سمر: أعود إلى جمهوري بعد تجربة الأمومة
تسعة أعوام متصلة، أمضتها الفنانة سمر بمنأى عن الغناء والوسط بشكل عام، قبل أن تقرر، أخيراً، العودة عن قرار الاعتزال، وتطرح أغنية حملت عنوان «أبوس الأرض»، إلى جانب جملة من الأغاني المنفردة الجديدة، التي تستعيد بها الفنانة التواصل مع فنها وجمهورها الإماراتي والخليجي، فاتحة باب الاستفسارات، وحتى بعض موجات الاستغراب حول أسباب عودتها في الآونة الأخيرة، ومشروعاتها وخططها المقبلة، بعد تلك السنوات الطويلة من الغياب.
حسن الظن تؤكد الفنانة سمر أن سعيها الدؤوب، وحرصها على تقديم الأفضل إلى الجمهور، هما سر إحساسها الدائم بالتفاؤل والثقة. وتقول بنبرة لا تخلو من الثقة: «حسن ظني بالله، وثقتي بصوتي وموهبتي، إلى جانب مرحلة النضج التي أعتقد أنني وصلت إليها بعد كل هذه السنوات، عوامل مهمة في نجاحي مستقبلاً، ولا أبالغ إذا قلت لك إن زواجي وابتعادي كل هذه السنوات، بحكم تجربة الأمومة، قد ساعداني كثيراً على العودة إلى الجمهور بشكل مغاير». تحية خاصة وجهت سمر تحية خاصة إلى من ساندها في قرار عودتها إلى الغناء، وقدم لها المساعدة والدعم اللازمين، مضيفة: «كل الشكر لإخواني وزملائي الفنانين فايز السعيد، وليد الجاسم، محمد مال الله، عادل إبراهيم، وجميع من آزرني في هذه العودة، ولا أنسى طبعاً جمهوري الحبيب الذي أمدني بشحنة هائلة من الإيجابية والسعادة، من خلال تعليقاته وردود أفعاله على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي». 3 أغنيات جديدة، سجلتها سمر، وهي: ضيعت مستقبلي، وفض لي نفسك، وعادي. |
وأكدت الفنانة سمر، في حوارها مع «الإمارات اليوم»، أن فكرة العودة لم تتخلَّ عنها منذ ابتعادها عن الوسط الفني، بل راودتها منذ عام 2013، لكن انشغالاتها الأسرية حالت دون ذلك، لتقرر أخيراً العودة مع بداية العام الجديد 2018.
وقالت: «استحوذت عليَّ فكرة العودة بشكل كبير، خصوصاً بعد مضي وقت لا بأس به من انصهاري في الأجواء الأسرية والعائلة والأطفال، ومرور سنوات حققت فيها طموح الأمومة، وأصبحت مسؤولة عن أربعة أطفال وربة بيت ناضجة، تعي مسؤولياتها الأسرية والحياتية بشكل عام».
تنظر سمر إلى أرشيفها الغنائي بفخر واعتزاز، على حد تعبيرها، مضيفة «لا أعتبر غيابي طوال هذه السنوات أمراً سيئاً بل بالعكس، مازلت أعتز بأغنياتي القديمة، ولم أندم في يوم من الأيام على أي خيار اتخذته في هذا المجال، رغم أنني خضت غمار العمل الفني وأنا لاأزال في الـ18 من العمر».
شغف لم يفارق
رغبة سمر في العودة، بررتها بحبها الكبير للفن وشغفها الدائم بالغناء، اللذين لم يفارقاها يوماً، في الوقت الذي لايزال فيه جمهورها الذي اعتبرها إضافة حقيقية للأغنية الإماراتية والخليجية يطالبها بالرجوع، اعترافاً بنجاحاتها واحتفاء برصيدها الغنائي الحافل بالأغاني الجميلة، التي يتذكرها الجمهور، مثل أغنية «الله على خلي» و«أما عشقته» و«خبر بفلوس»، وغيرها من الأغاني التي شكلت رصيداً فنياً تغنت به الفنانة الإماراتية، وانضمت فيه إلى عدد من أهم وأبرز نجوم الشعر والتلحين في الخليج العربي، أمثال عبدالله الرويشد، وعلي بن محمد، وغيرهما.
تعود سمر هذه المرة مع سفير الألحان فايز السعيد، في مفاجأة عبرت عنها بالقول: «انتهيت من تسجيل ثلاث أغنيات جديدة: الأولى بعنوان (ضيعت مستقبلي) التي يشرف على كلماتها رامي العبود، والثانية بعنوان (فض لي نفسك) من كلمات وشم، وستصدران قريباً، أما الأغنية الثالثة فاخترت لها عنوان (عادي)، وأظن أنني سأتريث قليلاً في طرحها، على اعتبار أنها أغنية طربية نوعاً ما»، وأضافت «لديَّ خطة بإعادة تسجيل بعض أغنياتي القديمة بطريقة الجلسة الطربية أو بأسلوب جديد، مثل بعض الأغاني التي لم تنل حقها من الانتشار حين إصدارها».
قريباً
لا تنأى سمر بالحديث بعيداً عن طموحاتها في الفترة المقبلة، وذلك بالتزامن مع إطلاق قناتها الرسمية على «يوتيوب»، ونشاطها الملحوظ على وسائل التواصل الاجتماعي، الذي عبرت به بشكل جلي عن إيمانها بأهمية هذه الوسائل الحديثة والمبتكرة، في التسويق لمختلف الأعمال الفنية المطروحة على الساحة، ودعم انتشار الفنان، وضمان وصوله الموفق إلى شرائح جديدة من الجمهور. وقالت: «لنعترف جميعنا بالدور الكبير لهذه الوسائل الجديدة، دون أن ننكر أهمية ودور وسائل الإعلام التقليدية في هذا الإطار، فمازلنا كفنانين بحاجة إلى الصحافة والتلفزيون والإذاعة، لإيصال صوتنا والحديث عن جديدنا، والتعبير عن أفكارنا ورؤيتنا حول العديد من الأمور الفنية، تماماً مثل منصة الجمهور الذي أهتم كثيراً بردود أفعاله»، مشيرة في الصدد نفسه إلى اعتزامها الجاد تطوير نفسها وفرض اسمها على الساحة، وتلافي الآراء السلبية في الطريق إلى الأفضل.
بوابة عبور
في المقابل، تعبر سمر عن صدمتها وامتعاضها الكبيرين، من محاولة البعض التأثير في قرار عودتها، من خلال بعض الحملات المضادة، التي تعمد البعض إثارتها على وسائل التواصل الاجتماعي؛ مثل إطلاق وسم مضاد لها رفضت الحديث عن تفاصيله، قائلة «على قدر ما صدمت بهذا الفعل، إلا أنني لا أود أن أعير الأمر اهتماماً كبيراً، خصوصاً أن الجمهور ذكي جداً وقادر على إعادة اكتشاف ما سأقدمه من جديد، على صعيد الأغنية المحلية والخليجية والعربية، لاسيما أن لديَّ طموحات كبيرة لتقديم مختلف ألوان الغناء العربي، وبألحان وكلمات متميزة».
لهذا السبب، تشعر الفنانة الإماراتية العائدة إلى الغناء، أخيراً، بحماسة غير مسبوقة، لتقديم ما تراه متماشياً مع الجمهور الجديد، ومعطيات الساحة الفنية المعاصرة، التي لم يتعرف فيها البعض إلى مشوارها الفني السابق.
وتابعت: «شعرت بأن أغنية (أبوس الأرض)، التي طرحتها أخيراً، يمكن أن تكون بوابة عبور مناسبة وجديدة إلى ذائقة الجمهور، خصوصاً أنها أغنية شبابية، ومحاولة جديدة للابتعاد عن الأجواء الطربية، التي سأعود إليها بشكل تدريجي في المستقبل القريب إن شاء الله».