تُعرض في «واحة السجاد والفنون».. وبعضها يعود إلى القرنين 18 و19

«أنتيك».. قطع نادرة تروي حضارات العالم

صورة

وسط قطع السجاد، يتميز الجناح الخاص بـ«أنتيك وآرت غاليري» في معرض واحة السجاد والفنون، الذي يقام ضمن مهرجان دبي للتسوّق، ويختتم اليوم، بكونه يحمل إلى الجمهور قطعاً مميزة من الأنتيك تعود بمعظمها إلى القرنين 18 و19. وإلى جانب الأنتيك، يجمع الجناح قطعاً من السجاد تراوح عمرها بين 300 و500 سنة، إضافة إلى الخناجر العربية القديمة، واللوحات التي تعود إلى الفنانين المستشرقين، والمزهريات التي تنتمي إلى الفن الأوروبي، والنقوش الصينية، إذ يشكل الجناح وسط كل أجنحة السجاد، إطلالة خاصة ومميزة على الفن النادر، الذي يروي قصص الحضارات والثقافات والشعوب.

تأسيس الغاليري

أكدت الشريك المؤسس في «أنتيك وآرت غاليري»، إليزابيث برطع، أن فكرة تأسيس غاليري متخصص في تقديم قطع الأنتيك بدبي، أتت بسبب عدم وجود غاليري مشابه له يقدم هذا الفن في المنطقة. ورأت أنه من الضروري سد هذه الفجوة، وعرض القطع غير الموجودة، بهدف إدخال هذه الحضارات إلى المجتمع المحلي، وتعريف الناس بتاريخها وقصصها، فهي كلها تتميز بكونها قطع مشغولة باليد، كما أنها تتميز بأن كل قطعة منها لا تنتمي لسلسلة بل نادرة وفريدة.

وقالت الشريك في تأسيس الغاليري، إليزابيث برطع، إن «القطع الموجودة التي نقدم جزءاً منها في المعرض تعود إلى القرن 19، وقد قررنا المشاركة بهدف تقديم هذه القطع للجمهور، فمن الضروري العمل على إيصال ثقافة الأنتيك الى كل فئات المجتمع، وهذا المعرض فرصة مميزة لذلك».

وأضافت أن «الغاليري تأسس منذ شهرين، فهو مازال حديث العهد، ويشتمل على مجموعة واسعة من الأنتيك، الذي جمع من فرنسا وإيطاليا وإنجلترا، وغيرها من الدول، إضافة إلى القطع الصينية التي تحمل علامة (إمبريال)، والتي تعود إلى ما قبل 150 أو 200 عام، وقد اخترنا للمعرض مجموعة من أبرز القطع التي نمتلكها».

وتحدثت عن بعض القطع المملوكة من الغاليري المعروضة في «واحة السجاد والفنون»، لافتة الى أنها متنوّعة جداً وتحمل حضارات عديدة، فمنها القطع الأوروبية، كالمزهريات الفرنسية، إلى جانب مجموعات من الأكواب، وصحون الإيماري اليابانية، إضافة الى المزهريات ذات الرسومات الصينية، أو المزهريات المصنوعة من البرونز، الذي يرسم عليه بمواد تستخدم في الذهب. كما يعرض في الجناح شمعدان فضي، وبعض قطع البورسلين التي تحمل رسومات صينية. كما يحمل الجناح مجموعة من لوحات الفنانين المستشرقين، وهي لوحات موقعة خلال القرن 19، ومن بين اللوحات، العمل الذي يحمل عنوان «شارع في الجزائر»، كما تعرض المجموعة أعمال الفنانة اللبنانية هدى بعلبكي. وشددت برطع على وجود بعض القطع التي تحمل التوقيع الإنجليزي ولكن رسوماتها صينية، وهذا يدل على التمازج بين الثقافات، والطلب على هذا النوع من الرسومات خارج حدود الصين، نظراً إلى جمالياتها.

أما الخناجر التي يعرضها الجناح فهي قديمة، منها التي تحمل طوابع لشخصيات، ومنها خنجر يحمل طابع الملك فيصل بن

عبدالعزيز آل سعود، لإضافة إلى الخناجر اليمنية التي تتميز بتفاصيلها المنقوشة من الفضة. في المقابل نوّهت برطع بأن أقدم سجادة تراوح عمرها بين 300 و500 سنة، واسمها «أصفهان»، وتتميز بكونها تحمل ديزاين الدراغون، إلى جانب الزوايا المتشابهة، كما أن هناك سجادة موقعة بتاريخ صنعها في القرن 19.

ووصفت برطع التفاعل مع القطع الموجودة في المعرض بالمميز، منوّهة بأن المعرض لا يشتمل على معروضات غير السجاد، ولهذا فإن وجود قطع الأنتيك جعل الجناح محطة جذب للزوّار للتعرف أكثر إلى القطع. ولفتت إلى أنها تخطط لمشاركة واسعة من الصالات المختصة بقطع الأنتيك في السنوات المقبلة، موضحة أنهم «سيحرصون على تنظيم معارض كبيرة مختصة بالأنتيك»، مشددة على أن هذه القطع - وإن كانت تعود لحضارات قديمة، إلا أنها من الممكن أن تدمج مع الأثاث المعاصر - لا تنتمي لفئة الأنتيك القوي والمذهب.

وبالعودة إلى كيفية جمع هذه القطع النادرة، لفتت برطع إلى أن هذه العملية استغرقت كثيراً من الوقت، فهي قطع نادرة ليس من اليسير الحصول عليها، فتجميعها يتطلب السفر من بلد إلى آخر، ومن منطقة لأخرى، كما أن الحصول على القطع يتطلب البحث في المعارض الخاصة بالأنتيك. أما التحقق من قدم القطع وتاريخها، فهي عملية تتحقق من خلال الخبرة، فهي تعمل في المجال منذ 20 عاماً، ودرست التخصص في إيطاليا، ما منحها القدرة على اكتشاف القطع الحقيقية. ونوّهت بأن ثقافة الأنتيك لا تنتشر في المجتمع بالقدر الذي يجب أن تكون عليه، موضحة أن «الهدف الخاص بالغاليري، يكمن في استقطاب جامعي قطع الأنتيك في المستقبل، وتنظيم معارض كبيرة من شأنها نشر الوعي حول هذه القطع».

تويتر