منة: شخصية كاترين مسيطرة علي لدرجة أني أتكلم مثلها في كل مكان.. لم أستطع أن أمحوها بسهولة من عقلي. تصوير: بتول الضوّ

منة شلبي: كل دور أخذ «حتَّة» من قلبي

هي دائماً تثير الجدل، الإعجاب، الفضول، والدهشة، وقد تحتار في شخصيتها كثيراً، تسريحة شعرها، حديثها، صورها، وضحكتها. لكنك أمام موهبتها تعرف جيداً ما تشعر به وتطمئن الى حكمك الجازم بأنها صاحبة موهبة نادرة ومتفردة.

منة شلبي، التي لفتت الأنظار منذ أول أدوارها أمام الراحل محمود عبدالعزيز في فيلم «الساحر»، استطاعت على مدار سنوات أن تتشكل وتتلون وتبرز تلك الموهبة في عشرات الأدوار المختلفة، وعشرات المدارس الفنية مع كبار القامات من مخرجين ونجوم، وربما هي أيضاً من النجمات القليلات في جيلها التي أجمع عليها الجمهور والنقاد ومنحوها لقب «نوارة السينما المصرية»، بعد نجاحها في فيلم «نوارة» وحصولها على ثماني جوائز كأحسن ممثلة من كل المهرجانات العربية وغير العربية التي شارك فيها الفيلم.

منة مشغولة حالياً بعدد من الأعمال، وفي حوار لـ«الإمارات اليوم» طرحنا عليها أهم الأسئلة التي تشغل جمهورها، وفي البداية تحدثنا عن أعمالها الجديدة في السينما، خصوصاً فيلم «تراب الماس» مع المخرج مروان حامد والفنان آسر ياسين.

«طلَّة جديدة»

فوجئ الجمهور أخيراً بتغيير في شكل منة شلبي وقصة شعرها، وتغيير جذري في طلتها، وعن ذلك قالت «لم أقص شعري بإرادتي لكني اضطررت لذلك، فقد احترق لأني كنت أصبغه ثلاث مرات اسبوعياً حتى يحافظ على درجته الحمراء البرتقالية، وهذا أتلف شعري لدرجة جعلت قصه لهذه الدرجة هو العلاج الوحيد، ثم اني أحب التجديد وقصصته بالقَصَّة نفسها منذ فترة، لكني لم أظهر به في أي مناسبة.. فأنا تعودت عمل أي شيء في (اللوك) طالما كنت معجبة به ومن باب التغيير».

وقالت منة إن فيلم «تراب الماس» مشروع تستعد له منذ فترة طويلة مع المخرج مروان حامد والكاتب أحمد مراد، «وكما هو معروف فالعمل عن رواية تحمل الاسم نفسه لأحمد مراد، وتحمسنا لها جداً من البداية، وطبعاً لا يمكنني قول أي تفاصيل عن دوري، فالذي قرأ الرواية سيعرف كل الأدوار بالتفصيل، وأنا عموماً لا أحب شرح دوري، بل أفضل أن يراه الناس على الشاشة بكل ملامحه الإنسانية والسينمائية».

وأضافت شلبي «بالنسبة لمروان حامد، فأنا أعتز جداً بالعمل معه، وهو مخرج يستحق كلمة أستاذ فعلاً لما يملكه من قدرات فنية نادرة وله رؤية ثاقبة ووجهة نظر تغير كل شيء للأفضل وأثق جداً بذكائه، وتعاونا أخيراً في فيلم (الأصليين)، وأعتقد أن هذا الفيلم تجربة خاصة جداً وتحمل أبعاداً مهمة في حياتي الفنية».

وضع مختلف جداً

عن مشاركتها في فيلمي «أهل العيب» و«حرب كرموز»، قالت منة «اعتذرت عن حرب كرموز لانشغالي بفيلمين في الوقت الحالي، هما (تراب الماس) و(أهل العيب)، و(أهل العيب) أعتقد انه سيكون فيلماً متميزاً، خصوصاً أن كاتبه هو السيناريست الموهوب تامر حبيب، وأعتقد أن تامر أثبت أنه من أفضل كتاب السيناريو في مصر والوطن العربي، وتتميز أعماله بالإحساس الشديد في كل كلمة وكل مشهد، وكل شخصياته تحمل أبعاداً إنسانية دقيقة جداً، لأنه ليس كاتباً تقليدياً بل كاتباً يضع لحماً ودماً في كل كلمة يكتبها».

وعن فيلم «نوارة» الذي يعتبر علامة في السينما المصرية وحصل على أكبر عدد من جوائز المهرجانات مثل «دبي» و«تطوان»، قالت منة شلبي «كنت أعلم أنه سيكون عملاً متميزاً وسأحصل من خلاله على جوائز كثيرة، وبداية الفكرة جاءت من المخرجة المبدعة هالة خليل وقلت لها (أنا عايزة أعمل معاكي فيلم مهم)، وفعلاً بدأنا المشروع، الذي قدم مرحلة مهمة جداً في تاريخ مصر، وقبل أن يتم عرض الفيلم رآه المخرج مروان حامد، وقال لي (هتاخدي جايزة في كل مهرجان عن الفيلم ده)».

وأضافت منة «صحيح أنني قدمت دور الفتاة الشعبية مرات عدة، لكن نوارة وضعها مختلف جداً فهي فقيرة جداً وتنتمي لأفقر طبقة في مصر، ومع ذلك شخصتها إيجابية ورائعة ومؤثرة».

تعذيب في الدور

منذ بدايتها كانت منة شلبي تحترف الأدوار الصعبة والمعقدة التي تجهد أي فنانة، وتضعها في اختبار مع كل فيلم، وعن ذلك قالت «أنا فعلاً أتعمد اختيار الأدوار الصعبة، أتعمد أن أجهد نفسي وأبذل قصارى جهدي..أحب أن أضع نفسي في اختبار يصل لدرجة التعذيب حتى أخرج من شخصيتي الحقيقية وأدخل الشخصية الأخرى، وكما يقولون التمثيل هو قدرتك على الخروج من ذاتك لذات أخرى، وكل دور أعطيه من قلبي ونفسي الكثير، لدرجة أني أقولها بصراحة (كل دور أخد حتّة من قلبي)، وأعترف بأنني أحياناً أصل لدرجة الجنون، بسبب دور وصدق البعض في وصف الفنانين بـ(أنهم مجانين)».

منة لا تقف، كما تقول، عند أي نجاح أو فشل بل تنظر للعمل المقبل، وتفكر في عمل كل الأدوار بمنتهى الشجاعة والجرأة، وهي تعترف بأن الكثير من النجوم يعانون صعوبة الاختيار بعد تحقيقهم نجاحات كبيرة في بعض أعمالهم، لكنها تؤكد أن «الغرور والتضخم بعد النجاح أو الانهزام بعد الفشل أمور تجعل الفنان لا يتحرك نحو أي جديد، وأكدت ثقتها بالجمهور الذي يدعمها سواء في النجاح أو الفشل».

وعن الدراما ودور كاترين الذي قدمته في رمضان ومشروعاتها الجديدة، قالت منة «أحب العمل كثيراً مع المخرجة المبدعة كاملة أبوذكري، فهي من أفضل المخرجين في مصر ورواية (واحة الغروب) للأديب بهاء طاهر شديدة الثراء والدقة، وكان التحدي أن أقدم دور سيدة أجنبية بشكل خاص وبلهجة تجمع بين العربية والإنجليزية في الوقت نفسه، دون السقوط في فخ الاستخفاف أو الاستظراف، والحمدلله مر الموضوع بسلام وظهرت الشخصية بسيطة وعميقة وأحبها الناس جداً، لكن ظلت لفترة شخصية كاترين مسيطرة علي لدرجة اني أتكلم مثلها في كل مكان. لم أستطع أن أمحوها بسهولة من عقلي».

وبالنسبة لدراما العام القادم قالت منة «لا أحب المشاركة في رمضان لعامين على التوالي، كذلك تعرضت لإرهاق في التصوير لا يمكن تخيله، وربما بعد كل مسلسل أحتاج إلى الراحة لشهور طويلة، كما لا أحب أن اثقل على الجمهور بالتواجد في كل عام».

الأكثر مشاركة