد تم اختيار المقهى الخاص به ضمن أفضل 20 مقهى في العالم، بتقييم من منظمة القهوة العالمية.
أشار الملوحي إلى أنه يجلب القهوة من إثيوبيا المعروفة بكون القهوة فيها تحمل مذاق الفاكهة، ومنها الفراولة، إلى جانب القهوة المميزة من باناما، بينما هذه الأنواع من القهوة تقدم بشكل حصري للمقهى الخاص به، لأنه يطمح إلى أن يقدم التوعية في مجال القهوة أكثر من السابق. ونوه بكونه يقدم أحد أغلى أنواع القهوة في العالم، وقال عن خصائص هذه القهوة، «تعد من الأغلى، لأنه من الصعب إيجاد هذه الحبوب، كما أن المزرعة، تنتج كمية محدودة من القهوة، ولا يبيعون القهوة فقط من أجل البيع، بل لمن يقدّر قيمتها».
طموح الملوحي لا يتوقف عند الذي حققه، بل يسعى إلى إطلاق المقهى للعالمية، مشيراً إلى أنه بعد أن حقق نجاحه تلقى دعوة من الجامعة التي حضر الماجستير فيها، ليلقي محاضرة حول تجربته، بحيث أكد له الدكتور الذي أشرف على مشروعه أنه رأى أرقاماً، ولكنه لم ير الشغف الذي يحمله في هذا المجال، معتبراً الشغف أساس النجاح، خصوصاً أنه اقترن بالإيمان بالتجربة وبالقدرة على تحقيق الحلم. وأشار إلى أنه واجه بعض الانتقادات حول المجال الجديد، وكيف يمكن أن يقف ويحضر القهوة، موضحاً أنه ينظر إلى كل أنواع العمل بشكل مغاير للنظرة المجتمعية التي تضع المهن ضمن مراتب، موضحاً أنه تعلم هذا المفهوم من جده، الذي كان يملك مزرعة أغنام، وكان يذهب معه أحياناً إلى المزرعة.
للإطلاع على الموضوع كاملا يرجى الضغط على هذا الرابط.