نخبة «يولة فزاع».. الحبسي يبهر بسلاحين.. وبن حرمش ينفرد بذراع حديدية
عاش عشاق المنافسات التراثية، مساء أول من أمس، ليلة مثالية، أثناء متابعة أولى منافسات مجموعة النخبة، التي تؤشر إلى استهلال منافسات «الثمانية الكبار»، الذين ضمنوا مقاعدهم عقب تأهلهم من مرحلة المجموعات، في طريقهم نحو منصّة التتويج الرباعية للدورة الـ18.
وجاء ازدحام القرية العالمية في تلك الليلة تحديداً، فضلاً عن مثالية الطقس لإشعال حركة اليويلة، ليزيدا من حماسة الاستعداد لترقب بدء المنافسات، التي تصدرها إعلان نتائج المجموعة الرابعة، التي رشحت اسمي آخر المنضمين إلى الثمانية الكبار.
واستضافت الفقرة الفنية الفنان سلطان الريسي، وحلّ الشاعر سيف المنصوري ضيفاً على الفقرة الشعرية.
«الثانية» ليست «الأخيرة» أعرب الفنان الإماراتي سلطان الريسي، عن أمله في استمرار مشاركاته الفنية على منصّة بطولة فزاع لليولة، معتبراً الاستدعاء والترشح للوقوف أمام جمهور «يولة فزاع» بمثابة تقدير فني رفيع. وأضاف: «أشرف بوجودي على هذه المنصّة للمرة الثانية، التي آمل ألا تكون الأخيرة، لاسيما أننا في رحاب عام مميز، عنوانه (زايد الخير)، ما يضاعف من امتناني بالانضمام لقائمة رفيعة من الأسماء التي استوعبتها على مدار دوراتها المختلفة، منصّة بطولات فزاع التراثية». تجربة رائعة بينما كانت الليلة قبل الماضية، هي الثانية في تجربة سلطان الريسي مع «يولة فزاع»، إلا أنها تعدّ الأولى بالنسبة لضيف الفقرة الشعرية، الشاعر سيف المنصوري. ووصف المنصوري تجربته لإلقاء «هامة المجد» أمام جمهور «يولة فزاع» بـ«الرائعة»، معرباً عن أمله في المحافظة على وجوده خلال الدورات المقبلة. وأضاف: «لا يسعني سوى أن أتقدم بالشكر لكل من يدعم مسيرة حفظ التراث، من خلال المبادرات أو المسابقات أو الفعاليات الهادفة، التي تظهر خصوصية الموروث المحلي». • 49 درجة حازها الحبسي، وبن حرمش، وفق تقييم لجنة التحكيم. |
واكتمل عقد النخبة بالفعل بنتيجة منطقية أعلنها اليويل المخضرم عضو لجنة التحكيم السابق مسلم العامري، إذ انتزع سعيد الكعبي بطاقة التأهل الأولى في مجموعته، وحلّ في المرتبة الثانية اليويل سيف سلطان الكتبي، ليكتمل بذلك عقد المتأهلين إلى مرحلة النخبة.
وأوقعت القرعة المثيرة اثنين من أمهر المتنافسين وجهاً لوجه، في مستهل منافسات الثمانية الكبار، وهما: مطر الحبسي، وراشد بن حرمش المنصوري، اللذان أصبح أمام كل منهما بذل أرفع مهارات فن اليولة، من أجل الظفر ببطاقة وحيدة مؤهلة للمربع الذهبي للبطولة، ومن ثم ضمان مقعد على منصّة التتويج.
جماليات
أطلت للمرة الأولى، خلال منافسات هذا العام، جماليات الاستعراض بسلاحين في وقت واحد، في حين كان كسر حاجز الـ20 متراً، في مهارة رمي السلاح، الأكثر حضوراً أيضاً في هذه الجولة، لتكون بحق فاتحة مثالية لمنافسات المرحلة التي تواتر وصفها بأنها مرحلة «الثمانية الكبار».
وقصد المتسابق مطر الحبسي، أرض الميدان حاملاً سلاحين في الوقت ذاته، دون أن يبدو عليه أدنى ارتباك للتسنيق بينهما، وقدم أداءً مبهراً، وكانت خطواته متناسقة مع الدوران الأرضي والإيقاع، حصد معها هتاف الجماهير، وباشر بعد ذلك برمي السلاح ست مرات، أصاب فيها خط الليزر على ارتفاع 17 متراً، ووقع سلاحه خارج أرض الميدان مرة واحدة، لكن اللجنة احتسبت له أفضل خمس رميات منها. وأشادت اللجنة بيولته، وتمكنّه من السلاح، ومنحته 49 درجة، لتكتفي بخصم درجة وحيدة من المجموع الكلي للتقييم.
وإذا كان الحبسي قد راهن على مفاجأة الجمهور ولجنة التحكيم بالاستعراض بسلاحين، فإن المتسابق الثاني راشد بن حرمش المنصوري، فاجأ الجميع بذراع حديدية قادرة على الذهاب بالسلاح عبر مهارة رميه وإعادة استلامه إلى أبعد مدى يتم الاعتداد به في البطولة، متجاوزاً حاجز الـ20 متراً، وهو أقصى حد يمكن قياسه وفق معايير السلامة المتبعة بالبطولة. واستعرض يولته بثقة كبيرة، وتأن في الخطوات، وفاجأ الجماهير عندما بدأ برمي السلاح، ليصيب خط الليزر على ارتفاع 20 متراً، وسط هتافات وتشجيع الجماهير، قبل أن يستمر في الرمي ليصيب الهدف على الارتفاع نفسه ثلاث مرات متتالية. وكأن منافسات اليولة تأبى إلا أن تكون مفتوحة على كل الاحتمالات، وفي ذروة جماليات أداء بن حرمش المنصوري، وفي محاولة أخيرة لمهارة رمي السلاح أصاب اليويل الهدف، إلا أن السلاح سقط خارج أرض الميدان، وهي من الأخطاء الخطرة التي تستوجب خصم نقاط بشكل مباشر من المتنافس.
رغم ذلك، أثنت لجنة التحكيم على يولته، مؤكدة أنه أول يويل أصاب خط الليزر على علو 20 متراً منذ انطلاق البطولة، ونصحته بمزيد من التمرين على التحكم بالسلاح في المرحلة المقبلة كونها مرحلة حاسمة، وبأن حرفيته كفارس حمل كأس البطولة من قبل، تضع على عاتقه مسؤولية تقديم الأفضل دائماً، لتمنحه درجة منافسه ذاتها، بخصم درجة وحيدة من العلامة الكلية.
«الحب يزيد»
في الفقرة الفنية، قدم الفنان سلطان الريسي، أغنيتين حصريتين، أهداهما لشعب الإمارات، الأولى بعنوان «كل يوم الحب عندي لك يزيد»، من كلمات الشاعر محمد المطيوعي، وألحان المطرب نفسه، و«الشوق»، وهي من كلمات جمعة الكعبي، وألحان عبدالله المعمري، وهي الأغنية التي وجدت تفاعلاً ملحوظاً من جمهور الميدان، على الرغم من أنها يتم الكشف عنها للمرة الأولى. وفي الفقرة الشعرية قدم الشاعر سيف المنصوري، الذي حلّ ضيفاً على أرض الميدان للمرة الأولى، قصيدة بعنوان «هامة المجد»، مهداة إلى صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وإلى سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي.