ليلة ظهور الوصيف في «يولة فزاع» تنتصر للناشئين
كأن بطولة «فزاع للناشئين» قد عادت، لكن بحلة الكبار ومنافساتهم من أجل اللقب.. هذا هو مؤدى ما شهدته الجولة الثالثة من بطولة فزاع لليولة، التي استضافتها، مساء أول من أمس، قلعة الميدان في القرية العالمية، التي تضمنت استعراضات أربعة متسابقين، نصفهم قادم لبطولة الكبار للمرة الأولى، بعد أن حقق حضوراً مميزاً في نظيرتها المخصصة للناشئين.
رسالة وطنية وصف الفنان فاضل المزروعي ـ الذي يحافظ على موقعه ضيفاً للفقرة الفنية للبطولة في مختلف دوراتها تقريباً ـ وجوده، وتلبيته دعوة مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، بـ«الرسالة الوطنية». وأضاف المزروعي «نجحت بطولة فزاع لليولة، طوال السنوات الماضية، في نشر أحد أهم أشكال الموروث الإماراتي المتمثل في اليولة، لذلك فإن الوجود الفني عبر هذه المنصة، يعد بمثابة تعزيز لهذا النجاح، والاستفادة منه أيضاً في تقديم لون فني تراثي يوائم هذا المشهد البهي». بين ميدانين بين ميدانين، أولهما للناشئين، وثانيهما للكبار، شارك اليويل سعود جمعة الحايري في مختلف دورات بطولة الناشئين، منذ سن السادسة، قبل أن يصل إلى سن الـ14، ليتمكن من المشاركة للمرة الأولى، مساء أول من أمس، في بطولة الكبار. وحرص والد اليويل، الذي قدم أداء مبهراً أمام لجنة التحكيم، على الوجود في مدرجات قلعة الميدان، ليراقب أداء نجله عن كثب، قبل أن يشارك الجمهور تصفيقاً ملتهباً، عقب نجاح ابنه في الإقدام على مهارة رمي السلاح في ست محاولات متتالية، ليحصل على 49 درجة، ويضمن ما يقارب 12 ألف صوت بشكل مبدئي في سباق انتزاع بطاقة التأهل. • مهارات الجولة الثالثة امتازت باستعراض مهارة رمي السلاح لـ 17 متراً. |
وبـ20 رمية ناجحة، وهي المهارة الأكثر تشويقاً وإثارة لجمهور اليولة، شهد «الميدان» في هذه الجولة أداءً فنياً مميزاً، جعل الجمهور يتوقع هذه الإثارة، بسبب كونها الجولة التي تشهد الظهور الأول لوصيف النسخة الماضية من البطولة، وهي واحدة من الجولات التي عادة ما تمزج بين مهارة الأداء بالنسبة للوصيف، وروح التحدي الذي يتحلى به منافسوه من أجل إثبات جدارتهم في انتزاع بطاقة التأهل.
وعلى إيقاع أغنية «عظيم»، للفنان ميحد حمد، وكلمات سعيد بن مصلح الأحبابي، وألحان فايز السعيد، استعرض متنافسو المجموعة الثالثة مهاراتهم أمام الجمهور ولجنة التحكيم التي أعلنت تأهل كل من سعيد بن هويدن الكتبي بالمرتبة الأولى، واليويل مطر الحبسي بالمرتبة الثانية عن المجموعة الثانية.
وكانت البداية مع عبدالله الكتبي، الذي تمكن من قرع أجراس الميدان أربع مرات متتالية دون أخطاء على ارتفاع 17 متراً، وقدم أداء وصفته اللجنة بالمتزن، الذي جمع بين اليولة الأرضية و«الفر» والدوران. وأثنت اللجنة على العرض الذي قدمه، خصوصاً أن أداءه كان متوقعاً من يويل اكتسب مهاراته من ميدان الصغار ويولة الناشئين، ونصحته بمزيد من التدريبات، ومنحته 48 درجة.
وقادماً من بطولة الناشئين أيضاً قدم ثاني المتسابقين، سعود محمد جمعة الحايري، استعراضاً أشادت به لجنة التحكيم ومنحته 49 درجة، وهي الدرجة الأعلى في هذه الجولة. ونجح الحايري في قرع أجراس الميدان خمس مرات دون أي أخطاء، وبثقة وثبات يبشران بأن البطل القادم من بطولة الناشئين يتطلع إلى منصة تتويج الكبار في هذه الدورة.
موعد مع الوصيف، كان عنوان ثالثة الفقرات الاستعراضية التنافسية من خلال حمدان بن مصلح الأحبابي، الذي دخل الميدان مصحوباً بهتاف الجماهير، قبل أن يقدم استعراضاً مليئاً بالحماس، فيما تمكن من قرع جرس الـ17 متراً ست مرات متتالية، أوقع خلالها الغترة مرة واحدة، إلا أنه عوضها برمية صائبة، فاختارت لجنة التحكيم أفضل خمس محاولات لاعتمادها.
ورغم أدائه الجيد، الذي منحته عليه 49 درجة، قدمت اللجنة عدداً من النصائح الاسترشادية للوصيف، منها أنه لا ينبغي أن تغيب عنه مسألة التركيز واحتساب المسافة الصحيحة عند «الفر»، منعاً لوقوع السلاح، إضافة إلى ضرورة انسجام الخطوات مع إيقاع اليولة، وعدم التسرع.
وبرقم قياسي في رمي السلاح بهذه الجولة، استعرض رابع المتسابقين حمد ثاني بالكديدة الفلاسي مهاراته المختلفة، وتمكن من قرع الجرس ست مرات على ارتفاع 17 متراً، إلا أن المحاولة الرابعة قد أوقعت سلاحه، فاحتسبت اللجنة خمساً منها، وقررت منحه 48 درجة.
وأشادت اللجنة بالأداء المتزن للفلاسي، لكنها نصحته بمزيد من التدريب بشكل مكثف على التحكم بالسلاح والرمي والاستلام بمهارة أكبر.
وحل الفنان فاضل المزروعي ضيفاً للفقرة الفنية للجولة، وقدم أغنيتين من آخر أعماله، الأغنية الأولى بعنوان «اتحدنا»، وهي من كلمات الشاعر ذياب المزروعي، وألحان عبدالله الشحي، والثانية بعنوان «ريم أبوظبي»، من كلمات مانع سعيد العتيبة، وألحان مبارك العامري.
وفي الفقرة الشعرية، أهدى الشاعر مطر الدرمكي قصيدة إلى سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، وهي قصيدة جديدة بعنوان «حميد الشمايل». وتقدم الشاعر الذي يشارك للمرة الأولى في البرنامج منذ انطلاقه، بالشكر إلى جميع القائمين على حفظ الموروث الاجتماعي، الذي كاد أن يندثر، وإعادة إحياء هذا الفن الشعبي الإماراتي بشكل شيق يستهوي الشباب والناشئين، كما أشاد بجهود مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث في تنظيم سلسلة واسعة من البطولات التراثية ونشرها على المستوى العالمي.
من جانبها، أكدت مدير إدارة البطولات في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، سعاد إبراهيم درويش، أن المستوى الفني لأداء المتسابقين في مجمله، مع ختام الجولة الثالثة، جاء متميزاً، مضيفة «حافظت المنافسات منذ الحلقة الأولى على المستويات الجيدة المقدمة من اليويلة المشاركين، ما يعكس مدى حرصهم على استعراض مهاراتهم بتأن وحرفية عالية». وتابعت: «رغم ذلك لاتزال اللجنة المنظمة للبطولة تطمح إلى مستويات أبعد تميزاً، لتسهم في مزيد من تحفيز الجماهير على التصويت بشكل أكبر، وتعزز من مكانة البرنامج والمسابقة».