ألهب حماسة الجماهير في حفل ضمن فعاليات «مهرجان التسوق»

محمد منير في دبي: لِسّه الأغاني ممكنة

صورة

لم يكن الفنان المصري محمد منير بحاجة إلى أكثر من ثلاث كلمات فقط من أشهر أغانيه «عَلّي صوتك بالغنا»، ليشعل حماس الجماهير الغفيرة التي حضرت حفله أول من أمس، على مسرح مدينة دبي للإعلام، في مهرجان دبي للتسوق، ويطل بعدها مغنياً مجموعة من أشهر أغنياته، وسط أجواء مبهجة.

استهل النجم الشهير حفله بأغنية «أهل العرب والطرب»، ليشيع أجواء من الدفء والحميمية في أرجاء المسرح، وتتفاعل معه آلاف الجماهير من جنسيات مختلفة، ثم حيا جمهوره بعدها بكلمات رقيقة، مؤكداً أن الغناء في دبي له مذاق خاص عنده، مؤكداً أنه يكن مشاعر خاصة لدولة الإمارات التي يشاهدها تتقدم يوماً بعد الآخر.

وقال منير «قطعت مئات آلاف الأميال في حياتي، وأشعر أنني في رحلة لا تتوقف، لكنني حين أزور دبي، لا أكاد أحس بوجودي في الطائرة، وكأنني انتقل من القاهرة إلى دبي في ثوانٍ».

وأضاف لجمهوره «أعرف أنكم سعيدون هنا في الإمارات، لأنها بلد مضياف وكريم، وأعلم أنكم تعملون بإخلاص، وأتمنى أن تضيف موسيقاي ابتسامة جديدة على وجوهكم».

هاوٍ يتحوّل إلى «كينج»

ولد الفنان المصري محمد منير في قرية منشية النوبة بمحافظة أسوان أقصى جنوب مصر. وتلقّى تعليمه المبكر وقضى فترة الصبا هناك، قبل أن يهاجر مع أسرته للعاصمة في أوائل السبعينات. أحب ممارسة الغناء كهاوٍ منذ الصغر وكان يغني لرفاقه في الجيش، ورغم دراسته للسينما إلا أنه تحوّل إلى الغناء وصار أحد أبرز المطربين العرب، حتى حصل على لقب «الكينج» وله عدد من التجارب السينمائية، وارتبط فنياً بعدد من أشهر الشعراء منهم عبدالرحيم منصور الذي احتضن منير مبكراً والشاعر فؤاد حداد، وتدرب في صغره على أيقونة مصرية في الغناء النوبي هو الفنان أحمد منيب.

وارتفع صوت منير مجدداً بأغنيته «عَلّي صوتك بالغنا» التي ارتبطت وجدانياً، بالكثيرين لعمق معانيها وارتباطها بأحداث مختلفة منذ غناها لأول مرة في فيلم «المصير» للمخرج الراحل يوسف شاهين، وظلت كلماتها «علّي صوتك بالغُنا لسّه الأغاني ممكنة.. ولو في يوم راح تنكسر لازم تقوم واقف كما النخل باصص للسما.. للسما».

ولم يتغير منير في طريقة ظهوره وحماسته ونشاطه الزائد على المسرح رغم تجاوزه 63 عاماً، ويُعرف النجم المصري بموسيقاه التي يخلط فيها الجاز بالسلم الخماسي النوبي، وكلمات أغانيه العميقة، وأسلوب أدائه ومظهره غير المقيد ببروتوكولات الطرب والمطربين، خصوصاً شعره المجعد والمتروك بفوضى وطريقة إمساكه بالميكروفون ووقوفه وحركاته المتحمسة الغريبة أثناء الغناء.

وواصل «الكينج»، كما يلقبه محبّوه، برنامجه في حفل «مهرجان دبي للتسوق» بأغنيته «الفرحة» التي شدا بها بطريقة مختلفة، ثم ضاعف حماسة الحاضرين بأغنية «الكون كله بيدور» التي تتميز بلحنها السريع نسبياً، وكلماتها العميقة للشاعر عبدالرحيم منصور، وألحان جاسر، ثم وصلها بأغنية «الرمان»، وهدأ الإيقاع نسبياً بغناء «أنا باعشق البحر» التي شدت بها من قبل الفنانة المصرية الشهيرة «نجاة»، وأغنية «هي دي الحياة» التي ارتبطت كثيراً بالطبقة العاملة في مصر والدول العربية.

وكانت كلمات قليلة نطق بها من أغنيته الشهيرة «يونس» ليبدأ الجمهور في تكرارها معه، في إطار تفاعل دافئ بين فنان، اشتهر بقربه من الناس، والتصرف دائماً كواحد منهم، مفضلاً الظهور في حفلات متوسطة الكلفة حتى يستطيع جميع فئات المجتمع الحضور والاستماع إليه.

وتظل أغنية «قلبي مساكن شعبية» واحدة من أروع أغنيات الكينج، التي حرص على غنائها لجمهوره في دبي، قبل أن يشدو بأشهر أغنياته على الإطلاق «شجر الليمون»، التي ارتبطت عاطفياً بملايين من محبيه.

وحرص منير خلال الحفل على أن يقدم عدداً من أغانيه الكلاسيكية، ومازح جمهوره قائلاً «سأغني لكم الآن أغنية كان عمر أكبركم حين غنيتها أول مرة أربع سنوات على أقصى تقدير»، ثم شدا برائعته «في عشق البنات» وختم منير الحفل بعد أكثر من ساعة و40 دقيقة بالأغنية الشهيرة «أشكي لمين».

تويتر