«الموسيقى العالمية» تحمل الجمهور نحو الأندلس
بموسيقاه الساحرة التي وصلت بسرعة إلى ذائقة الناس، افتتح الفنان الإسباني فيسنته أميغو، على مسرح جزيرة العلم، مساء أول من أمس، أولى أمسيات مهرجان الشارقة للموسيقى العالمية، الذي تقدمه هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، بشراكة استراتيجية مع هيئة الإنماء التجاري والسياحي في الشارقة، ومسرح المجاز، وينظمه مركز فرات قدوري للموسيقى، في دورته الخامسة، ويستمر حتى الـ19 من الشهر الجاري.
• أميغو استلهم روح الأزقة الأندلسية وشجن الفلامينغو. • الجمهور على موعد اليوم مع أمسية لذكرى رحيل عبدالحليم حافظ. |
واستهلّ أميغو الحفل الذي حمل عنوان «ليلة أندلسية» بعزف منفرد، استطاع من خلاله أن يلهب مسامع الجمهور الذي اكتظّ به المسرح، مستلهماً روح الأزقة الأندلسية القديمة، وعبق الشجن الذي تحمله موسيقى الفلامينغو، تاركاً العنان لأوتار قيثارته بأن تسرد حكايات الشغف والحنين على الحضور الشغوف، لتنضم إليه فرقته الموسيقية، التي أضافت بعداً آخر للحفل.
وبين مقطوعة وأخرى، ذهب أميغو وفرقته المؤلفة من أربعة عازفين، بالحضور الذي تفاعل بشكل كبير ولافت مع العزف إلى مواطن الجمال، وحكايات غرناطة، متحدّثاً بلغة موسيقية مزجت ما بين الشغف، والرقّة، والعذوبة، لتبدأ القيثارة في محاورة الصوت الهائل، الذي عبّرت عنه حنجرة مغني الفلامينغو رافييل دي اوتريا، الذي واكب العزف بقطع غنائية عكست جمال وعراقة هذا النوع من الفنون.
وليكتمل ألق الأمسية، اخترق راقص الفلامينغو، بريميتيفو دازا، رتابة الايقاعات ليدقّ بأقدامه حلبة المسرح، معلناً عن حالة من التجلّي تفوق الوصف، استطاع الجمهور من خلالها أن يطلّع عن كثب أكثر على لوحة فنية أخاذة ترجمت علاقة الموسيقى والصوت، حين يتداخل مع لغة الجسد التي تعبر في تكامليتها عن واحد من أعرق الفنون الإنسانية التي منحت حالات الحب، الذي تترجمه أنغام الأوتار والإيقاعات مجالات أكثر جمالاً.
واختتم أميغو الحفل بطريقته الخاصة، حيث عزف مقطوعة أهداها إلى جمهور المسرح، الذي وقف بأكمله متابعاً لإحساسه الكبير في العزف، استطاع من خلالها أن يصف ملامحَ جمالية نقلتها أوتار قيثارته بجدارة وجمال، ليترك في ذاكرة جمهور الشارقة، ومهرجانها الموسيقيّ العالميّ صورة لا تُنسى عن جمال موسيقى الفلامينغو العريقة.
ويستكمل مهرجان الشارقة للموسيقى العالمية في دورته الخامسة أمسياته، حيث سيكون الجمهور التوّاق لأروع الألحان على موعد، اليوم، مع أمسية تقام في ذكرى رحيل العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، يحييها الفنانون المصريون أحمد عفت، ومي حسن، ومحمد متولي، ويقدمون خلالها باقة من أجمل أغنيات الفنان الراحل، بمصاحبة أوركسترا دار الأوبرا المصرية، التي يقودها المايسترو محمد إسماعيل الموجي، كما تستضيف القصباء، في الثامنة والنصف من مساء اليوم، أمسية «حبّ وسلام»، يحييها الفنان العراقي سيف شاهين، وحفل «نساء يرقصن التانغو» في واجهة المجاز المائية في الوقت ذاته.